عندما تم تكليفي من قبل الصحيفة بالسفر لولاية البحر الأحمر لتغطية حدث قدوم البواخر الحربية الصينية لميناء بورتسودان، شرعت في التجهيز للسفر باكراً وكنت أسأل الأقارب والأصدقاء عن أشخاص أقوم بالاستعانة بهم في الثغر الحبيب، وكل من قمت بسؤاله كان قد نصحني بعدم السفر في هذه الأيام لأن هنالك ضربات شمس وارتفاع في درجات الحرارة والرطوبة، ولكن عملي يحتم عليّ السفر وقد كان، سافرت يوم الثلاثاء وكنت أريد أن أعرف كيف يعيش الناس في مثل هذه الأجواء التي يحذر منها الجميع، وعند وصولنا ترجلنا من البص، وكان في استقبالي صديقي الصادق والأخ مبارك الذي يدرس بجامعة البحر الأحمر وأخبراني أن الجو أحسن حالاً من الأيام السابقة. البحث عن الصينيين: بعد أن نزلنا بفندق «ريان» وتناولنا وجبة الغداء قمنا بالبحث عن مكان إقامة الصينيين العسكريين، حيث تعيش بورتسودان أجواء ً خاصة هذه الأيام، وبعد البحث عن الاستخبارات العسكرية للقوات البحرية ذهبنا إلى مكاتبهم ووجدنا منهم مساعدة كبيرة في توفير المعلومة عن مكان إقامتهم وعن أهداف الزيارة، وحدثنا قائد القوات البحرية ببورتسودان العميد موسى أحمد موسى أن الزيارة تطور قدرات القوات البحرية، وهنالك بروتكول موقّع بين البلدين لتبادل الخبرات وتدريب الضباط السودانيين بالصين، وأشار موسى إلى أن هذه الزيارة تعتبر الأولى من الصين، و سبقتها زيارات من سفن حربية من عدد من الدول مثل السعودية و باكستان وإيران، وكلها تأتي ضمن العلاقات البحرية بين الدول. الوفد الزائر في السوق: في الصباح الباكر ونحن نقوم بجولة في المدينة بالقرب من فندق «البصير» الذي حل به الوفد الصيني وجدنا أعداداً كبيرة منهم تجوب الشوارع والأسواق ويقومون بأخذ صور تذكارية وشراء الهدايا والتعرف على معالم المنطقة وتبادل أطراف الحديث مع أهالي المنطقة، وكانت لوحة جميلة تشكل عمق العلاقة بين الشعبين السوداني والصيني. قام الملحق العسكري بالسفارة الصينية بالسودان يرافقه قائد القوات البحرية ببورتسودان العميد موسى أحمد موسى وقائد قوات البوارج البحرية الصينية وعدد من طاقمها بزيارة للجمعية الأفريقية الخيرية لرعاية الأمومة والطفولة، وقاموا بتقديم هدايا للأيتام، وتقديم عرض غنائي وعسكري في لعبة الكونفو، وتحدث قائد البوارج العقيد أول ياي يانغ لين، ووصف العلاقات بين البلدين بأنها راسخة وقديمة و متجددة في كل المجالات و النواحي الحياتية، وأنهم سعيدون بهذه الزيارة. زيارة السفن: سنحت لنا فرصة زيارة السفن، فقد فتحت أمس السفن الصينية أبوابها لزيارة المواطنين والتعرف عليها عن قرب وتبادل الثقافة بين الشعبين. وقدم الوفد الزائر هدايا للمواطنين. وفي زيارتنا إليها وجدنا ترحاباً من طاقم السفينة، واصطحبونا في جولة بداخلها وعرفونا على أقسامها وأدوارها الحربية، وقدم لنا الدليل الذي قام بتعريفنا بمحتويات السفينة معلومات مثيرة بعمل الباخرة الحربي حيث تضم منصة إطلاق صواريخ مضادة للطيران ومدافع رشاشة وأسلحة ثقيلة أخرى، وأنها تسمى المدمرة، وهي تعمل إلكترونياً مع الأهداف بواسطة الاستشعار وتقوم بضرب الهدف آلياً. وبعيداً عن العسكرية أقيمت مباراة في كرة القدم وأخرى في سباقات المسافات الطويلة وجر الحبل بين القوة البحرية السودانية والصينية في أستاد بورتسودان وتابعها جمهور غفير. انتعاش الأسواق: حدث حراك وانتعاش في أسواق بورتسودان بعد قدوم البواخر الصينية التي كان على متنها 813 شخصاً، وإقامتهم لمدة خمسة أيام، وهذا أحدث إقبالاً على الشراء وزيادة في عملية الاستهلاك، وكان له أثر طيب على التجار وإنسان الولاية فتح أبواب السفن البحرية الصينية لزيارة المواطنين وأسرهم.