القارئ الشيخ صديق أحمد حمدون، المولود في قرية الهبيكة عكود جنوب مدينة رفاعة عام 1925، درس في خلوة ود أبو صالح لتعلم القرءان وحفظه وهو في الخامسة من عمره ، أُشتهرت المنطقة من مسيد ود عيسى إلى مدينة ود مدني بالخلاوي القرآنية منذ عهد غلام الله بن عائد الركابي (رحمه الله )، مما حبب كثير من سكان تلك المناطق لتعلم القرآن . كان والده ميسور الحال يدعم تعليم القرآن ، أتم حفظ كتاب الله في الحادية عشرة من عمره، والتحق بمعهد ود مدني لمواصلة تعليمه ثم انتقل لمدينة أمدرمان وعمل فيها بتجارة الأقمشة ، ثم الإذاعة السودانية وجامعة أمدرمان الإسلامية ومسجد أمدرمان الكبير وعرف عنه أنه كان يقيم الليل حتى ساعات الفجر . سافر الشيخ صديق إلى ليبيا وزنجبار وماليزيا للمساهمة في تعليم القرآن الكريم واشتهر الشيخ صديق من خلال حلقات تفسير القران الكريم مع العلامة البروفيسور عبدالله الطيب منذ أن فتحت الإذاعة السودانية أبوابها في العام 1958 الشيخ صديق أحمد حمدون يقرأ السور والآيات الكريمة ويفسرها العلامة عبدالله الطيب تفسيرا مبسطا وعميقا في آن واحد، مستنبطا للأحكام، وشارحا لمواطن الإعجاز، ومنبها لدرر المعاني ومعربا لغريب الكلم. استمرا معا على مدى 11 عام حتى العام 1969 يعلمان الناس من الاذاعة والبرنامج يذاع حتى اليوم من الإذاعة السودانية ، وقد شهد البروفسور عبدالله الطيب لشيخ صديق بقوله سألته عن دقة الحفظ وعدم النسيان فقال رحمه الله (والله يادكتور لماتقول لي اقرأ بشوف المصحف قدامي وأقرأ)، رحمهما الله رحمة واسعة . ويحكي عن الشيخ صديق أحمد حمدون أنه عندما كان يسأل عن مكان معين كان يقول مسافة قراءة جزء واحد أو نصف جزء أو سورة معينة كانت معاييره قرأنيه في كل شيئ كان كريما باراً بوالدته وأهله، ويقال أنه عندما يسافر إلى قريته يحمل معه كل شيئ من القماش إلى المواد التموينية من ماله لأهلها . توفي الشيخ الصديق أحمد حمدون في 1985 ووري جثمانه الطاهر بمقابر أحمد شرفي وسيظل رمزا قرآنيا خالدا في وجدان الكثير من السودانيين جيلا بعد جيل.