تعاني مدارس محلية أم القرى بولاية الجزيرة من إهمال متعمد، فالمدرسة تفتقر لأهم مقومات التعليم من معينات رئيسية، فهي تشكو من فصول متصدعة وآيلة للسقوط بجانب أنها تفتقر للأساتذة والنقص الحاد في الكتب المدرسية واحتياجات المدرسة من الطبشور عرض-ناهد عباس فالمدرسة عبارة عن مباني بلا معاني، فهي تعاني من هياكل آيلة للسقوط في أي وقت كما أفادنا بذلك مدير مدرسة الفرقان الثانوية الأستاذ حمد النيل بمحلية أم القرى القرية 27، حيث أوضح أن معظم مدارس المحلية فصولها غير صالحة، وتفتقر للمنافذ والكهرباء إلى جانب معاناة الطلاب في الحصول على الإجلاس، مشيراً إلى أن مدرسة الفرقان لم تجد رعاية واهتمام منذ تأسيسها خلال العام «1995م» كما لا توجد متابعة دورية للوقوف على أحوالها.. وشكا المعلمون في حديثهم ل «لآخر لحظة» من النقص الحاد في معلمي كافة المواد الأمر الذي يضطر المدرسة للاستعانة بالخريجين الجدد لسد النقص، أما بالنسبة للبنية التحتية أوضح حمد النيل أنه لا توجد بنية سليمة، فكافة الفصول متصدعة وقابلة للانهيار تحت أي ظرف، وأضاف أن مقرر الأحياء الجديد لم يصل إلينا حتى الآن مما اضطرنا لشرائه من السوق ليتمكن الأستاذ المتعاون من تدريسه، وحتى تتمكن المدرسة من صرف مرتبات للمتعاونين وإعاشة الأساتذة فرضت إدارة المدرسة على الطلاب دفع مبلغ «400ج» بعد الاتفاق مع مجلس الأمناء واللجنة الشعبية بالمنطقة بهدف تسيير الأوضاع بالمدرسة، وجاءت لجان لدراسة الواقع بالمدارس ووعدت بالحلول ولم تعد مرة أخرى، وأضاف أن هنالك مدارس افتتحت فتحاً إرضائياً ولم يتم توزيع تلاميذ لها. أسر تكدح لتوفير لقمة العيش وتتحمل عبء تلك المدارس وتشارك في ترميمها دون أن يكون هنالك دور لمسؤول يتولى عنهم حمل ذلك العبء وينحصر دورهم في افتتاحها ويوعدون بتكملة طاقمها ثم يغيبون عن الأنظار كما قال لنا أساتذتها، ويظل المواطن يقتطع من قوته لتعليم أبنائه، وفي فصل الخريف تظل الأسر في حالة خوف شديد من انهيار أحد الفصول المتهالكة على أبنائها. ٭ مدارس أساس بدون أساس: هياكل لمبانٍ واقفة ومسميات لمدارس بعيدة عن التنمية الحقيقية يحلمون بالتعليم ولا يملكون لذلك سبيلاً، ويقول الأستاذ محمد عباس مدير مدرسة أبو دجانة بالقرية (27) إن الفصل الواحد به 80 طالباً لا تتوفر لهم مقاعد، بل يجلسون على الأرض ويفترشون الطوب والحجارة، كما أن هنالك نقصاً في عدد الفصول فنضطر لتدريسهم تحت ظل الفصل وعلى الأرض أو بالتناوب بين زملائهم في الصفوف الأخرى وحتى الفصول الموجودة متهالكة وعرضة للانهيار في الخريف، ولا يتوفر كتاب مدرسي لكل طالب، بل يجب على كل أربعة طلاب أن يشتركوا في كتاب واحد إن وجد، أما بالنسبة للطبشور ومعينات الأستاذ الأخرى فهي تقع على كاهل المزارع البسيط، حيث تلزم كل مدرسة الطالب بدفع 6جنيهات شهرياً لتسيير الأوضاع بها. ٭ مدارس المرحلة الثانوية: لا يختلف الحال كثيراً عن مدارس الأساس، بل يزداد الوضع سوءاً أكثر ويمكن أن نصنف المدارس بهذه المحلية على ثلاثة أنواع: قرى بها فصول شبه مكتملة ولكنها تفتقد للمعينات الداخلية من أساتذة وإجلاس وكتب، وأخرى متهالكة وتعاني أيضاً من النقص الحاد في المعينات وثالثة لا يوجد بها فصول ثانوي ويلجأ أبناؤها لأقرب المدارس لهم في القرى الأخرى. وأهل قرية أخرى اتفقوا على إعانة أنفسهم بعد أن يئسوا من وعودات المسؤولين بافتتاح مدرسة لهم وقاموا بما يستطيعون به من إنشاء مدرسة بتبرعات الخيرين من القرية ولم يكتمل تجهيزها لعدم استطاعتهم كما ذكر مدير المدرسة بالقرية (29) وأضاف أن المدرسة بها أستاذان فقط وباقي الاسطاف متعاونون ويدفع لهم حافز شهري من أسر الطلبة، ولا توجد زيارات بصورة خاصة للمسؤولين. أولياء الأمور يشتكون: اشتكى عدد من أولياء الأمور من سوء أوضاع المدارس ووصفوها بأنها مجرد مسميات وغير مؤهلة لتعليم أبنائهم. ويقول المواطن عوض نضطر إلى إرسال أبنائنا عند وصولهم المرحلة الثانوية إلى مدينة ودمدني ليتلقوا تعليماً أفضل وليست كل الأسر قادرة على إرسال أبنائها وبعضهم يبعث بأبنائه في مرحلة الأساس الصف الثامن والثالث ثانوي باعتبارها المرحلة الفاصلة لهم إلى ودمدني المدينة الأقرب والأكثر تأهيلاً واهتماماً بمدارسها، ويضيف المواطن هيثم إبراهيم بقوله إن دخل المواطنين محدود وأغلبهم مزارعون يسعون لتوفير لقمة عيشهم ومع ذلك يقع عليهم دفع رسوم إضافية مما دفع بكثير منهم أن يترك أبناءهم المدرسة لأنها تأخذ منهم ولا تعطيهم ففضل بعضهم أن يسلك أبناؤه طريق الزراعة، وذكر الأستاذ البدوي أنه يوجد خريجون لا حصر لهم في هذه المناطق، وطالب بأن يتم تعيينهم بمناطقهم لأنهم سوف يكونون أكثر حرصاً وإخلاصاً على تعليم أبناء منطقتهم من الذين يأتوا بهم من خارج المنطقة، وتساءل عن دور المسؤولين في المحلية والولاية .