طالب خبراء ومستشارون ومستثمرون الدولة بفرض هيمنتها والسيطرة على صناعة اللحوم بالتدخل الجاد لحسم الفوضى في صناعة اللحوم، منادين بضرورة أن تتبنى وزارة الصناعة والاستثمار بولاية الخرطوم إدارة هذه الملفات، وذلك بتشكيل آلية تضم الجهات ذات العلاقة بالأمر كمفوضية تشجيع الاستثمار بالولاية ومصنعي اللحوم والمعتمدين في المحليات ومسجل الإغذية والأطعمة وجمعيات حماية المستهلك والخبراء، بجانب بنك السودان والمواصفات والمقاييس والجمارك وغيرهم من أصحاب المصلحة. وكشف الخبير الوطني والاستشاري في تكنلوجيا اللحوم والمسالخ الدكتور أسامة بر عن خلل كبير ومشاكل تهدد صناعة اللحوم والنسيج والألبان بولاية الخرطوم بالتوقف، وقال أسامة إن هنالك مشكلات رئيسية تتربص بهذا القطاع، معرباً عن آسفه أن تتعرض صناعة مثل اللحوم لذلك، في الوقت الذي يصنف فيه السودان عالميا أنه من أكثر الدول التي تمتلك المقومات الحقيقية لقيام صناعة لحوم متميزة، داعياً إلى وقف التنازع والتضارب الحاصل بين الجهات الرسمية التنفيذية والرقابية، وأن تسعى الحكومة لإعادة النظر في القوانين المقيدة لحركة هذه الأنشطة وإزالة التدخلات والتقاطعات الحاصلة حالياً في تلك القوانين، خاصة تعدد الرسوم والجبايات، ودراسة أسباب توقف بعض المصانع، ووضع استراتيجية وخطة تسويقية وترويجية لهذه الصناعات، وذلك لسد الفجوة في هذه الصناعات ووقف الهدر للاستثمارات التي أسست هذه الصناعات. الخبراء والمستشارون والمستثمرون في القطاع وأساتذة الجامعات أجمعوا أن الخلل الحاصل في بعض الصناعات هو السبب الرئيسي في ارتفاع أسعارها وضعف الاستثمارات، مطالبين الدولة بالتدخل الجاد لحسم هذه الفوضى و بأن تتبنى وزارة الصناعة والاستثمار بالولاية إدارة هذه الملفات، وذلك بتشكيل آلية تضم الجهات ذات العلاقة بالأمر كمفوضية تشجيع الاستثمار. السودان يعتبر من البلدان القليلة التي تتمتع بموارد طبيعية وثروات وفرص استثمارية متميزة تجعله جاذبا للاستثمار حالما توفرت البئية المرضية والمطمئنة للمستثمر. الجدير بالذكر أن حجم الاستثمار بقطاع اللحوم يبلغ نحو 200 مليون دولار وأضعافها للتشغيل، وتصل أعداد الماشية المنتجة للحوم إلى نحو 112 مليون رأس، فيما وتبلغ الفجوة في إنتاج مصانع النسيج 85 مليون متر مربع ويبلغ المنتج نحو 15 مليون متر مكعب فقط، والمصنع الوحيد للغزل في الولاية متوقف لأكثر من 20 عاما، أما مصانع الجلود تصل وحداتها التنفيذية إلى نحو 3.613 وحدة لا تنتج سوى 12 مليون، بينما تصل طاقتها التصميمية إلى 30 مليون جوز حذاء، بجانب أنه يتم اهدار 40 في المائة من الجلود بسبب السلخ غير المرشد.