٭ لم يغترب، ولم يستطعم العذاب ومر الفراق.. و لم يكن من الوارثين، ولا امتهن التجارة في سوق الله أكبر..!فمن أين له هذا..؟ «جاب القروش دي كلها من وين»..؟ من الوظيفة التي لا يكفي راتبها لبدلاته، ولا لمواجهة قسوة الحياة..؟ تقولون : «مافي زول يتكلم عن الفساد بدون دليل».. وطيِّبْ..!! فلان بن فرتكان ده ، كان زول دفعة من أولى ابتدائي، ومن أسرة رقيقة، تأكل طعام سترة الحال، من كد وعرق وبركة أبوين بمتهنان الحقل.. في الجامعة التي كانت تأويه بالمجّان - مثله مثل بقية الأفراد - انضم لذاك التنظيم اللئيم، وبدأت «الكَعْوَجة».. وبعد التخرج وظّفوه ضد الناس، وبعد قليل استلموا البلد كلها فسطا على إحدى مؤسسات الدولة .. و ما هي إلا أشهُر قليلة، لا تكفي لفطم رضيع، حتى رأينا فلان بن فرتكان هذا، يمتلك عدداً من الشاهقات، واسطبلاً من الفارهات ، واسطولاً من الشاحنات، وينكح ما طاب له من النساء مثنى وثلاث ورباع..! فهل يحتاج ضوء النهار إلى دليل..؟ ٭ تقولون: لا تتحدثوا عن الفساد إلا بالمستندات.. وهل هناك مستند أكثر وضوحاً من خندقة الكراكات على الطريق بعد انتصاف الخريف، وتخريبها للشارع ، ثم استلامها نصيبها من العضّة..؟ أين كانت شركاتهم من التحضيرات المُبكرة للخريف، التى يتحدثون عنها..؟ وفي هذا العام «خريف زاتو مافي»، فهل إرتاح الجمل والجمالي، أم أن ولاية الخرطوم، قد صرفت لتلك الشركات «حقوقها «من بند استعدادات الخريف..؟ ومن يمتلك الشركات غيرهم ؟! ٭ تقولون، لا تتحدثوا عن الفساد بغير علم.. وهل هناك دليل على الفساد أكبر من اعترافكم بحدوث» العضّة»، ووقوع «الكدّة» منذ عهد التمكين الأول وحتى الآن..؟ ٭ المفسدون معروفون، والفساد يُري رأي العين، فقط تنقصنا المحاسبة.. «العضّة»، أو «الكدّة» يا سيدي ماهي إلا «مشروع» لجماعة معروفة، ماهي إلا نظام متكامل وتوجُّه لا تخطئه العين.. والفرد من حيث هو فرد، مهما علا شأنه، فإنه لن يستطيع بالتصريحات كبح جماح هذه العضّة أو الكدّة التنظيمية، وإن إرتفع صوته صارخاً أو محذراً أو مهدداً..! والمخالفات والتجاوزات، أياً كان مصدرها أو شكلها أو نوعها، فمن الممكن أن تتم مواجهتها بقوانين عادلة وقضاء نزيه وإجراءات صارمة..هذا ما يمكن الرضا عن نتائجه أمام قضاء مستقل عن السلطة.. لنفترض يا سيدي أنك بدأت الآن بعملية جهنمية، لتوقيف هذه العضْعَضة السارية فينا منذ ربع قرن من الزمان، فكم تحتاج من السنوات حتى ترفع عنا أنياب العضعاضين، من طالبي الثواب والأجر..؟ كم من الأعوام تمحو آثار العدوان..؟ هل من الممكن أن يتوقع الشعب أن كبار العضاضين قد شبعوا، وبالتالي يمكن لخطة الكبح أن تأتي بنتائج ايجابية..؟! و ما هو مصير المكدودين، إذا رضينا بإخلاء سبيل الفاعل، وكيف تذكرنا يا سيدي بعدد 52 سنة..؟ وأساساً أساساً إنت عاوز تنقذنا ليه.. ياأخ خلينا معضوضين، قصة الإنقاذ دي نحن جربناها..!! ٭ حكمة اليوم: «العضّاهو الدّبيب، يخاف مِن مَجرّ الحبِلْ»..!