التحصيل الإلكتروني مشروع إستراتيجي نفذته الدولة لمحاربة الفساد ومعالجة الوضع الاقتصادي.. فضلاً عن مواكبة التطور العالمي في مجال التقنية التكنلوجية.. وبالرغم من إيجابيات المشروع إلا أن هناك ثمة تحديات تواجه تنفيذه خاصة في الولايات والأرياف التي تواجه مشكلة في عدم وجود الكهرباء وشبكات الاتصالات مثل جنوب دارفور خاصة وأن الولاية مترامية الأطراف وتعاني هشاشة في البنيات التحتية التي أثرت عليها الحرب.. فالتحدي الذي واجهته الولاية هو تنفيذ المشروع دون تهيئة المؤسسات ومراعاة المقومات الأساسية للنجاح.. فضلاً عن إشكالات الأمية التقنية.. ضعف الشبكة وقلة الأجهزة.. تقرير-محمد ابراهيم فكلها تقف عثرة في نجاح التجربة.. وكشف رئيس اللجنة الفنية لمشروع التحصيل الإلكتروني ونائب مدير الحسابات بوزارة المالية بالولاية أحمد إبراهيم سمحان عن وجود مشاكل تواجه المشروع منها الأمية التقنية.. ضعف شبكات الاتصال وعدم كفاية الأجهزة والمدربين لإنزال المشروع على أرض الواقع لجهة أن هناك بعض الوحدات لم تدخل الخدمة بسبب نقص الأجهزة التي وصلت الولاية.. بينما دخلت وحدات أخرى ولكن بشكل حذر.. مبيناً أن المحليات يعوقها عدم وجود الكادر المدرب.. ولفت إلى انتهاء مرحلة تحديد احتياجات الولاية لتنفيذ المشروع.. حيث وصلت في المرحلة الأولى (70) جهازاً ثابتاً و(40) جهاز اتصال بشبكة الإنترنت تم توزيعها على كل المحليات والوزارات.. بالإضافة إلى وصول فنيين من الخرطوم لدعم المرحلة الثانية بعدد (100) جهازاً طرفياً إضافياً،(8) أجهزة تعمل عبر «إس إم إس» للمستشفيات، فضلاً عن (11) جهازاً بطابعة ذاتية محمولة الآن بصدد برمجتها وإدخالها الخدمة، بجانب أن لديهم فريقاً ولائياً من مستخدمي المشروع لمعالجة ومتابعة المشاكل التقنية والأجهزة الطرفية والثابتة والمحمولة.. متعهداً بالاستمرار في المشروع رغم التحديات. وأشار سمحان إلى حاجتهم إلى تدريب الكوادر العاملة، مبيناً أنهم قاموا بتدريب عدد من المحصلين والمحاسبين في المرحلة الأولى بجامعة نيالا.. فيما تم أمس تخريج الدفعة الثانية من المدربين للعمل في المحليات التي ما زال العمل في بعض منها بطيئاً.. ونفى سمحان وجود دفاتر وسيطة أو شكوى من المواطنين.. وعزا وجود الصفوف إلى ضعف الشبكة مما يؤدي إلى تأخير الإيصال.. مؤكداً أن التحصيل مباشر وقطع بمحاسبة أي مخالفة في حال ورود أية شكوى من أي مواطن. لفت أحد مراقبي التحصيل «آخر لحظة» إلى أنه تلقى تدريباً في المرحلة الثانية وأن هناك مؤسسات ووحدات حتى الآن لم تصلها الخدمة.. بجانب وجود مشكلة في الشبكة أثرت في العمل مما أدى إلى زحمة وصفوف في شباك التحصيل وجعلهم يعملون دفتراً وسيطاً للتوريد وتسلم الإيصال في نهاية اليوم.. ونوه إلى أن الفكرة رسخت تماماً للذين تم تدريبهم لكن هناك أجهزة جديدة وصلت لم يتم تدريبهم عليها مثل الموبايل واللمس.. منوهاً إلى انخفاض نسبة الإيرادات مما كان في السابق بعد سحب دفتر أورنيك «15».. فضلاً عن أن هناك بعض الوحدات متوقفة عن العمل منسوبوها تحت التدريب ولم تستلم الأجهزة بينما الوحدات التي دخلت فيها الخدمة مستمرة لكنها بحاجة إلى تدريب مراقبين ماليين. وأكد معتمد السنطة محمود فضيل كابر في حديثه ل «آخر لحظة» أن المشروع إستراتيجي يحقق رقابة ويضبط موارد التحصيل بشكل مقنن بعيداً عن العشوائية إلا أنه أشار إلى ضرورة اتخاذ بعض الإجراءات ومراعاة المقومات الأساسية التي تدعم المشروع في المجتمعات الريفية قبل التنفيذ حتى لا تؤثر على أداء المحليات.. وقال كابر إن محليته الآن معزولة ولا توجد أي شبكة اتصال.. وتابع «الآن نحن ما مربوطين بالعالم الداخلي والخارجي والمعتمد يتعامل بالثريا، فقط لدينا شبكة واحدة وتعطلت بفعل التمرد».. كاشفاً عن أنهم يواجهون تحدٍ ومعوقات كبيرة تحتاج إلى أخذ تدابير واضحة وجدية تامة حتى يرى المشروع النور.. مطالباً الجهات المسؤولة بإكمال استحقاقات المشروع. وناشد كابر رئيس الجمهورية بتوجيه الشركات المحلية لربط كل المحليات بشبكات الاتصالات.. وأضاف قائلاً: نعيب على الشركة العاملة في المنطقة أن دخلها مليارات ولم تعالج عطلاً بسبب جهاز بسيط.. ولفت كابر إلى أنهم يعملون بالنظام القديم يتم أخذ مسير ثم يتم إرسالها إلى محلية برام لاستخراج الإيصالات والعودة إلى السنطة لتسليم الإيصالات للتجار الذين أشادوا بتعاملهم مع المحلية لجهة أنهم من المفترض أن يأخذوا الإيصال في السوق.. ونوه إلى أن الأجهزة التي وصلت المحلية تعمل بدون شبكة جهاز خلوي لكن بها عيوب فإنها تستخرج «5» إيصالات ثم تتوقف عن العمل مما يتطلب إعادتها لنيالا لصيانتها.. ووصفها بأنها تجربة غير عملية وفاشلة وأن الحل الجذري توفير شبكة اتصالات.. لافتاً إلى أن إيراد المحلية في الشهر الماضي (7) آلاف جنيه في حين أن المحلية هي الأولى في تصنيف إدارة الأسواق من حيث الإيرادات. وقال معتمد محلية كتيلا التي تبعد (95) كيلو جنوب غرب نيالا «عمر الزين» إن نسبة تغطية المشروع حتى الآن (10%).. مؤكداً وصول عدد من الأجهزة إلى المحلية واعتبرها غير كافية.. وشكا عمر من ضعف الشبكة في المحلية بجانب عدم وجود الكهرباء في الوحدات الإدارية.. كاشفاً عن وجود فاقد إيرادي كبير مقارنة بالفترة السابقة.. مطالباً بمد المحلية بشبكات أريبا وسوداني.