حركة دؤوبة شهدها مقر حكومة ولاية الخرطوم صباح أمس، قبيل أداء حكومة الولاية للقسم.. باحة المبنى امتلأت برتل من السيارات، كان مميزاً بينها اثنان كانا خارج الصفوف من فئة «نيسان باترول» باللون الأخضر تتبعان لوزير التخطيط الفريق ركن حسن صالح ومعتمد الخرطوم الفريق ركن علي أحمد عثمان اللذان حضرا بزيهما العسكري .. في الطابق الأول كان تتم تهيئة قاعة لتأدية القسم مجاورة لقاعة الاجتماعات، وبانضباط العسكريين بدأ البرنامج في الموعد الذي حدده الوالي الفريق أول عبد الرحيم محمد حسين، والذي تخللته «قفشات» وجو ودي وأريحية ينتظر أن تكون ديدن الحكومة مع المواطن. بداية لقاء: فور تأدية مسؤولي الحكومة للقسم وحجز الجميع لأماكنهم في القاعة ، طلب الوالي من رئيس المجلس الأعلى للدعوة والإرشاد جابر إدريس عويشة، تلاوة القرآن الكريم، وهمس جاري في «المقعد والحي» الأستاذ الصحفي محمد لطيف بأن هذا أول تكليف لعويشة.. لكن التكليفات انهالت من الوالي لأعضاء حكومته والتي غاب عنها معتمد بحري، المهندس الصادق محمد علي ولم يتسنَ لنا معرفة سبب غيابه .. وكان حسين وجه المسؤولين ، بأن يكونوا قريبين جداً من المواطن وأن يسبقوا المواطن لموطن الخلل، وأعلن أن مهممتهم هي راحة المواطن، وتابع: ما عاوزين يوم من الأيام المواطن يفقدنا». وشرح الوالي، للمسؤولين التحديات التي تجابه الحكومة والتي ليست بخافية على عدد كبير منهم احتفظوا بمواقعهم .. وحصرها في ثلاث «المياه والمواصلات والنفايات».. وجعل الوالي أعضاء الحكومة يستشعرون الخطر ربما عملاً بمقولة الجيش «ما ينوم» والتي هي طاردة للكسل والخمول، وشرح عدداً من المشكلات التي قال إنها تحتاج معالجات وأشار إلى من أسماهم «عائدين الخدمة» وهو مصطلح عسكري قصد به المسؤولين الذين جدد فيهم الثقة ، لكن وزير المالية عادل محمد عثمان - ولأنه رجل مدني قال له تعني «البايتين» يا الأخ الوالي.. وكان حسين حذر إخوانه بالحكومة بأن لا يعتقدوا أن التاريخ بدأ بهم حميدة .. تعارف وتآلف: تقدم وزير الصحة مأمون حميدة بمقترح إجراء تعارف وهم ما خلق جواً من الأريحية، وبدأ تنفيذ المقترح وكان وزير الحكم المحلي حسن إسماعيل الذي كان حاضراً بشكل كبير من خلال تعليقاته عرف نفسه باسمه ومنصبه.. وشرع وزير الزراعة محمد صالح جابر للتعريف بنفسه ، إلا أن حميدة استأذنه بأن يكون التعريف أشمل وعادت الفرصة لحسن ليقول «مأمون عاوز يورطنا، آخر موقع كان الغابة « قبل أن يشير إلى أنه كاتب صحفي راتب ويمثل حزب الأمة القيادة الجماعية وفاجأ الحضور عند ما قال « أنا والفريق أول - ويعني عبد الرحيم - متباريين في المناطق من المناقل وفي الشمالية «، بينما قدم وزير الثقافة والإعلام محمد يوسف الدقير نفسه بصفة «الوزير البايت» ونوه إلى أنه خريج الخرطوم وكان يعمل مديراً للدائرة الخاصة لرئيس الإمارات الراحل الشيخ زايد بأسبانيا لعشرين عاماً. خازن أسرار الوالي، الباشمهندسة معتمد الرئاسة أميرة أبو طويلة ممثلة حزب الأمة الإصلاح والتنمية هي خريجة زراعة الخرطوم ، قالت : « أنا ضائع علي لقب مهندس زراعي « .. أمين الإعلام بوطني الخرطوم هاشم القصاص منحها حقها عندما صافحها عقب الجلسة وخاطبها بكلمة «باشمهندسة». أما سر تعيين معتمد أم درمان و«ود أم درمان» مجدي عبد العزيز فقد كشفه الرجل من خلال حديثه ، فالمعروف عن مجدي بالنسبة لعدد كبير من الصحفيين أنه نائب مدير مراسم الدولة وصحفي ..أنه كان سكرتيراً للعقيد عبد الرحيم محمد حسين عندما كان أمينا لمجلس قيادة الثورة ثم مديراً لمكتبه، ومديراً لمكتب بكري حسن صالح، سكرتير مكتب رئيس الجمهورية. بينما معتمد جبل أولياء اللواء «م» جلال الدين الشيخ الطيب فهو يتبع لجهاز الأمن والمخابرات، وعلمت منه عقب الاجتماع أنه من المؤسسين لجهاز الأمن بنسخته الحالية، أما وزير الصناعة والاستثمار المهندس عبد الله أحمد «عائد لعدة دورات- كما قال» وهو مؤسس للوزارة التي جدد فيه الثقة لإدارتها. مناصب وجامعة متميزة: وزير الشباب والرياضة قدم سيرة مطولة عن شخصه وأشار إلى أنه رجل أعمال حتى أن حسن إسماعيل مازحه بالقول «قسم شوية من حاجاتك الكتيرة دي».. بينما وزيرة الشؤون الاجتماعية د.أمل البيلي هي أستاذة جامعية وولدت في الخليج وتربت هناك، وقالت زي ما بقولوا «شهادة عربية».. وزير الصحة مأمون حميدة أضحك الحضور عندما ذكر أنه مؤسس للجامعة التي وصفها بالمتميزة ومازحه الوالي قائلاً «داعش داعش». بينما عبد الرحيم بعد أن سرد النشأة والواقع التي تقلدها ختم حديثه بالقول «وقذف بنا إلى ولاية الخرطوم» ضحك وقال « فكونا بنبلة « .. الطريف أن وزير المالية عادل عثمان رحب بالجميع، وقال أبواب الوزارة مفتوحة ومازحه وزير الثقافة «أها وخزنتها كيف» ورد عليه «مفتوحة تبادلية البجيب قرش ندي قرشين».