تعتبر صناعة الخزنة منذ زمن الانجليز إلى أن توارثت عبر الأجيال، وصارت بمرور الزمن إلى زوال، وحلت محلها الصناعة المحلية.. آخر لحظة خلال تجوالها في أسواق صناعة وبيع الخزن بسوق أم درمان التقت بالعم إبراهيم عبد الله (أبو خليل) من أقدم رواد هذه الصناعة، ومحله بسوق أم درمان من أعرق الأماكن، والدليل على ذلك الدكاكين المبنية من الجالوص والدوم، والتي يرجع تاريخها إلى ما يزيد عن الخمسين عاماً. العم إبراهيم أن أول الخزن التي كانت في السودان الخزن الانجليزية توجد بها مادة عازلة ضد النار، يمكن أن تحافظ على قفلها حتى ثلاثة أيام، وجميعها تصنع من الحديد والاسمنت، وتوجد بها كوالين محلية ومستوردة، والخزن المحلية بخامة جيدة ومتينة أما الانجليزية اختفت. وأضاف قائلاً تتفاوت الأحجام من حيث الإرتفاع (70-80) سم ومن (90-130) سم حتى تصل إلى مترين. أما من ناحية الإقبال يقول العم إبراهيم إن الإقبال كبير من الولايات وخاصة الضعين والفاشر ونيالا وكادقلي أما داخل ولاية الخرطوم فالإقبال محدود. أما الخزن مستوردة من اليابان وكوريا، والصين فقد وقف الاستيراد مؤخراً نسبة لأن سعرها عالي وجماركها الضعف. وعن التقنيات الحديثة توجد خزنة الديجتال والتي تعمل بأرقام معينة توجد بداخلها حجار بطارية، إذا ضعفت من الصعب فتح الخزنة، إلا أن تقوم بتفليسها وهذه غير مرغوبة. تتفاوت الأسعار ما بين الانجليزية والمحلية، الانجليزية مقاس 70 - 6 آلاف و 80 -8 آلاف و90 ما بين (10-12) آلاف- والمترين 35 ألف جنيه.. أما المحلية مقاس 70 سم (1300) و80 سم (2000)- 90 سم (3000) والمتر (4000) آلاف والمترين (15) ألف جنيه. وفي استطلاع لآخر لحظة أوضح عدد من رجال الأعمال والتجار وكبار الموظفين أن الخزنة التقليدية كانت في الماضي، حيث يحفظ فيها الناس أموالهم وودائعهم من المصوغات الذهبية والمستندات المهمة مثل عقودات الزواج والأراضي، والآن قليل من يمتلكها، فالغالبية لجأت إلى الخزن الحديثة، وآخرون يدخرون أموالهم في البنوك. أما المؤسسات المالية وأقسام الحسابات بالقطاع العام والخاص مازالوا يتعاملون بالخزن، إلى جانب عدد من الأسر والأفراد المسيورين ولديهم خزن لحفظ أموالهم ومستنداتهم.