ملايين من المسلمين يُسحقون في كثير من بقاع الأرض، ولا يَعرف إخوانهم في الدِّين معاناتهم إلا النَّذْرُ اليسير، كما هو الحال في ميانمار (بورما سابقا)ً، بل إن البعض لم يسمع بهذه البلاد أصلاً إلا بعد إعصار (نرجس) الذي خلَّف وراءَه عدداً كبيراً من الضحايا والمفقودين جُلَّهم من المسلمين. تظل مشكلة مسلمي بورما ميانمار قائمة حتى إشعار آخر، يعيشون حياةً من القهر والظلم، وينتظرون الموت الذي يحل بساحتهم بين لحظة وأخرى؛ إنها مأساة أشار إليها الغربيون، حين رأوا النظام العسكري اليساري يتعامل بهمجية، وأن العسف والاضطهاد يشملان البوذيين. لا يوجد بشر على وجه هذه الأرض، ُسحِقَ كما ٌسحِقَ المسلمون في بورما، ولا دين أُهين كما أُهين الإسلام في بورما قرى بأكملها أحرقت أو دمرت فوق رؤوس أهلها، لاحقوا حتى الذين تمكنوا من الهرب في الغابات أو إلى الشواطئ للهروب عبر البحر، وقتلوا العديد منهم، وكانوا يدفنون الضحايا في طين البحر وأداً للفضيحة. إن التاريخ حافل بكثيرٍ من حالات الإبادة الجماعية والتفرقة العنصرية والعنف العرقى تجاه المسلمين فى كل مكان ، من بغداد إلى الصين إلى فلسطين ونيجيريا ، وصولاً إلى أندونسيا وإلى بورما (ميانمار) إنه الوضع المؤسف المستمر للمسلمين الذين يعيشون حياةً ذليلةً وضعيفة، والآن نرى مايحدث في بورما من إذلال ومهانة للإنسان والدين في وقت واحد، فهؤلاء المستضعفون في بورما من الرجال والنساء والولدان يَصْرخون ويستنصرون بالأمّة الإسلامية حكوماتٍ وشعوباً، الذين قال فيهم الرسول صلى الله عليه وسلّم : «مثل المسلمين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم كجسدٍ واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحمّى»، ويُناشدون المسلمين في العالم أن يقفوا بجانب مسلمي بورما، وأن يقوموا باتخاذ الإجراءات الّلازمة لوقف العمليّات العُدوانية التي تمارسها بورما ضد مسلميها ، وأنْ يُمارسوا كافّة الأساليب السياسية والدبلوماسية والاقتصادية لحماية مسلمي بورما من بطش السلطة العسكرية البوذية.