ظلت أزمة الخبز بولاية الخرطوم متجددة كل فترة ما أن تحل المشكلة إلا وتعود وتظهر من جديد.. وبالأمس القريب راج حديث حول توقف مصانع الدقيق عن العمل بعد انتهاء الكميات الموجودة لديها، الأمر الذي سارعت الحكومة بنفيه وأكدت وصول عدد من البواخر لميناء بورتسودان في وقت كشف فيه أصحاب المخابز بالولاية عن نقص في الحصص المقررة لهم، الأمر الذي أثار موجة من الخوف والقلق وردود الأفعال الغاضبة وسط أصحاب المخابز.. وقال عدد منهم ل «آخر لحظة» إن الحصص تراجعت بنسبة بلغت 50% مما أسهم في خروج بعض المخابز من دائرة الإنتاج منذ ثلاثة أيام، متوقعين أن تطرأ زيادة في أسعار السلعة، وعزا أمين اتحاد المخابز بدر الدين جلال تأخر الحصص عن المخابز لتوقف مطاحن سيقا للغلال عن الإنتاج إلى جانب تعطيل مطاحن ويتا بسبب الحريق الذي نشب مؤخراً مما أدى لتوقف أحد المطاحن العاملة بالشركة، نافياً وجود أزمة في الدقيق بالولاية، وقال إن خروج سيقا من دائرة الإنتاج خلق مشكلة حقيقية في الدقيق، إلا أنه رجع وقال هنالك مخزون إستراتيجي يكفي لمدة أقصاها شهران، داعياً أصحاب المخابز إلى خلط الدقيق المستورد مع دقيق المطاحن الأخرى لتفادي رداءة الخبز، كاشفاً عن استهلاك العاصمة لحوالي «25 - 30» ألف جوال يومياً، مطالباً بضرورة مراجعة أصحاب المخابز لحصصهم المقدمة من الوكلاء. فيما حمّل بعض وكلاء المطاحن البنك المركزي مسؤولية تراجع حصص الدقيق بسبب الإجراءات التي يتخذها في زيادة سعر الدولار. وقال صاحب مخبز أبو الجيلي بالسوق العربي فضل الجيلي إن حصة الدقيق تراجعت إلى (7) جوالات بدلاً عن (20) جوالاً في اليوم، وتراجعت حصة سين للغلال إلى (5) جوالات بدلاً عن (20) جوالاً، عازياً النقص في حصص الدقيق إلى الانقطاع المتكرر للتيار الكهربائي، مشيراً لتوفر الدقيق المستورد بالأسواق إلا أنه وصفه بالرديء، وأضاف إبراهيم فضل الجليل صاحب محلات التوفيق للخبز أن النقص بلغ 50%، مبيناً أن الاستهلاك اليومي يبلغ (20) جولاً وحالياً يعمل ب «12 - 14» بذات الوزن والسعر، وأضاف حفاظاً على استمرارية المخبز نلجأ إلى دقيق السوق الأسود لخدمة المواطن، مشيراً للشح الكبير في الدقيق بالأسواق وقال إن الفترة المسائية تشهد تزاحماً كثيفاً يصل لمرحلة الصفوف، كاشفاً عن زيادة مرتقبة لسعر الجوال من قبل مراكز التوزيع، وأشار منتصر صاحب مخابز الجوهرة إلى أن بوادر الأزمة بدأت منذ (15) يوماً عندما خرجت سيقا من دائرة الإنتاج حيث تراجعت النسبة إلى (25%)، وقال دفع الله يوسف صاحب مخبز ود عجيب بالعزوزاب: عدم توفر القمح بجانب سياسة الدولة في عدم تسهيل الإجراءات لبعض الشركات للاستيراد أدى للأزمة والندرة في الدقيق، حيث تراجعت حصصنا من «15 - 27» جوالاً، وكشف أيمن محمد علي صاحب مخابز الميزان عن توقف بعض المخابز وخروجها من دائرة الإنتاج، مشيراً إلى أن توقف مطاحن سيقا عن الإنتاج غير مبرر. وكشف عبد المؤمن عثمان وكيل مطاحن سيقا للغلال عن انعدام القمح بالمطاحن منذ ثلاثة أيام وذلك لتأخر البواخر بسبب عدم اكتمال إجراءات وصولها، محملاً بنك السودان مسؤولية النقص في كميات الدقيق، مبيناً أن سيقا هي من أكبر المطاحن العاملة في السودان والتي تمد المخابز التي تعمل في صناعة الخبز الآلي. وقال الخبير الاقتصادي عبد العظيم المهل إن تفعيل الاتفاقيات الدولية خاصة مع روسيا، يسهم في تقليل الأزمة بجانب الرجوع إلى الاستيراد الأول للدقيق الإسترالي، مشيراً للحلول طويلة المدى بزراعة القمح بمشروع الجزيرة والمناطق الزراعية الأخرى، داعياً الدولة لتوفير العملات الصعبة لاستيراد القمح بجانب التعامل الحكومي الجاد مع المشاكل التي تهم المواطن، مضيفاً أن خروج سيقا عن دائرة الإنتاج ليس بالأإمر السهل، معدداً خبراتها الطويلة ورصيدها في السوق المحلي، مبيناً أن الاعتماد على الاستيراد عالي التكلفة ويؤدي لزيادة وغلاء الخبز.