شاهد بالفيديو.. حسناوات سودانيات بقيادة الفنانة "مونيكا" يقدمن فواصل من الرقص المثير خلال حفل بالقاهرة والجمهور يتغزل: (العسل اتكشح في الصالة)    شاهد.. صور الفنانة ندى القلعة تزين شوارع أم درمان.. شباب سودانيون يعلقون لافتات عليها صور المطربة الشهيرة (يا بت بلدي أصلك سوداني) والأخيرة ترد: (عاجزة عن الشكر والتقدير)    شاهد بالصورة والفيديو.. طفل سوداني غاضب يوجه رسالة للمغترين ويثير ضحكات المتابعين: (تعالوا بلدكم عشان تنجضوا)    شاهد بالصورة والفيديو.. عريس سوداني يحتفل بزواجه وسط أصدقائه داخل صالة الفرح بالإنشاد الترند (براؤون يا رسول الله)    مخاطر جديدة لإدمان تيك توك    محمد وداعة يكتب: شيخ موسى .. و شيخ الامين    خالد التيجاني النور يكتب: فعاليات باريس: وصفة لإنهاء الحرب، أم لإدارة الأزمة؟    نقاشات السياسيين كلها على خلفية (إقتلوا يوسف أو اطرحوه أرضاً)    «الفضول» يُسقط «متعاطين» في فخ المخدرات عبر «رسائل مجهولة»    إيران : ليس هناك أي خطط للرد على هجوم أصفهان    قطر.. الداخلية توضح 5 شروط لاستقدام عائلات المقيمين للزيارة    قمة أبوجا لمكافحة الإرهاب.. البحث عن حلول أفريقية خارج الصندوق    هل رضيت؟    زيلينسكي: أوكرانيا والولايات المتحدة "بدأتا العمل على اتفاق أمني"    منى أبوزيد: هناك فرق.. من يجرؤ على الكلام..!    مصر ترفض اتهامات إسرائيلية "باطلة" بشأن الحدود وتؤكد موقفها    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    سعر الدرهم الإماراتي مقابل الجنيه السوداني ليوم الإثنين    سعر الدولار مقابل الجنيه السوداني في بنك الخرطوم ليوم الإثنين    نصيب (البنات).!    ميسي يقود إنتر ميامي للفوز على ناشفيل    ضبط فتاة تروج للأعمال المنافية للآداب عبر أحد التطبيقات الإلكترونية    لجنة المنتخبات الوطنية تختار البرتغالي جواو موتا لتولي الإدارة الفنية للقطاعات السنية – صورة    بعد سرقته وتهريبه قبل أكثر من 3 عقود.. مصر تستعيد تمثال عمره 3400 عام للملك رمسيس الثاني    خلد للراحة الجمعة..منتخبنا يعود للتحضيرات بملعب مقر الشباب..استدعاء نجوم الهلال وبوغبا يعود بعد غياب    إجتماع ناجح للأمانة العامة لاتحاد كرة القدم مع لجنة المدربين والإدارة الفنية    المدهش هبة السماء لرياضة الوطن    نتنياهو: سنحارب من يفكر بمعاقبة جيشنا    كولر: أهدرنا الفوز في ملعب مازيمبي.. والحسم في القاهرة    إيران وإسرائيل.. من ربح ومن خسر؟    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    الأهلي يوقف الهزائم المصرية في معقل مازيمبي    ملف السعودية لاستضافة «مونديال 2034» في «كونجرس الفيفا»    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    مبارك الفاضل يعلق على تعيين" عدوي" سفيرا في القاهرة    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    ماذا تعلمت من السنين التي مضت؟    إنهيارالقطاع المصرفي خسائر تقدر ب (150) مليار دولار    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    تسابيح!    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    وصفة آمنة لمرحلة ما بعد الصيام    إيلون ماسك: نتوقع تفوق الذكاء الاصطناعي على أذكى إنسان العام المقبل    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    تداعيات كارثية.. حرب السودان تعيق صادرات نفط دولة الجنوب    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    الجيش السوداني يعلن ضبط شبكة خطيرة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



محمد الشيخ مدني يكتب.. محطات للتأمل
نشر في آخر لحظة يوم 01 - 07 - 2015

مباراة المريخ – العلمة الجزائري في إفتتاح دور الثمانية للبطولة الإفريقية للأندية ، محطة تحتاج لوقفة طويلة للتأمل والتبصّر ، وقفة للتحليل العلمي المدروس ، وقفة للبناء فوق ما تأسس ... فهي لم تكن مباراة عادية نفرح ونحتفل لنتيجتها ثم ننتظر القادمة ، وهي لم تكن مباراة نترك ما بعدها للظروف ، ولكن وبكل المقاييس هي مباراة إستثنائية ... هي مباراة ، في تقديري الخاص ، تجعل الطموح للصعود لمنصات التتويج والفوز بالبطولة أمراً ممكناً وليس صعباً ، وبالتأكيد ليس مستحيلاً ... مريخ مباراة العلمة الجزائري ليس مريخ السنوات العشرين الماضية ... هو مريخ السبعينات والثمانينات للمخضرمين العجائز من المشجعين من جيلنا الذين عايشوا تلك الحقبة.
