قبل سنوات كان وزير الخارجية السوداني يرد بدبلوماسية على سؤال حول تقدم السودان بشكوى ضد مصر..الوزير حاول التقليل من الامر واكد ان الامر ليس الا مذكرة روتينية ظلت وزارته تقدمها لمجلس الأمن بشكل راتب..كان ذاك دفاع الحكومة عن سودانية حلايب..بل في كثير من الأحوال ظلت حلايب ملفا مسكوتا عنه. امس تحدث والي القضارف ميرغني صالح عن مليون فدان من الاراضي الزراعية عالية الخصوبة تسيطر عليها الحكومة الاثيوبية..مليون فدان تعني عشرة مليون جوال ذرة في اسوا الأحوال ..الوالي اقر ان منطقة الفشقة باتت منطقة معزولة وخارج السيادة السودانية.. وان الاثيوبيين تمددوا رغما عن تفاهمات العام 1995 التي جعلت المنطقة الحدودية بين البلدين خالية من الجيوش . قبل نحو عامين كانت الحكومة السودانية تفاجئ ضيفا زائرا بهدية غير متوقعة..السيد البدوي زعيم حزب الوفد حمل معه الى القاهرة مليون فدان من الاراضي الزراعية..هنالك اختصم معه الشعب المصري وتحت ضغط الاعلام اقر البدوي ان الهدية السودانية لكل شعب مصر. الان حلايب ضاعت من بين أيدينا ..تم تمصير المنطقة بالكامل..مصر تنفق بسخاء على مشاريع البنية التحتية..دعم فوق المعتاد في محال خدمات التعليم والصحة..في المقابل صمت سوداني مريب..امعانا في التضليل تم استنساخ حلايب بديلة حتى ننسى المدينة الضائعة بسبب التفريط..اذا سمعت عزيزي القاري ان والي البحر الاحمر زار حلايب فلا تظن انه تمكن من عبور الأسلاك الشائكة التي تفصلنا عن جزء غال من الوطن..السيد الوالي وصل الى حلايب المزورة التي تقع جنوب حلايب (ست الاسم). الان الفشقة ومن قبلها حلايب ..اكثر من ثلاث نقاط حدودية ملتهبة في حدودنا مع جنوب السودان ..حدودنا لم تحسم مع دولة جنوب السودان التي اعترفنا بها قبل حسم ملف ابيي وحفرة النحاس وغيرها ..الحكومة ترتكب اخطاء عظيمة في التفريط في ترابنا الوطني..الان يتم (تحبيش) الفشقة وحكومتنا نائمة او تحارب في طواحين الهواء.. لن يتحرك البرلمان ليسائل وزارة الخارجية عن التعامل المرن في قضايا حساسة تتعلق بأمننا الوطني.. الحكومة تغض الطرف اتقاء لغضب العواصم المجاورة ولو كان الثمن بعض من كرامتنا . في تقديري ان صمت الحكومة لا يعفي أحزابنا المعارضة ومنظمات المجتمع المدني المستقلة..الوطن ليس ملك يمين لتتصرف فيه الحكومة بالاهداء والتنازل وغض الطرف..انه الوقت المناسب للنواب المستقلين ليناصروا الوالي الشجاع ميرغني صالح والذي اتوقع ان يجز راسه في اقرب وقت حتى ترضى عننا أديس أبابا ..اين أئمة المساجد من وطن بات يقطع من أطرافه وهم منشغلون بدعاء النصرة لولاة الامر. بصراحة..اذا عجزت الحكومة في حماية حدود السودان فلتبحث عن شعب اخر وبلد بديل..العجز عن اداء المهام من مبطلات الشرعية الدستورية.