٭ نظم مجلس الشباب العربي الأفريقي أمس ندوه مهمة موسومة ب (ظاهرة التطرف .. الأسباب والحلول) وبلغت أهمية الندوة مداها من خلال دخول السفارة الأمريكية بالخرطوم كطرف جديد، يولي ندوات ومناشط المجلس عناية خاصة، باستقدام السفارة للعالم الأمريكي إمام ماجد الذي سيتناول الظاهرة. ٭ طرق المجلس قضية حساسة وأكثر خطورة وباتت تقلق مضاجع، الأسر السودانية بعد أن أحست الأسر أن تنظيم «داعش» يختطف أبناءها وبكل هدوء من أمام أعينهم. ٭ السفارة الأميركية عملت مع المجلس علي تبصير الشباب بظاهرة التطرف، ولكن الجديه كانت أوفر لدى رئاسة الجمهورية ونائب الرئيس، حسبو محمد عبد الرحمن كان حاضراً بالأمس في الندوة التي احتضنتها قاعة الصداقة. ٭ ولعل الوجود الأمريكي في مثل هذا البرنامج المهم، كان مصدر سعادة نائب الرئيس، لجهة بروز علامات تواصل سوداني أمريكي، وقطع حسبو بأن التطرف ليس رهيناً بالإسلام، مشدداً علي رفض الحكومة للتطرف بأنواعه لجهة خطورته على كافة المجتمعات ٭ وأوصل حسبو رسالة من ثنايا حديثه للأمريكان، فيما يبدو بإتهامه للإعلام الغربي بتركيزه على التطرف العربي دون غيره من جنوح لدي الغرب، وإنتقد دعم الغرب واحتضانه للجماعات المتطرفة، ورمى بسؤالين مهمين ، «من دعم أسامه بن لادن؟ ومن دعم داعش؟» ٭ ورسم حسبو خارطة طريقة لمعالجة ظاهرة التطرف والغلو بإنتهاج أسلوب الحوار مع المتطرفين وفرض الامن، قاطعاً بضرورة محاربة الفساد الذي قال إنه يسهم في توسيع الشقة بين أفراد المجتمع، مشدداً على ضرورة تقوية الخطاب الدعوي. ٭ وتطابق الموقف الأمريكي مع السوداني بخطورة التطرف، ورأت السفارة الأمريكية بالخرطوم أن انجذاب شباب السودان والعالم لداعش أمر مقلق، بل إن القائم بالأعمال الأمريكي بالخرطوم السفير جيري لانير، قال الراهن يؤكد خطورة تنظيم «داعش» وسحره وسط الشباب. وإمتدح جهود الداعية المعروف إمام ماجد وقال إنه يقوم بدور كبير، بينما إمتدح الأخير جهود مجلس الشباب والسفارة الأمريكية بالخرطوم لتنظيم الندوة التي وصفها بالمهمة، مشيراً إلى أن التطرف هو قضية الساعة، منوهاً الى أنه خرج عن دائرة المعقول، مبيناً تأثيره على الجانب الاجتماعي، موضحاً أن الرئيس الامريكي باراك أوباما برأ الإسلام من التطرف والإرهاب، مشدداً على ضرورة التواصل مع الشباب والعمل علي تقريب الشقة بينهم حتى لا يكونوا ضحايا للتطرف. ٭ رؤية المجلس للحدث الكبير والمتمثل في الندوة ولفت انتباه الجميع لمناقشة ظاهرة التطرف كانت الرؤية عميقة بدءً بالتواصل مع السفارة الأمريكية بالخرطوم، ومعلوم الاهتمام المتعاظم من جانب الإدارة الأمريكية بالدول التي تنتهج الوسطية، والتي من أبرزها السودان، والذي ظل محصناً الي حد ما من كثير من الظواهر التي تتحول لتفلت يلقي بأعباء هائلة على الحكومات. ٭ الأمين العام لمجلس الشباب العربي والأفريقي عوض حسن وضع الكرة في ملعب «الامريكان» من خلال حث سفارتهم بالخرطوم على التواصل معهم لاجل ملء الفراغ الذي يشعر به الشباب، وللعب دور أكبر فيما يلي قضاياهم وهمومهم، ولم ينس بالطبع الدور المنوط بالحكومة لعبه في هذا الصدد، مطالباً إياها بسن قوانين وتشريعات تحفظ للشباب حقه في المجتمع من تعليم وصحة وخلافه، ودعا حكومات الدول العربية والأفريقية لإيلاء الشباب المزيد من الاهتمام حتى لاينصرفوا لما يضر، مشدداًَ على ضرورة اتخاذ تدابير لتحصين الشباب في المحيطين العربي والأفريقي. ٭ ومهما يكن من أمر كانت الجلسة الافتتاحية لبرنامج الداعية إمام والخاص بالتبصير بخطورة التطرف، انتجت دعوة صريحة لخطاب معتدل يوصد الباب أمام التفلت والتطرف ويجنبهم مزالق الوقوع في أحضان «داعش» أو غيرها .