مدخل ثاني
المدخل الأول يقود مباشرة للمدخل الثاني ، وذلك بالإجابة على السؤال : ماهو الجديد في هذه المباراة ؟ وببساطة شديدة الجديد هو التالي :-
شكل الفريق الثابت ، فأي خانة في الفريق حالياً يستطيع أي متابع أن يحدد اللاعب الأساسي فيها، دون أن يختلف معه أحد ، مع وجود بدائل ناجحة له ، وهذا أهم عناصر الفوز بالبطولات .
وجود لاعبين متميّزين ، جمال سالم والمعز ، في حراسة المرمى ، والبطولات لا يمكن إحرازها في غياب حراس متميّزين ... تذكروا علاقة تأريخ المريخ والبطولات الخارجية والحارس الأسطورة حامد بريمة.
التطور المتصاعد لأداء الفريق التكتيكي ، فلقد إرتفعت نسبة الإستحواذ على الكرة في هذه المباراة بدرجة عالية جداً ، ممكن نعتبرها نقلة نوعية في هذا المحور ، وسأعود لاحقاً لهذه النقطة بالتفصيل في هذه الدراسة.
العودة لأسلوب المريخ التقليدي في عصره الذهبي الذي تميّز بالحماس والرجولة وحرارة القلب والجماعية ... ولعل الكثيرين منا يذكر أنه في فترات سابقة عندما يتقدم فريق على المريخ بهدف سريع ، يدفع الفريق ثمن ذلك الهدف غالياً بوابل من الأهداف المريخية ، وحينها نذكر أن أحد المشجعين الظرفاء خاطب الفريق الخصم بالتساؤل المشهور : إنتو منو القال ليكم إتجرأوا وجيبوا قون ؟
عودة سمة أشتهر بها المريخ المتمثلة في الإستقبال الحار والتعاون من اللاعبين القدامى للاعبين الجدد في الفريق ... ومساعدتهم على الإنصهار والتأقلم مع الفريق ، وهذه صفة لازمت المريخ التأريخ ... ففي الستينات والسبعينات من القرن الماضي كان أكثر من 90% من لاعبي أندية الخرطوم من أولاد العاصمة ، ورغم ذلك نجح كثير من اللاعبين من الأقاليم مع المريخ ، وأخفق كثير منهم مع فرق أخرى ... وحينها حاولنا الإجابة على سؤال كان وقتها مهماً جداً ، لماذا نجح اللاعبون الجدد ، وبالذات المنتقلون من الأقاليم أو من أندية أخرى ، في المريخ دون كثير من الأندية الأخرى؟ ، والأمثلة كثيرة كإبراهومة الكبير والفاضل سانتو من مدني ، وماجد أبو جنزير من عطبرة ، وزيكو السبعينات من كوستي وغيرهم ... وكانت الإجابة أن لاعبي المريخ القدامى كانوا يحسنون التعامل والتعاون والتشجيع للاعبين الجدد حتى يثبتوا وجودهم بالفريق ، ولم يبخلوا عليهم بأي شيء ... هذه النقطة هامة جداً لأنني أذكر أنني تناقشت مع بعض اللاعبين الكبار عن سر ظاهرة عدم تعاون اللاعبين القدامى مع الجدد في أي فريق ، فكانت الإجابة : السبب هو ولاء اللاعبين القدامى لزملائهم وأصدقائهم الذين سيفقدون مواقعهم بسبب الوافدين الجدد ... وإختفاء هذه الظاهرة من فريق المريخ الحالي مكّنت اللاعبين الجدد في المريخ ، أمثال بكري المدينة وعمر بخيت وعلاء الدين وزملاءهم من التأقلم السريع والرغبة الجامحة لتقديم أفضل ما عندهم لمصلحة الفريق ...
