تستحق مباراة (الكبار) التي جمعت مازيمبي مع الهلال العودة اليها اكثر من مرة فنيا لنستفيد من الدروس الكثيرة التي قدمتها خصوصا وان نجم الهلال الخلوق واحد القلائل من اللاعبين السودانيين الذين نالوا شرف المشاركة في نهائي دوري الابطال الكابتن منقستو لم يمن الله عليه بموهبة التحليل مثل موهبة اللعب .. فمنقستو الذي كان يجبر المحلليين علي الوقوف كثيرا امام حركته المستمرة ولياقته العالية وقدرته علي سد الثغرات يمثل ثغرة واضحة في استديو (بي ان سبورت) ويظلم السودانيين المتعطشين للتحليل الفني لانديتهم خصوصا الهلال الذي تعود الظهور علي الساحات الافريقية وتعود الظلم من المحليين العرب حتي اقنعهم فاصبحوا يتغزلون فيه او يهربون منه بمحلل سوداني .. الاخ منقستو .. انت لا تملك هذه الموهبة وهذا ليس عيبا فاعتذر عن الاستضافة .. ولكن يبقي السؤال لماذا لا تجتهد القناة الناقلة في البحث عن كادر سوداني متميز وتتعاقد معه لتحليل مباريات الاندية السودانية مثل المدرب محمد عطا مثلا او الشاب المؤهل تأهيلا علميا كبيرا الاستاذ ايمن يماني او المدرب هشام الريشه ولماذا تصر القناة علي الاستعانة بالسودانيين الموجودين في قطر فقط ! نعود للمباراة فنيا ونشيد بالاداء الجماعي لفريق الهلال في الناحية الدفاعية فقد كان الفريق يتحرك ككتلة واحدة ويذهب بنسق جيد باتجاه الكرة وبمسافات مقبولة بين اللاعبين وكان واضحا ان تعليمات المدرب مركزة علي عدم اتاحة الفرصة لمازيمبي لتنظيم الهجمة من وسط الملعب وتحويل الكرة نحو اطراف الملعب للقيام بالعكسيات التي اشتهر بها مازيمبي .. وفي هذا الجانب فقد نجح كاريكا نجاحا كبيرا وكان اكثر لاعبي الهلال حركة وادي دوره الدفاعي بامتياز مع اجتهاد كبير في الجانب الهجومي ومحاولة خلق الفرص وهكذا كاريكا دوما في المباريات خارج الارض التي تحتاج الي مجهود كبير والي لاعب يركز في كرة القدم فقط ولا يهتم بجمهور الفريق الخصم .. ومن كاريكا الي بشه الذي بذل مجهودا كبيرا في تغطية اطراف الملعب وكان اكثر تميزا من كاريكا عند استلام الكرة وخلق العديد من الفرص لزملائه واهمها تمريرته لنزار حامد في الشوط الثاني ادي المباراة بنفس واحد نافيا انه لاعب الشوط الواحد.. أفضل لاعب في الاداء الدفاعي كان الشغيل بالاشتراك مع اتير توماس .. فالشغيل اغلق المنافذ امام المدافعين وكان يقطع الكرة في منطقة الارتكاز بجانب القراءة العالية لحركة لاعبي مازيمبي ومساعدة الزميل حتي ما بعد وسط ملعب الهلال .. كما انقذ الشغيل الهلال من هدف مؤكدا عندما ارتمي علي الارض وتصدي لكرة قوية داخل منطقة الجزاء .. وتميز الشغيل بالاحتكاك القوي والمواجهات العنيفة مع لاعبي مازيمبي والتحرش بهم عند تنفيذ الضربات الثابته مما شتت ذهنهم وقلل ثقتهم في انفسهم .. أما اتير توماس فهو مثل كاريكا يؤدي خارج الارض بامتياز عال وابرز مبارياته الافريقية كانت امام الافريقي في تونس في مباراة الاحداث الشهيرة عندما اغلق المنافذ علي المهاجم التشادي ايزيكال .. أتير توماس الذي تتعدد اخطاؤه في بعض المباريات المحلية يمتاز بتركيز عال كلما كانت المباراة خارج الارض وفي ظروف صعبة وقد استطاع بالامس ان ينقذ الهلال من اكثر من هجمة خطيرة خصوصا في الكرات العكسية واوضحها الكرة التي اخطأ فيها مساوي في الناحية اليسري بجانب الكرة التي مر فيها احد لاعبي مازيمبي من الناحية اليمني وتصدي اتير بنفس الطريقة وقطع الكرة قبل ان تصل للمهاجمين .. من عيوب اتير انه لا يحسن استخراج الكرات للاعبي الوسط بصورة صحيحة رغم انه يلعب في كثير من الاحيان في الوسط .. فداسي ادي بصلابة معهودة فيه وبلياقة بدينة عالية واجاد التغطية العكسية واجتهد في الجانب الهجومي ولكنه لم يضف الكثير في هذا الجانب .. سيسي التزم الي حد كبير بالجانب الدفاعي وادي بامتياز عدا بعض الكرات التي حاول ان يتفلسف فيها وكادت ان تشكل خطورة علي الهلال ولكنه تدارك الخطأ .. من مشاكل سيسي انه يفقد احيانا الاحساس بالمكان فيتصرف وكأنه رأس حربه ! نيلسون العائد بعد غيبة للمشاركة تميز بالاستلام الجيد والتمرير وفتح الملعب والثقة بالنفس فكان اكثر لاعبي الهلال استلام للكرة تحت الضغط .. اجتهد في وسط الملعب وخانته اللياقة في الشوط الثاني ولكن عودته كانت من اكبر مكاسب الهلال ونتمي عودة بويا .. نزار ورغم انه لم يقطع الكثير من الكرات الا انه ظل يتراجع مع لاعبي وسط مازيمبي ويزاحمهم في الكرة وكان متناسقا مع حركة لاعبي الوسط في تغطية المساحات .. أحسن الاداء في الجانب الهجومي في الشوط الثاني وخلق اكثر من فرصة خصوصا بعد خروج كاريكا ولكن مشكلة نزار انه ضعيف جدا في استغلال الفرص السهلة امام المرمي سواء بالتصويب اوبالتعاون مع الزملاء .. نزار عندما يكون وجها لوجه مع الحارس لا يجيد التصرف وهذه مهارة تكتسب بالتدريب .. نعود الي نقطة الضعف السابقة والتي كانت تتسبب في هزيمة الهلال في الكثير من المباريات وهي حراسة المرمي .. فقد نجح الهلال الي حد كبير في سد هذه الثغرة عبر الحارس مكسيم الذي انقذ الهلال من كرات صعبة جدا مؤكدا علي تفوقه كما انه كان هادئيا وواثقا واعطي الثقة لدفاعه .. مكسيم تصدي للضربة الثابتة ببراعية غير عادية .. كنا نتمني ان يركز مجلس الهلال في تسجيلاته منذ بداية الموسم علي مهاجم متميز ويكتفي بحارس ومهاجم .. ولكن العترة بتصلح المشية وان شاء الله المجلس يستفيد من الدروس في التسجيلات القادمة .. طريقة الهلال الدفاعية لم تعطينا الفرصة لنحكم علي المهاجم جوليام الذي التزم بتعليمات المدرب ليبقي وحيدا في المقدمة .. اجتهد في بعض الكرات ولكنه يحتاج لوقت طويل لنحكم عليه نتمني له التوفيق .. لم نتجاهل مساوي ولكنه لم يكن موفقا ولا نود ان نقول له اكثر من مباراة وانتهت .. اجتهد في المباريات القادمة ..