باتت أزمة المواصلات مزمنة ولم تنجح جهود ولاية الخرطوم في التغلب عليها، حيث اعتاد المواطنون الوقوف بالساعات ليجدوا حافلة أو بصاً يقلهم لمكان عملهم أو دراستهم، فمن خلال معايشتنا اليومية للأزمة ظهرت كثير من الإشكالات التي صاحبتها، خاصة في وقت الذروة، حيث اعتدنا على دخول الحافلة إلى الموقف وعدد كبير من المواطنين في الانتظار يفاجأك صاحب الحافة بقوله «ما ماشي» أو «ماشي اصلي» وكلها حجج لا ندري ما القصد من ورائها، وهناك بعض أصحاب الحافلات يتحايلون على المواطن بتقسم خط المواصلات إلى جزءين، ففي منطقة الثورة بالنص خضع المواطنون لما يفرضه عليهم أصحاب الحافلات، حيث اخترعوا خطاً جديداً «الثورة بالنص مهداوي» وهذا الخط لا وجود له أصلا وإنما هي وسيلة لاستغلال حاجة المواطنين، وفي الأصل الخط هو الثورة بالنص خليفة بالإضافة إلى أن أصحاب الهايس يرفعون سعر التذكرة المرتفع أصلاً من 4 جنيه إلى 5 جنيه، ويضطر الراكب الذي أنهكه الإنتظار لوقت طويل أن يقبل ويدفع دون إبداء أي اعتراض. ٭ هي أزمة بكل ما تحمل هذه الكلمة من معان ولم تنحج كل الجهود المبذولة في حلها، وباتت تمسك بخناق المواطن دون إبداء مبررات منطقية لها، لماذا لا يستفيد السودان من تجارب الدول المجاورة؟، ولماذا لا تتعامل الجهات المختصة معها بالحسم المطلوب؟، وإلى متى سيظل المواطن السوداني يدفع ثمن هذه الأزمات المتكررة؟، وهنا أتساءل هل هناك جهود حقيقية للحل؟ ٭ ولعل مما زاد الأمر سوءً ظهرت على السطح خلال الأيام الماضية أزمة وقود، وقد أكد وزير النفط أن الأزمة مفتعلة، ولكنه أقرّ بوجود شح في الوقود مرجعاً الأمر إلى صعوبة نقله من ميناء بورتسودان، الأمر الذي أدى إلى حدوث فجوة، مشيراً إلى وجود مشكلة في التناكر التي تنقل المشتقات النفطية، إلا أنه أشار إلى إتجاه لمعالجة الأمر عبر المخزون الاستراتيجي. وقد قامت «آخر لحظة» بجولة في مواقف المواصلات، ففي موقف السكة حديد شكا الموظف محمد أحمد من انعدام المركبات بموقف السكة حديد، خاصة في أوقات الذروة «الظهيرة، المساء» واستنكر استغلال بعض أصحاب المركبات للأزمة بزيادة التعرفة، وزاد: توجد فوضى في الإلتزام بخطوط المواصلات، حيث يتجه السائقون حسب تعرفة الخط، مما جعل السمة الأبرز الهرج والمرج، وانتقد محمد عدم وجود جهة رقابية لتحاسب المخالفين، وانتقد إسماعيل حامد ما يمارسه سائقو الحافلات في وقت الذروة، خاصة تهربهم من نقل الركاب بغرض الضغط عليهم لزيادة تعرفة المواصلات وإتهم الكمسنجية بمساعدة أصحاب الحافلات بغرض الحصول على نسبة أعلى وكشف مدير موقف السكة حديد هشام النعمان عن مركبات غير مرخصة لا تحمل اسماً للخط تمارس الفوضى داخل الموقف وخارجه، لأنها تعمل على حسب مزاجهم، خاصه في الفترات المسائية، مشيراً إلى أنهم يدخلون الموقف في المساء ويقومون بنقل الركاب بسعر عال تعويضاً لما فقدوه في النهار خصماً علي المواطن، وأشار إلى شكاوى من المواطنين بسبب ظاهرة زياده التعرفه في المساء، داعياً المواطنين إلى عدم الصمت حتي يتم استغلالهم من قبل سائقي المركبات، وقال: يجب علي المواطن التبليغ لأقرب قسم وإتخاذ الإجراء القانوني للحد من هذه الظاهرة . وأشار إلى وجود مساع لحل الأزمة منها مشروع تمليك البصات بالتعاون مع هيئة تنمية الصناعات الصغيرة لحل مشكلة المواصلات، مشيراً إلى أن أعداداً مقدرة من البصات دخلت الخدمة، كما قامت مواصلات ولاية الخرطوم بالمشاركة مع عدة شركات لتشغيل البصات، وأضاف أنه تم تمليك جزء من البصات الكبيرة إلى السائقين، نافياً قيام النقابة باستبدال حافلات المواطنين بالبصات. وكشف عن إتجاه لدراسة تعريفة المواصلات حتى توازي المصروفات، حتي يستطيع صاحب العربة الاستمرار في العمل، مشيراً إلى أن التعرفة ضعيفة إذا ما قورنت مع زياده الأسعار في الأسواق .