٭ والحديث عن الساحة الغنائية لا يتوقف ولا نظن أنه سيتوقف ما لم تقم كل الجهات المعنية بأداء واجبها علي الوجه الأكمل، غير ذلك فلا أمل يرجي من حمات المصنفات ولا مجلس المهن الموسيقية والدرامية لضبط الساحة، ناهيكم من إعادة وقارها المفقود. بالتأكيد لا نريد أن «نكسِّر» المجاديف أو نصدِّر الإحباط لمن يجتهدون هذه الأيام لفعل شيء، خاصة الأخوة في مجلس المصنفات الإتحادي، وعلى الوجه الأخص المستشارية القانونية التي ألقت حجراً في بركة الساحة، ولكن نريد أن نقول إن «الجديد شديد» وإن الكثير من المحاولات تبدأ بكل الحيوية والنشاط والحماس ولكنها سرعان ما تهدأ ويفتر حماسها ، فتضيع الجهود كما ضاعت جماليات الغناء أو كادت. إذا كنا حقيقة نريد أن نضبط ساحة الغناء وتنقيتها من شوائب «خبر الشؤم» وما شاكلها من غناء، لابد أن تتضافر الجهود، وأن تتوحد اللجان، لأنه لا يعقل أن تكون هناك أكثر من جهة لإجازة الأصوات، وأخرى للكلمات والألحان ، وكلها غايتها «جباية» المال لا غير، وقبل كل ذلك لابد من اهتمام ودعم عاجل لشرطة المصنفات بالآليات وتوفير كافة ما يعينها على أداء واجبها من المتابعة والرقابة وضبط المخالفات وغير ذلك، فنرجو من الذين يحدثونا عن محاولات و«عنتريات» لضبط الساحة ، أن «ينقطونا بالسكات والموية الباردة» ، لأن أي جهود من غير عمل واضح وملموس لشرطة المصنفات، هي مجرد كلام للونسة وبس. ٭ والمتابع لحال شرطة المصنفات ورغم ما تقوم به من أداء واجب وأدوار عظيمة، يلحظ أنها تحتاج للكثير، وتحتاج إلى إلتفاتة من القائمين على الأمر من الوزارات الثلاث: الداخلية، الثقافة والإعلام، لأن ما تقوم به هو من واجب هذه الوزارات . ٭ عندما كتبنا بالأمس عن أغنية ندى القلعة الجديدة «خبر الشوم» ما كان قصدنا السخرية أو التجريح، ولكنا قلنا الحقيقة ، لأن «خبر الشوم» زادت الأغنية السودانية مرضاً على أمراضها، وزادت الساحة غثاً على غثها، وهي لم تعالج قضية، ولم تلفت الأنظار إلى أي ظواهر شبابية سالبة، بقدر ما لفتت نظرنا إلى الفهم القاصر عند بعض مغنيينا ومغنياتنا الذين أفترض فيهم الوعي الفني التام. وكنا حقيقة نتمنى من ندى أن تغني لشبابنا السوداني الذين يسدون قرص الشمس، والذين هم خير شباب الأرض بما عرف عنهم من دين و«جدعنة» بدلاً من التغني لقلة من الشباب «المستغرب» الواقع تحت براثن الموضة، وهم لا يمثلون بأي حال من الأحوال شباب هذا البلد. ٭ خلاصة الشوف : ٭ خذلتنا ندى القلعة بعد أن قلنا إنها وصلت مرحلة كبيرة من الوعي الفني، ولكنها أبت غير أن تثبت لنا أنها ما زالت مع كثيرين آخرين في مرحلة المراهقة الفنية.