يبدو أن اتحاد الصحفيين السودانيين قد تعدت اهتماماته وشواغله أوضاع المهنة في السودان فعمد إلى توسيع حراكه بدعوة اتحادي الصحفيين بشرق ووسط أفريقيا للاجتماع بالخرطوم لمناقشة القضايا المشتركة، اجتماع شارك فيه رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم أبوملحة وسط حضور مقدر من قيادات الإعلام في السودان تقدمهم رئيس المجلس القومي للصحافة والمطبوعات الأستاذ فضل الله محمد، بجانب وزير الدولة بوزارة الإعلام ياسر يوسف الذي قال أن تعميق الحوار بين الحكومة والصحافة والصحفيين بشأن الحريات الصحفية مازال من التحديات الماثلة، معلناً تبني السلطات لمشروع تطويري لقانون الصحافة والمطبوعات بهدف استيعاب المستجدات في المحاور المختلفة.. الصادق الرزيقي رئيس اتحاد الصحفيين السودانيين وصف الاجتماع بأنه يمثل عمق القارة لجهة أنه يجمع الدول من المحيط غرباً إلى المحيط شرقاً، وأن أهميته تنبع من مناقشته لسبل التعاون المثمر والبناء سيما وأن المنطقة تواجه تحديات متقاربة، وتابع: نواجه أزمة في تطوير المهنة ومعضلة في الحريات الصحفية ونحتاج إلى صحافة قوية، لافتاً إلى وجود حاجة لطرح مقترحات تعالج القضايا الراهنة محل الإشكاليات وتبادل التجارب بين الصحفيين لتطوير المهنة معتبراً وجود رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين في الفعالية بأنه إضافة للاجتماعات، مشيراً إلى أن بوملحة ثمّن دور الخرطوم لانطلاقة العمل الأفريقي والعربي.. د. محي الدين تيتاوي رئيس الاتحاد في دورته السابقة، رئيس اتحاد صحفيي شرق أفريقيا الحالي، أبان أن الذي دعا للاجتماع هو وحدة التفكير والقضايا المشتركة خاصة ونحن في منطقة تشهد حروباً أهلية وتدخلات خارجية، بالإضافة إلى مشكلات فقر وجوع ونزوح، وأن هذه المشكلات تؤثر على الأداء الصحفي والإمكانيات الصحفية وتحديداً المادية منها، مؤكداً على أهمية الحرية باعتبارها نفس العمل الصحفي ولأنها تساهم في تجاوب القراء وزيادة التفاعل، وتابع: في ظل المشكلات القائمة فإننا نجد صعوبة في أن يستقر الصحفي والصحافة، مختتماً بقوله: التقينا هنا لنحمي أنفسنا من التدخلات الخارجية والداخلية في حريات الصحافة، وإذا لم يكن هذا ديدننا لن تكن لنا رسالة.. رئيس اتحاد صحفيي وسط أفريقيا كشف أن فكرة الاجتماع بالسودان تبلورت عندما التقى الصادق الرزيقي في المغرب واتفق معه على المضي خطوة باتجاه معالجة المشكلات، وقال إن الحلم الآن أصبح حقيقة باجتماع إقيلمين من القارة لإيجاد وضع جيد للصحفيين وجعل الصحافة أحسن بكثير مما هي عليه اليوم في البلدان المختلفة. ووجدت المشاركات الترحيب من وزير الدولة بالإعلام ياسر يوسف الذي لم تفت عليه الإشادة بمبادرات اتحاد الصحفيين السودانيين وإعلان دعم ومساندة الحكومة للاتحاد. ولما كان الحديث عن الحريات أوضح يوسف أن الحكومة السودانية تؤرقها ثلاث قضايا متعلقة بالصحافة، أولها التغطيات المرتبطة بالأمن القومي وثانيها ما يتعلق بالأمن الاقتصادي، وأوضح أن الثالثة تناول قضايا الأمن المجتمعي، مؤكداً على أن هنالك حاجة لاستمرار الحوار بين الحكومة والصحافة، وأقر بأن الحكومة لا ترى أنها وصلت المرحلة المثلى في الحريات الصحفية، ولكنها تعتقد أن الواقع جيد مقارنة بدول الإقليم، وأضاف: نحن نتطلع إلى تطوير أكثر، معطياً الشارة الخضراء لنقد المسؤولين، وقال إن ذلك لن يكون فيه مشكلة طالما كان التناول مهنياً، مردفاً أن قانون الصحافة والمطبوعات الذي سيتم تطويره لن يُجاز إلا بعد استكمال المشاورات والنقاشات مع المكونات الصحفية. والتجاوزات الصحفية في قضايا الأمن القومي ضعيفة جداً ولا ترقى للتعميم. من جانبه، قال رئيس الاتحاد الدولي للصحفيين جيم بوملحة، إن مؤتمر القمة الإقليمية لاتحادات صحفيي شرق ووسط أفريقيا يعد الأول من نوعه في القارة الأفريقية، وانتقد ما يتعرض له الصحفيون في العالم من قتل وعنف وتهديد ورقابة، لافتاً إلى أن مصادرة بعض الصحف السودانية لها تأثيرات سالبة على الحريات ووضعية الصحفيين ومؤسساتهم. مؤكداً على حرية الصحافة وحصانة الصحفي، ودعا إلى ضرورة تعاون الصحفيين من أجل مجابهة التحديات التي تعترضهم، وقال إن الصحفي هو أكسجين الديمقراطية وتجب حمايته. وطالب المؤتمرين بالخروج بتوصيات واقعية لخدمة الصحافة والصحفيين، لافتاً إلى أن حرية الإعلام و الديمقراطية من القضايا المهمة المطروحة، وشدد على ضرورة السعي لتطوير المهنة والمؤسسات الصحفية للقيام بدورها.