السلوك المتطور والنقلة النوعية في التشجيع الحضاري عند الجمهور ... فهو تشجيع جماعي ، متواصل ، لا يفرق بين لاعب وآخر ، كلهم بشعار واحد ، كلهم من أجل الفريق ... جمهور يجبر اللاعب على إحترامه ... جمهور يجبر اللاعب على التضحية وبذل أقصى ما عنده حتى لا يخذله ... جمهور نبذ التعصب الأعمى واستقبل اللاعبين الجدد بكل الحب والترحاب ... جمهور وضع على أعناق اللاعبين مسئولية عظيمة ...
وجود مدرب مقتدر ، وبصلاحيات كاملة ، مما سهل مهمته في تطبيق ما يراه هو صحيحاً ، وليس ما يتمنى أو ما يرغب فيه الكثيرون من تقديرات إنطباعية أو عاطفية ، ويكفي الإستدلال على ذلك بموقفه الصارم من اللاعب تراوري ، ونجاح كل الخيارات التي راهن عليها رغم خوف الكثيرين ( وجرستهم ) من نتائجها...
بعد هذين المدخلين دعنا نتساءل : هل كل ما تم كان صدفة؟ ... وأهم من ذلك ، هل إكتمل الإعداد للفوز بالبطولة؟ وما هو المطلوب لتحقيق الطموح المنطقي والمشروع وإكمال المشوار؟ والإجابة المنطقية أن ما تم لم يكن صدفة ، وإنما كان عملاً دؤوباً شاقاً بذلت فيه الإدارة النفس والنفيس ، المال والوقت ، والسعي المتواصل للأفضل ... ورغم كل ما سبق ، أقول بالفم المليان أن الإعداد والتجهيز للصعود لمنصة التتويج لا يزال في بداياته ... ولأن الحلم أصبح ممكناً فالمطلوب في المرحلة القادمة بإختصار شديد يتمثّل في إعداد اللاعبين من خلال ثلاثة محاور : الفنّي ، البدني والنفسي ... فإذا إكتملت العناصر الثلاثة للفريق نستطيع أن نقول بثقة أننا قد قمنا بواجبنا كاملاً ويبقي التوفيق الذي هو من رب العالمين ... وقد نحتاج لدرهم الحظ من بعده ... وسأفصل المطلوب في المرحلة القادمة لكل محور على حدة ...
المحور الفنّي : لعل أصعب المحاور هو المحور الفنّي ، الذي يعتمد على مهارات اللاعبين ومدى تطبيقهم للخطة والتكتيك داخل الملعب ، ولقناعتي أن المدرب المقتدر غارزيتو واللاعبين قد قدموا حتى الآن ما يقنع ويطمئن على هذا الجانب ... وهذا هو الدافع الرئيسي لهذه الدراسة ... لأن هذا المحور هو الأصعب ، وعدم توفره يعني موت الطموح ... والتطور الطردي لإستفادة اللاعبين من إمكاناتهم الفنية وتوظيفها لمصلحة الفريق ، الذي عايشناه في المباريات الأخيرة ، هو الذي يفرض علينا إكمال النقص وتجويد العمل في المحاور الأخرى ...
