اشتكى رئيس حركة الإصلاح الآن د. غازي صلاح الدين فى الأيام الماضية من عدم تمكنه من عقد ندوات جماهيرية بسبب عدم منح السلطات لهم التصاديق لعقدها منذ مارس الماضي، ولجأ بعض أعضاء الحركة لمخاطبة المواطنين في المواقف العامة مما عرضهم للمساءلة القانونية وكان من بينهم عضو المكتب السياسي ورئيس الحركة بولاية الخرطوم وليد نوري .. (آخر لحظة) التقت به بعد إطلاق سراحه بالضمان، وطرحت أمامه عدداً من القضايا المطروحة فى الساحة من بينها الحوار الوطني وعلاقة الحركة بقوى المعارضة، وقدم نوري مرافعة قوية عن تحالف المعارضة، وكشف عن إتجاه لتوحيدها في كيان واحد لمواجهة النظام، مؤكدا اتفاقها علي ثوابت مشتركة لحل قضايا البلاد، كما أنه شدد علي أهمية أن يرأس الحوار شخصية قوميةوغيرها من القضايا فإلى مضابط الحوار: ٭ لجأتم إلى مخاطبة المواطنين فى المواقف العامة مما عرضكم للمحاسبة القانونية ؟ - لنا الحق في أن نتواصل مع جماهيرنا، هذا حق كفله لنا الدستور، كما يحق لنا التعبير والتجمع والتظاهر.. ولكن وضعت قوانين ولوائح منظمة للعمل السياسي قيدت حركة العمل السياسي، وجردت الدستور من الحقوق التى منحها للمواطن.. ووجهت لنا تهمة الإزعاج العام، وسنقدم للمحكمة علماً بأننا في الحركة تقدمنا بخمسة طلبات لعقد ندوات جماهيرية منذ مارس الماضي حتى أغسطس، رفضت هذا محاولة من السلطة لأن تظل الأحزاب حبيسة دورها، وعدم إتاحة الفرصة لها للتواصل مع جماهيرها.. وسنقدم طلبات لعقد ندوات أخرى لتاكيد عدم المصداقية، ولن ننتظر منحة من النظام ٭ لماذا هذا الرفض لحركة الإصلاح الآن ومتاح للأحزاب الأخرى؟ - الأحزاب الأخرى بنفس وضع حركة الإصلاح الآن، والدليل علي ذلك خلال أغسطس تقدم حزب المؤتمر السوداني لعقد ندوة ورُفض الطلب، فالنظام مرعوب ونحن نخاطب الجماهير بطرق سلمية ولم نحمل السلاح ولا أدري سبباً لرعبه. ٭ الحركة تعنتت فى رفض الحوار الوطني بعد أن كانت قريبة منه، لماذا لاتشارك وتطرح رؤاها من داخله؟ - من ناحية مبدئية نحن من أكثر الناس إيمانا بالحوار الوطني، ونعتقد أن الحوار الوطني الصادق هو المخرج الوحيد الآمن لحل أزمة السودان، وهذا خطنا ولذلك كنا أول المبادرين للمشاركة في خطاب الوثبة والحوار والجمعية العمومية الأولى له، كما كنا من الأساسيين المشاركين فيه، وبعد ذلك تم انتخابنا من قوى المعارضة كسبعة نمثلها فى آلية (7+7) وكان لنا الدور الكبير في تقديم خارطة الطريق التي وقَّع عليها الرئيس، وبعد أن تمت إجازتها تم إرسال وفد بقيادة د. غازي صلاح الدين والأمير أحمد سعد ممثلاًَ للحكومة، فمر بالخارطة لأديس ابابا وجلسا مع قوى نداء السودان والجبهة الثورية والصادق المهدي، وأكدوا على الموافقة على الخارطة، وتم التوقيع على وثيقة أديس، وأصبح هناك توافقاً تاماً بين الحكومة والقوى المعارضة والجبهة الثورية وقوى نداء السودان والحركات المسلحة، إلا أن المؤتمر الوطني نقض الوثيقة وأجرى الانتخابات لتكريس السلطة، بل وأحدث تعديلات دستورية لتتواءم مع سياساته وجرد الولاة من الانتخاب . ٭ انتخاب الولاه أفرز مشاكل قبلية وجهوية؟ القبلية نفسها سياسة من سياسات المؤتمر الوطني لأكثر من 25 سنة، وفي كل حشد وتجمع يعلن أن القبيلة الفلانية انضمت له، وهو الذي بدأ يضع المواقع التنفيذية محاصصة للقبائل، وخلق استقلال القبيلية في تكريس السلطة له، والخطأ من سياساته وليس الدستور. ٭ كنتم جزءً من المؤتمر الوطني وسياساته؟ - كنا جزءً من الوطني، وكنا نصارع من داخله بكل هذه الرؤى ونعتقد أنه يمكن أن يتم الإصلاح داخل الحزب، ولكن وصلنا لقناعة تامة بأن الوطني أصبح جثمان يستحق الدفن، وخرجنا منه . ٭ هناك اتصال بالحركات المسلحة بالخارج لإلحاقها بالحوار؟ - ليس هناك اتصال بالحركات الرئيسية بل محاولات لشقها وسحب بعض كوادرها تحت ظل الانشقاق كما ماحدث مع حركة العدل والمساواة، ٭ المعارضة نفسها متفككة وغير مرتبة في عملها ؟ - هذا كان حقيقياً في فترة سابقة، ولكن الآن أصبحت تظهر تجمعات محددة للمعارضة، الآن هناك ثلاث قطاعات للمعارضة، فهناك مجموعة نداء السودان وقوى الإجماع الوطني بجانب تحالف القوى الوطنية، وهذه الخطوط تجمعها مشتركات كثيرة متفق حولها، فكلما ازداد النظام في طغيانه وممارساته اقتربت المعارضة من بعضها، والآن هناك اتفاق تام وتوحد بين أحزاب المعارضة حول القضايا الأساسية، عدا المؤتمر الوطني وأحزاب (الفكة) التي تتبعه . ٭ هناك دعوات رئيس الجمهورية لوقف إطلاق النارلصدقية الحوار؟ - الوطني يمارس الكذب طوال 26 عاماً.. وهي دعوات إعلامية فقط ويخاطب بها الخارج . ٭ يتحدث البعض عن اتجاه لتكوين تكتل جديد للمعارضة هل أنتم جزء منه؟ - لا يوجد تكتل سياسيى جديد يتكون، هناك اتجاه لتكوين مجموعة ضغط من رموز وقيادات سياسية وقانونية وإعلامية القصد منها الضغط على النظام وتنوير المجتمع السوداني بقيام دولة قانون، وإصلاح الجهاز القضائي، والمجموعة تضم شخصيات حزبية وإعلامية وعامة . ٭ هل هو بديل لكيان آخر ؟ - لا ليس هو بديل للعمل الحزبي والسياسي الموجود . ٭ ما الهدف منه؟ - مجموعة الضغط معروفة في العالم، الغرض منها الضغط على قضية محددة من أجل تنفيذها، وهذه المجموعة بغرض الضغط في اتجاه إصلاح الجهاز القضائي بأنتخاب رئيسه وأعضاءه، وعدم تدخل الجهاز التنفيذي فى عمليات النقل والترقية، فالهدف الأساسي له قانوني .. وتم فيه استقطاب مجموعة كبيرة من المحامين والقضاه السابقين . ٭ كم يبلغ عدد المجموعة ؟ العدد كبير ولا استطيع أن أعطيك رقماً محدداً ٭ ماهي الاليات التي سينفذ بها العمل؟ - لم تحدد آليات، وكونت لجنة سباعية برئاسة إبراهيم الشيخ رئيس المؤتمر السوداني، وأنا عضو بها للترتيب، وسنعقد مؤتمراً صحفياً قريباً للاعلان عنه. ٭ بماذا عاد د. غازي صلاح الدين من أديس أبابا بعد لقاء ثامبو أمبيكي؟ - لاشك أن د. غازي له بعده الخارجي، قدمت له الدعوة من الآلية للاستماع لرؤيته حول الحوار، وخاصة أن أمبيكي عاد محبطاً من السودان بعد أن نقل له الرئيس بأن الحوار سيكون (سوداني سوداني) وليس به ضمانات دولية.. وإلتقى بالآلية وشرح لها موقف الحركة ورؤية تحالف القوى الوطنية وأكد أن الحركة مع الحوار الصادق، والسلطة على استعداد أن تصل لنهاياته وتنفيذ مخرجاته .. ورؤيتنا الحقيقية أن تكون على رأس الحوار شخصية قومية . ٭ من برأيك ؟ - أي شخصية قومية، والشخصيات القومية في السودان كثيرة تتفق حولها القوى السياسية، بخلاف الفريق عبد الرحمن سوار الذهب لأنه أصبح شخصية غير قومية . ٭ أنت تقصد شخصية بعينها ؟ - هناك شخصيات كثيرة في لجنة الحوار التي اختارها الرئيس، هناك شخصيات قومية متفق عليها مثل عمر عبد العاطي رئيس لجنة الحقوق فى الحوار وغيره . ٭ ألم تشكل لكم هذه الشخصيات ضمانات للحوار؟ - هذه الشخصيات لاتضع الأسس القومية للحوار ولاتشكل ضمانات، والضمانات تقدمها السلطة الحاكمة والقوى الخارجية، ونحتاج لضمانات خارجية كالإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة ومجلس الأمن ويكون الحوار تحت مظلة تشكل ضمانة حقيقية لمخرجات الحوار، ولايوجد أي حوار فالموجود الآن حوار حكومي حكومي . ٭ كيف والمؤتمر الشعبي معارض مشاركاً فيه ؟ المؤتمر الشعبى (يامتعشي أو متعشم) كما يقول المثل.. ومن الواضح أنه قدم الورقة علي بياض للوطني، وقد يكون هناك اتفاق سري، فاصبح شيخ حسن وكمال عمر يدافعون عن النظام أكثر من الحوار، نحن الآن في الحركة نعمل لتوحيد قوى المعارضة، كما أن قوى نداء السودان أكدت على أهمية دخولها في تحالف مع المعارضة الداخلية فهم دورهم مكمل للقوى الوطنية بالبلاد، وتوحد المعارضة أصبح يتبلور بشكل عام، ويبدو أننا في طريقنا للسنوات الأخيرة التي سبقت أكتوبر وأبريل.. ففي السابق المعارضة كانت تعاني من الشتات فالشعب أصبح متقدماً عليها ٭ تقصد أن الشعب سابق المعارضة ؟ 100% في استيعابه للاوضاع كما حدث فى أكتوبر وأبريل .. هل هذا يعني أن المعارضة كانت غير مستوعبة؟ - لا كان هناك دور كبير للعمل المخابراتي، والمال الحرام كان جزءً من البرنامج الأساسي للنظام لتفكيك القوى السياسية وتجفيف منابع عملها. ٭ المال الحرام أم التمويل الخارجي؟ - أنا لا أعرف بقية أحزاب المعارضة ولكن فى حركة الإصلاح الآن ليس لدينا أي تمويل خارجي، وكل تمويلنا من الاشتراكات. ٭ ماهي رؤية الاقتصادية؟ - نعتقد أن البلاد في أزمة اقتصادية طاحنة وهذا يرجع إلى أن الحكومة تخلت عن واجباتها الأساسية من صحة وتعليم .. والوضع البيئى حرج في البلاد وشوارع الخرطوم تزكم الأنوف.. فكل هذا لاتقوم به الدولة أين أموالها كلها؟ تصرف على جيوش من الدستوريين لايقدمون الخدمات للمواطنيين وهناك نزيف والدولة أصبحت عبئاً على المواطن، فضلاً عن العلاقات الخارجية السيئة مما أدى للحصار.. ولن يتعافى الاقتصاد السوداني إلا بإيقاف الحرب وتحسين العلاقات الخارجية ومحاربة الفساد.