كشفت مصادر موثوقة أن السيناتور جون كيري رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي بحث مع المسؤولين في الخرطوم وجوبا مشروع (قانون سلام واستقرار السودان) ليكون أساساً للعلاقات المستقبلية بين السودان والولاياتالمتحدةالأمريكية. وقالت المصادر إن كيري الذي زار السودان مرتين خلال أسبوعين أراد أن «يضع اللمسات النهائية للمشروع» في زيارته التي انتهت أمس إذ يتكون القانون من ستة بنود تدعو إلى تعيين مسؤول رفيع المستوى لعملية سلام دارفور، و تقديم مساعدات لقوات الأمن والطيران المدني والشرطة في الجنوب، تصدير نفط الجنوب عبر الشمال دون الخضوع لعقوبات من الولاياتالمتحدةالأمريكية. تعديل سياسية الولاياتالمتحدة تجاه المؤسسات المالية الدولية لتعزيز تنفيذ اتفاقية السلام الشامل، وضع استراتيجيات طويلة المدى بشأن الوضع بين الشمال والجنوب ودارفور والمناطق الأخرى. وحث حكومة الجنوب على الشفافية واستباب الأمن ومراعاة حقوق الإنسان ومكافحة الفساد. وذكرت مصادر أمريكية - طبقاً لصحيفة الشرق الأوسط - أن كيري كان يود حسم مشروع القانون مع المسؤولين في الشمال والجنوب إبان زيارته السابقة للسودان. لكنه عاد إلى بلاده للمشاركة في حملة الانتخابات التي جرت في أمريكا الثلاثاء الماضي. وأوضحت المصادر أن القانون يضع في الاعتبار الاستفتاء الذي سيتم لسكان الجنوب. وأشارت إلى أن المشروع يرجح انفصال الجنوب ويدعو إلى تقديم مساعدات أمريكية مكثفة للدولة الجديدة. وأشار مراقبون أمريكيون إلى أن كيري كتب مطلع أكتوبر الماضي مقالاً تم نشره في موقع تلفزيون (سي إن إن) بعنون (لابد من استعجال الدبلوماسية والسودان يقترب من الانقسام) إذ أشار فيه إلى أن كل المصادر الموثوقة تقول إن سكان الجنوب سيصوتون لصالح الانفصال وإن الإقليم سيحصل على 80% من نفط السودان. وأوضح أن السودان يمر بمرحلة حرجة وعلى كل القادة في الشمال والجنوب أن يختاروا «بين مستقبل التعايش السلمي أو العودة إلى الفوضى والحرب» ودعا الإدارة الأمريكية إلى تقديم المساعدة إلى شمال وجنوب السودان في البحث عن أسس الاستقرار والسلام. وأشار مراقبون إلى أن كيري وزميله في مجلس الشيوخ السيناتور روس فانيغولد - ديمقراطي من ولاية ديسكوتسن - رئيس اللجنة الفرعية لأفريقيا التابعة للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ يريدان إصدار القانون قبل نهاية العام الحالي - ليس فقط لأن الكونغرس الحالي ستنتهي مدته ولكن لأن الاستفتاء سيجرى في يناير القادم.