المحور البدني : لعل هذا المحور ورغم أهميته هو أسهل المحاور ... والجهد فيه يتكوّن من ثلاثة عناصر فقط : الأول : المحافظة على اللياقة المكتسبة من الجرعات التدريبية برقابة ذاتية ، وهذا مسئولية مدرب اللياقة واللاعبين ... والثاني : توفير التغذية المناسبة والإلتزام الصارم بنوعيتها وتوقيت تناولها ، وهذه مسئولية المدرب والطبيب والإدارة ... والثالث : التوزيع العلمي للوقت وتقسيمه بين الراحة ، والنوم ، والنشاط المصاحب سواء أن كان علمياً أو ثقافياً أو ترفيهياً ، وهذا أيضاً مسئولية المدرب والطبيب والإدارة ...
المحور النفسي : لعل واحداً من العيوب الواضحة في الكرة السودانية عدم إهتمامنا بإعداد اللاعب خارج الملعب ... وكثيراً ما أردد أننا ننظر للاعبين كأنما هم خيول سباق ، نصرف عليهم ، ونكثر لهم من العلف ، ثم نرسلهم للميدان ، ونعتقد بذلك أننا قد قمنا بواجبنا كاملاً نحوهم ، ولم نقصّر في حقّهم ... بل في كثير من الأحيان نردد في الإعلام أن الإدارة قد قامت بواجبها كاملاً ، والباقي على اللاعبين ... وننسى هنا أن اللاعب بشر ، والنفس البشرية تحتاج لإهتمام خاص ، ورعاية خاصة ، وتفهم خاص ، لمكوّناتها ، وعملياً وعلمياً يختلف كل لاعب مفرداً عن الآخر في هذا المحور ... وتكمن صعوبة هذا المحور في أن التعامل معه يتم من خلال مرتكزين : الأول فردي يتطلب التعامل مع كل لاعب على حدة ... والثاني جماعي يتطلب تهيئة الفريق كمجموعة واحدة مرتبطة مع بعضها البعض كالجسد الواحد ... وهذا مسئولية الجهاز الفني والإدارة والإعلام والمشجعين ... ويمكن أن نفصّل دور كل على حدة :
الجهاز الفنّي : العمل على المحافظة على إيجابيات الأداء في مباراة الفريق ضد العلمة الجزائري ، والتأكد من أن أسلوب اللعب في المباريات المحلية والخارجية القادمة لا يتغير ... وكسب ثقة اللاعبين وضمان إزالة الأثر السالب لعدم إختيار أي لاعب في التشكيلة الأساسية ، وإعداد اللاعب الإحتياطي نفسياً على أن مسئوليته قد تكون أكبر من مسئولية زميله داخل الميدان ، لأن حاجة الفريق له تأتي في ظروف حرجة : فهو مطالب بتغطية نقص زميل أصيب ، لا قدر الله ، بذات مستوى الأداء ... أو بالمحافظة على نتيجة إيجابية حققها زملاؤه داخل الملعب ... أو تغيير نتيجة جاءت لغير مصلحة الفريق ، والأخيرة هي الأصعب لأنها تحتاج للاعب بتركيز عالي ، وذهن صافي ، ومعنويات مرتفعة ... وهذه أدوار لايمكن للاعب محبط بسبب عدم إختياره في التشكيل الأساسي لبداية المباراة أن يوفيها قدرها ... وعلى الجهاز الفنّي حسن التعامل مع اللاعب الذي يوفق في مباراة بالتشجيع والتقدير المعنوي ، وبذات المستوى حسن التعامل مع اللاعب الذي يخفق في مباراة وذلك بإخراجه من دائرة الإحباط ، لأن الفريق سيحتاج له في مرحلة قادمة ...
