٭ ربما يكون يوم الخميس أو الجمعة آخر أيام الشهر الفضيل ولكنه حتماً لن يكون يوم السبت داخل شهر رمضان، هذه حكمة الله في الكون أن تتعاقب الأيام والشهور والسنين والفصول بل الثواني والدقائق والساعات، وإن إختلاف الليل والنهار من الآيات التي يتوجب علينا أن نتفكر فيها، فلو خلق الله كل زمن ثابت في مكانه، ولو لم يكن هناك تعاقب لليل والنهار لما تساءل أهل الكهف «كم لبثتم قالوا لبثنا يوماً أو بعض يوم» الكهف: 19. ٭ لا أستطيع أن أتخيل كوناً بلا زمن.. ولذلك عندما تساءل الناس عن الأهلة جاءتهم الإجابة الشافية «يسألونك عن الأهلة، قل هي مواقيت للناس والحج» البقرة «189» بل فصل الله سبحانه وتعالى أعظم قاعدة بيانات زمنية عندما أنزل «هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك إلا بالحق يفصل الآيات لقوم يعلمون» ) يونس 1) ثم «وجعلنا الليل والنهار آيتين فمحونا آية الليل وجعلنا آية النهار مبصرة لتبتغوا فضلاً من ربكم ولتعلموا عدد السنين والحساب وكل شيء فصلناه تفصيلاً» الإسراء 12 ٭ كيف نستطيع أن نعلم عدد السنين والحساب والزمن متوقف. كيف تفصل العبادات على مدار الثواني «الذكر وشهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله» وعلى مدار اليوم «الصلاة» وعلى ميقات سنوي «الصوم والزكاة» وعلى ميقات في العمر «الحج» كل ذلك سيصبح غير ممكنٍ إن لم تكن هناك قاعدة بيانات كونية تتعلق بالزمن كالتي صممها الخالق جل شأنه لعباده ولمخلوقاته على وجه العموم. ٭ ثم تأمل «والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى» فإذا علمت أن الكون كله يسبح في ظلمة لا نهائية وإن الضوء يساوي 1 بالمائة من الظلام ولذلك فالنهار يتجلى ولكن الليل يغشى، وكل ذلك يحتاج لزمن ليحدث فيه. ٭ عندما جعل الله الإنسان خليفة على الأرض قسم له الليل والنهار بقدر، من حيث موقعه من الشمس، وأعظم من ذلك كله خلق له زمناً فصله تفصيلاً ليستوعب نشاط الإنسان فجعل الليل لباساً والنهار معاشاً، حاول بقدر الإمكان أن تتصور كوناً أو أرضاً بلا زمن، وتلك معضلة من أعقد المعضلات الفلسفية والفيزيائية من لدن الهندسة الإقليديسية إلى كون نيوتن والبرت أينشتاين وإستيفن هوكنج وأحمد زويل. من الزمن المسطح إلى الزمن الثلاثي الأبعاد إلى الزمن الرباعي الأبعاد الذي يستوعب «والسماء بنيناها بأيدٍ وإنا لموسعون» الذاريات 47 الكون المتمدد المتسع في حاجة لزمن يحدث فيه، في العشر ليال الأخيرة حاولوا أن تتصوروا كوناً بلا زمن.. ويومها فقط تستطيعون أن تتصوروا كوناً بلا رمضان. أعاده الله عليكم وعلينا ونحن أكثر تأملاً واستغراقاً وسباحة وسياحة في ملكوت الله سبحانه وتعالى.