مرة أخرى نعود لنتحدث عن القديم الفات والجديد الآتٍ عن مجلس المصنفات الأدبية والفنية الإتحادي، الذي نحمد له تحركاته الأخيرة لفعل شيء يصلح به حال الساحة الفنية، ونعني تحديداً المستشارية القانونية ومستشارها القانوني مولانا عبد المنعم عبد الحافظ، الذي لمسنا جديته في تنقية أجواء هذه الساحة ومعالجة ما اعتراها من أمراض بحكمة وموعظة وروح القانون، وهي تحركات لمسنا فيها أوجاع الرجل وهمه وتوجسه من مآلات الوضع الراهن، وأثرها على المجتمع وعلى مستقبل البلاد، ونحمد لسيادة المستشار أنه من بادر وألقى حجراً في بركة الساحة، وحرك السكون (الرسمي)، وأثبت فعلاً لا قولاً إن اليد الواحدة لا تصفَق لكنها (تبشَر) وتهز (كمان)، اتضح لنا ذلك من خلال متابعاته اللصيقة وتحريره لخطابات الإستدعاء للمخالفين.. وبالطبع هذه الجهود يقف وراء نجاحها الإخوة في شرطة المصنفات، الذين تقع على أعبائهم مسؤوليات كبيرة لم يقصروا فيها، رغم امكاناتهم الشحيحة مقارنة بتلك المهام والمسؤوليات. وما أسعدنا أكثر هو ما سمعناه عن لجان فاعلة كونها السيد المستشار لرصد المواقع الإسفيرية التي تقوم بنشر الأعمال الأدبية والفنية غير المصنفة، وهنا مربط الفرس لأن معظم المغنيين والمغنيات أصبحوا ينشرون أعمالهم الصالحة والطالحة في تلك المواقع، دون رقيب حتى باتت قاعدة إنطلاق لتلك الأغنيات بمختلف اشكالها، حسنها وقبيحها، ورصد هذه المواقع هو بمثابة وضع اليد على موضع الألم، ومعرفة نوع العلاج، فقط كل ما نتمناه أن يكون هذا العلاج بالكي وليس بتنظيف الجرح من الخارج مثل ما تم في حالة (خبر الشوم)، والقرار الهزيل الذي خرج به المجلس، الذي نراه مشجعاً لكل من يريد أن يقدم عملا غنائياً ب (مزاجه) لأن القرار سيكون مجرد إيقاف العمل الغنائي الذي يكون وقتها (فاح واتناقلو الحروم) ولن تستطيع المصنفات ولا غيرها أن تمنع انتشاره. المهم نقول للإخوة في لجان الرصد بمجلس المصنفات أن هناك مواقع خاصة لنشر الغناء، وصفحات متخصصة على موقع التواصل الإجتماعي، يقوم الفنان بدفع رسوم محددة للقائمين على أمرها حتى يتم نشر أغنياته، وهي تجد رواجاً واهتماماً كبيراً من بعض الفنانين والفنانات الشباب، ومتابعي فنهم وأخبارهم، ولا ننكر أنها تقوم بأدوار مهمة في نشر الغناء السوداني، ولكن لابد أن يكون هناك رقيب عليه، ولابد أن تقوم بالعمل عبر ضوابط النشر المحكومة بالقانون حتي تؤدي رسالتها على الوجه الأكمل وحتى تكون (فزعة) للأغنية السودانية وليست (وجعة). خلاصة الشوف : يا تري أين السيد الأمين العام من كل هذا الحراك، وماذا يفعل حتى تحقق تلك الجهود أكلها؟ سؤال نعود له بالإجابة الشافية والكافية في مرة قادمة، إن بقي في العمر بقية.