الإدارة : العمل على إزالة كل العوامل غير المباشرة التي تؤثرعلى اللاعب سلباً من ناحية نفسية ... مثال : الإهتمام والإسراع في علاجه داخل أو خارج السودان في حال إصابته ... وإيفاء كل مستحقاته المالية في وقتها ... وتوفير المعسكرات المناسبة وفق رؤية المدرب الكاملة بغض النظر عن التكلفة ... والسعي لتحقيق طلب المدرب بالإتفاق على إقامة مباريات ودية إعدادية كماً ونوعاً ... وعلى الإدارة إظهار الإهتمام باللاعبين وذلك بالتواجد المستمر في التمارين والمعسكر دون التعامل أو الإختلاط مباشرة مع اللاعبين حتى لا يتم التشويش على برنامج المدرب ...
الإعلام : اللاعبون بشر ، وبشر حساس جداً ، يتأثر إيجاباً وسلباً بما يكتب عنه في الإعلام ... ولا أ ريد هنا أن أحدد ماذا يمكن أن يكتب الإعلامي؟ أو عن ماذا يمكن أن يبتعد الإعلامي؟ ولكن أقصر حديثي ومناشدتي للإخوة الإعلاميين أن يكتبوا عن اللاعبين بمنظور أن الفريق محتاج للاعب في المباراة القادمة ... وعلى الإعلامي مساعدته في الإعداد النفسي لتلك المباراة القادمة ... فنجاح اللاعب النسبي المؤقت لا يضعه في مصاف الأساطير ... وإخفاقه النسبي المؤقت لا يجعل منه سبة في جبين الفريق ... فالأول يحتاج لكلمات تحثه على تقديم المزيد ... والثاني يحتاج لمواساة لإعادة الثقة في نفسه ... وللإعلام دور أساسي في تعبئة الجمهور إيجاباً بالتشجيع المؤثر كعنصر أساسي في أي إنتصار للفريق ... وهنا لابد من إشادة بدور الإعلام الواضح في المرحلة السابقة في تهيئة الجمهور لمصلحة الفريق ... فإنتظام التشجيع ، وكثافة الحضور والمشاركة في التشجيع من داخل الملعب ، ومفردات التشجيع اللغوية كلها جاءت نتاجاً للتبشير الإعلامي الإيجابي ...
الجمهور : الحديث عن الجمهور يطول ، لأن الجمهور هوجزء لا يتجزأ من تأريخ النادي ، وإرثه وتقاليده ... والجمهور عنصر أساسي في ترغيب وجذب اللاعبين وطموحهم للإنتماء للنادي ... وإذا أردتم أن تعرفوا لماذا يطمح معظم اللاعبين الأوروبيين للعب في صفوف فريق مانشستر يونايتد الإنجليزي ، فأعلموا أن السبب الرئيسي هو جمهور الفريق ... ففي أي نادي كبير يمكن أن يحقق اللاعب طموحه بالحصول على بطولات ... ولكن تبقى نكهة مانشستر يونايتد المميّزة في مشجعيه ... فهم يملأون الأستاد بأكثر من خمسين ألف متفرج ... ويؤازرون الفريق بالسفر داخل إنجلترا بأعداد من عشرة إلى خمسة عشر ألف مشجع ... ويسافرون مع الفريق لأوروبا من خمسة إلى عشرة ألف متفرج ... مشجعو مانشستر يشجعون بهدير يهز الملعب لتحفيز اللاعب ليقدم أفضل ما عنده بغض النظر عن النتيجة ... لا زلت أذكر موقفين لهؤلاء المشجعين : الأول شاهدت لهم مباراة من داخل الأستاد ، كان فريقهم متأخراً (4 – صفر) ، وبقي لنهاية المباراة دقيقتان فقط ... أحرز الفريق هدفاً وحيداً ... لم أر في حياتي قوة تشجيع لمثل ذلك الهدف في تلك الظروف ، وكأنما كان هدف تعادل أو ترجيح ... أما الثاني فهو عندما هبط مانشستر يونايتد للدرجة الثانية لموسم واحد في السبعينات من القرن الماضي ... لم يتأثر دخل الفريق ، ولم تتأثر أعداد المشجعين الحضور ، ولم يتدنى أو يهبط قوة التشجيع ... ويقال أن أندية الدرجة الثانية في