ما زالت أزمة الدقيق تطفو على السطح في كل مرة ما ينذر ببوادر أزمة في الخبز، وقد تباينت الأقوال حول أسباب الأزمة وينفي البعض وجودها، بينما أكد آخرون وجود شح في الدقيق ونقص في الكميات المخصصة للمخابز بالإضافة إلى اختفاء دقيق مصانع ويتا وسيقا من بعض الولايات وتحويله للخرطوم بسبب الشح الذي تعاني منه الولاية، وذكر عدد من أصحاب المخابز ل «آخر لحظة» أسباب الأزمة وقال مصطفى محمد صاحب مخبز بود مدني: الآن لا يوجد دقيق ومعظم الأفران متوقفة بسبب الشح الكبير، وإن معظم العربات التي تنقل الدقيق للمدينة تم تحويلها إلى الخرطوم بسبب وجود فجوة في ولاية الخرطوم، وأوضح أن معظم أصحاب المخابز أصابهم اليأس لعدم علمهم بأسباب الندرة، وقال إن كثيراً من المخابز تتحصل على جوالين أو أربعة في اليوم مما أثر على كميات الخبز المنتجة، وإن دقيق سيقا توقف منذ 3-4 أيام، وأوضح أن مدينة ودمدني بأكملها تتحصل على 400 جوال من مطاحن «س»، مشيراً إلى عدم وجود دقيق مطاحن «ويتا» نهائياً، وأبان أن هناك دقيقاً سودانياً من نوع أبو حمامة ودقيق مريدي، وأن هذا النوع لا يصلح للمخابز إلا أنهم اضطروا لاستخدامه قائلاً إنه يعطي نوعية رديئة من الخبز، واشتكى من الغرامة التي تفرض بسبب الأوزان والبالغة 1000 جنيه في حال إنقاص الوزن عن 70 جراماً. واشتكى حسن أحمد صاحب مخبز بمنطقة الثورة من تراجع الكمية المخصصة لهم بدرجة كبيرة وقال إن الكمية الموجودة غير كافية لتوفير الخبز بالصورة المطلوبة، داعياً إلى حسم من يقفون وراء ندرة الدقيق. وتخوف عبد الرحمن إبراهيم يعمل بمخبز بالثور الحارة 63 من أن يؤدي نقص الكميات المخصصة للمخابز إلى تشريد العاملين، مشيراً للنقص الكبير في الحصص المخصصة للمخبز، مرجعاً الأمر للارتفاع الذي تشهده أسعار القمح، ملمحاً إلى وجود تنافس بين الجهات المسيطرة على الدقيق. وكشف الأمين العام لاتحاد المخابز توقف مصانع سيقا وويتا عن إنتاج الدقيق لكنه توقع أن تعود إلى دائرة الإنتاج خلال يومين، مشيراً لاستلامهم كميات من القمح المستورد والمحلي وأكد وصول كميات كبيرة من القمح المستورد إلى البلاد يستخدم كبديل لما ينتجه المطحنان، وقال ل «آخر لحظة» إن الكميات المستوردة يتم استخدامها الآن في المخابز، ونفى أن تكون هناك أي علاقة للمخابز بمسألة الدقيق، مشيراً إلى أنهم متى ما استلموا الدقيق من أي جهة هم على أتم الاستعداد لتصنيعه دون أي تأخير، وأضاف متى ما تم فك القمح لمطاحن سيقا وويتا ستواصلان عملهما فوراً، وأعلن مصدر بغرفة صناعة الخرطوم فضّل حجب اسمه ل «آخر لحظة» عن وصول كميات كبيرة من الدقيق المستورد أمس لولاية الخرطوم قدرها بحوالي 16 ألف طن تم استيرادها من قبل المخزون الإستراتيجي، مبيناً أنه سيتم توزيعها على محليات الولاية بواقع 10 آلاف جوال لكل محلية، نافياً وجود أي أزمة في الدقيق، وأرجع مصدر مطلع أزمة الدقيق وما يحدث الآن من معاناة وشح في بعض المناطق المتفرقة إلى سوء التوزيع إلا أنه قال ل «آخر لحظة» إن هناك بعض التجار يجتهدون للحصول على الدقيق وتخزينه للاستفادة منه في أوقات الندرة مما يسبب بعض الإشكالات، كما أرجع شح الدقيق إلى تأخر فتح خطابات الاعتماد وبطء الإجراءات الأمر الذي أدى إلى توقف المطاحن وقال إن الأزمة الآن في طريقها للانفراج. نفى الاتحاد العام لأصحاب المخابز وجود أي أزمة في دقيق الخبز على نطاق السودان، ملمحاً إلى أن الأزمة مفتعلة، محملاً الوكلاء هذا الأمر لوجود غرض في أنفسهم. وأكد نائب الأمين العام للاتحاد عادل ميرغني في تصريحات صحفية انسياب أكثر من 13 ألف طن من الدقيق المستورد أمس إلى داخل البلاد من الكمية الكلية للدقيق المستورد والمقدرة بحوالي 300 ألف طن، وقال إن الكمية بدأت الانسياب بشكل تدريجي، وكذب ما يتم تداوله حالياً حول وجود أزمة في الدقيق وقال الآن كل المطاحن تعمل بطاقتها القصوى بالقمح المستورد المخلوط بالقمح المنتج محلياً، ووصفه بالممتاز وقال هو صالح تماماً لصناعة الخبز ويمكن أن يغطي أي فجوة قد تحدث، مشيراً إلى استلام عدد من المطاحن الصغيرة التي تعمل بالولايات لحصتها من الدقيق، معلناً دخول مطحن سيقا إلى دائرة الإنتاج ابتداءً من اليوم، مقللاً من أهمية توقف مطحن ويتا باعتبار أن نسبة تغطيته قليلة مقارنة بباقي المطاحن.