ذلك الموسم إحتفلت بهبوط الفريق للدرجة الثانية ... وهنا أقول من الضرورة بمكان الإشادة بمستوى التشجيع لفريق المريخ أفراداً وجماعات ... كماً ونوعاً ... ورغم ذلك لا بد من تسطير ملاحظة هامة ... وهي عدم قبول كثير من المشجعين أسلوب اللاعبين عندما يرجعون الكرة للخلف ، وكأنما يطالبونهم باللعب للأمام في كل لحظة ... وهذا عيب كبير في التشجيع ... أولاً يجب أن نعلم أن أي جملة تكتيكية ونقلات للكرة الإيجابية التي تنتهي بهدف تستغرق من الزمن من عشر ثواني لدقيقة واحدة على الأكثر ... فالمباراة تسعون دقيقة ، ولا يمكن نطالب أو نحاول الفوز بتسعين هدف ... إذاً فالمطلوب ، إضافة للجمل التكتيكية لإحراز الأهداف ، منع الخصم من إحراز الأهداف ، وذلك بالإستحواذ على الكرة معظم الوقت المتبقي من المباراة ... وهذا لا يتأتي بمحاولة التغول في عمق نصف ملعب الخصم في كل لحظة ... لا حظوا الأسلوب الذي يلعب به فريق بارشلونة ... فهو يعتمد أساسأ على إستحواذ الكرة ب 60% على الأقل في كل مباراة مما يقلل فرصة الفريق الآخر من الإستفادة من المساحة الزمنية للمباراة ... المهم هنا أن نشجع الإرßسال الصحيح من اللاعب لزميله ، بغض النظر عن أنه للأمام ، أو جانبي ، أو للخلف ... حرمان الفريق الخصم من الإستحواذ على الكرة (بالدارجي ندسها منه) هدف إستراتيجي للنصر ...
يبقى بعد كل ذلك دور الإتحاد العام والدولة في مساعدة الفرق للصعود لمنصات التتويج وإحراز البطولات ... وكلنا نعلم أننا ننافس في البطولة الكبرى للإتحاد الإفريقي بفريقي الهلال والمريخ ، ونعلم أن نتائج الجولة الأولى من هذه المرحلة المتقدمة من المنافسة تبشر بمشروعية وإمكانية طموحنا لإحتضان كأس البطولة بالسودان ... لفريق سوداني ... فدور الإتحاد العام للمرحلة القادمة في تقديري ينحصر في تكوين لجنة فنية من مدربين أكفاء ، مهتهم الوحيدة التوصية للجنة المنظمة ببرمجة أو إعادة برمجة مباريات تنافسية محلية أو ودية وفق رؤية فنية بحتة بفهم مشترك بين الجهاز الفني لكل فريق واللجنة الفنية ... مع إستبعاد العنصر والرؤية الإدارية تماماً من القرار ...
وأما دور الدولة فيمكن أن نقتصره على محورين : الأول : يتعلق بالبنيات التحتية للناديين ، وأقول إن المباريات القادمة منقولة على قناة (بي إن سبورت) الرياضية بتقنية ال (HD) ، ونعلم أن الإضاءة المتوفرة حالياً لا تتكافأ وهذه التقنية الحديثة ، وتكلفة تأهيل الإستادين من حيث الإضاءة المناسبة تفوق إمكانات الناديين المتاحة لإعداد المسائل الأخرى ... وأرى أن من واجب الدولة المساهمة بإضاءة الأستادين حتى ينعم شعبنا الرياضي داخل وخارج السودان بمشاهدة تتناسب وجهد الفريقين وعظمة المناسبة ... أما الثاني : فهو أنه من الطبيعي أن يتقدم الجهازان الفنياّن ببرنامج إعداد خاص من معسكرات ، ومباريات إعدادية داخل أو خارج السودان ، وتوفير وسائل سفر مريحة كجزء من الإعداد البدني ... وأرى أنه من واجب الدولة سد أي عجز لميزانية الإعداد حتى لا يكون شح المال سبباً في فقداننا بطولة نحن أقرب إليها من غيرنا ... والله من وراء القصد ...
رياضي متقاعد


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.