غازي يبحث أن يصبح الرجل الثاني بعد الترابي الأحزاب التي ما زالت تقبل بالحوار أحزاب ورقية ومصطنعة من المؤتمر الوطني أجراه : علي الدالي لوح الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل ببطاقة الانسحاب من الحوار الوطني حال تمسك المؤتمر الوطني بإجراء الانتخابات في موعدها وعدم دفعه استحقاق وتهيئة المناخ للحوار، وكشف عضو الهيئة القيادية للحزب علي السيد عن اجتماع يضم قيادات رفيعة في الحزب يعقد في الأيام القليلة القادمة؛ لدراسة نفض الحزب يده من الحوار، وأرجع السيد خطوة الانسحاب إلى تعيين المؤتمر الوطني للقيادي الاتحادي ذي الخلفية الإسلامية أحمد سعد عمر ضمن آلية السبعة الحكومية ممثلا للاتحادي الأصل دون الرجوع إلى مؤسسات الحزب، محذراً من خطورة الخطوة التي عدّها تدخلا سافرا في شؤون الحزب الداخلية، وفي السياق ذاته قلل السيد من خطوة انقسام أحزاب المعارضة الموافقة على الحوار، وعدّها من قبيل تبادل الأدوار بين الإسلاميين، وأضاف قائلاً: (إن الحوار المطروح ليس حواراً وطنياً وإنما حواراً إخوانياً، وأن خطوة الانقسام تغبيش لوعي الجماهير للإيحاء بأن هنالك خلافا بين القوى الموافقة على الحوار وهو ليس خلافاً حقيقياً)، وتطرق الحوار إلى قضايا شتى وتاليا التفاصيل: مياه كثيرة مرت تحت جسر الحوار الوطني الذي أعلن عنه حزب المؤتمر الوطني عبر خطاب الرئيس البشير الشهير كيف يقرأ علي السيد مستقبل الحوار الوطني؟ النظام في الفترة الأخيرة خاصة بعد استبعاد النافذين فيه لم يصبح له اتجاه محدد، والذي أعلمه أن هناك ضغوطا خارجية أدت إلى استبعاد أولئك النافذين؛ بحجة تحسين وجه النظام لدى العالم الغربي، وهذا تم بتوجيه مباشر وضغوط من دولة قطر باعتبار أنها الراعية لشؤون الغرب في الشرق الأوسط والعالم الإسلامي، وأعلم أنه دار صراع داخل الوطني حول تحقيق رغبة دولة قطر من عدمه ولكن في النهاية يبدو خيار العسكر هو الذي انتصر، تركياوقطر يشكلان حلفاً يسعى إلى تجديد فكرة الإخوان المسلمين وارتباطها بالغرب، ويسعى الحلف أيضاً إلى تحسين وجه السودان لدى العالم الغربي، وفي المقابل هنالك محور المملكة العربية السعودية وبقية دول الخليج ما عدا قطر يضغطون على السودان للابتعاد عن المحور الإيراني وهي أيضاً استجابة لرغبة الغرب، بالإضافة إلى فشل الإسلام السياسي في دول الربيع العربي، ومعلوم أيضاً أنه مجرد أن يضعف النظام الشمولي كنظامنا هذا فإن جهاز الأمن هو الذي يتولى زمام إدارة الدولة، فمن هنا جاءت فكرة الحوار الوطني. أتعني أن فكرة الحوار الوطني برزت إلى السطح بعد إبعاد النافذين من الرافضين له وتولت أمره مجموعة على خلاف مع المجموعة الأولى؟. نعم الحوار تولته مجموعة هي في خلاف مع النافذين، وبدأ الحديث عن الحوار بالخطاب التأريخي الذي ألقاه رئيس الجمهورية بلغة جديدة استخلص منه المثقفون بعد جهد أن الخطاب يفتح الحوار مع القوى السياسية بنقاط أربع هي الحرية السياسية، والسلام، والمسألة الاقتصادية، والهوية- أي الدستور، وانشغلت بعض القوى السياسية بهذا الحوار باعتباره الوسيلة التي يمكن أن يتجاوز بها السودان محنته الحالية، أما معظم القوى السياسية التي لها تجارب مع المؤتمر الوطني فلم تنشغل كثيراً بهذه الفرية الجديدة، وعدّت أن المقصود بهذا الحوار هو الاستهلاك السياسي، وإطالة عمر النظام، وانشغال القوى السياسية به إلى أن فوجئت بالانتخابات. لكن القوى السياسية التي ارتضت الحوار ابتداءً وبعد أن نفض حزب الأمة يده منه انشطرت إلى اثنين حيث كون حزب الإصلاح الآن ومنبر السلام العادل مع آخرين تحالف القوى الوطنية الجديد، بينما تخندق الشعبي في بيته القديم ما هو تعليقك؟. القوى السياسية التي ارتضت الحوار ابتداءً كانت حسنة النية في بداية الأمر، وأخصّ بهذا حزب الأمة القومي، وترك أمر الحوار بعد أن تكشف له سوء النية، أما المؤتمر الشعبي فهنالك حوار داخلي بين الحركة الإسلامية بضغوط خارجية حول توحيدها أو على الأقل توحيد الإخوان المسلمين، واتضح ذلك من خلال الزيارات المتكررة إلزعيم المؤتمر الشعبي إلى قطر التي كانت تسعى إلى تقارب بين حزبي المؤتمر الوطني والشعبي، وبالتالي وُجد الحوار فرصة لهذا التقارب، وتحول كمال عمر من مدعو إلى الحوار إلى داعٍ له ومدافع عنه بشكل أدهش الساحة السياسية، وتأكيداً لحديثي عن أن هناك اتجاها إلى تجميع الإخوان المسلمين، أن بارك حزب الإصلاح الآن الحوار ووافق عليه بل وتم اختياره في آلية السبعة رغم أنه حزب لم يتم تكوينه شهر وهو ليس بالقيمة التي تجعله من ضمن السبعة ولكن المصالح المشتركة بين الجماعات الإسلامية وضعته في هذا الموقع وهذا ما يؤكد صحة فكرة تجميع الإخوان المسلمين تحت حزب واحد. إذن لماذا غادر حزب الإصلاح الآن موقعه القديم وكون مع آخرين التحالف الجديد وخرج عن فكرة التجميع التي تدعيها؟ ألا تعتقد أن ما ذهبت إليه مجرد تكهنات واجتهادات شخصية لا تتطابق مع الحقيقة الواقعية؟ التحالف الجديد تحالف القوى الوطنية هو امتداد لفكرة قيام الحوار وتقسيم الأدوار، وقد أسند قيام هذا التحالف إلى الإصلاح الآن لتغبيش وعي الجماهير بأن هناك خلافا داخل مجموعة السبعة المعارضة، وأن هذا التنظيم الجديد هو أقرب إلى الأحزاب التي رفضت الحوار مبدئياً باعتبار أنه يحمل نفس الأفكار فيما يتعلق بالحكومة الانتقالية، وتأجيل الانتخابات، وهذه الفكرة تتعارض مع فكرة المؤتمر الشعبي الذي يرى إثارة هذه المسائل داخل طاولة الحوار، وعندما تمترست القوى المعارضة الرافضة في موقفها رأت إدارة الحوار خلق هذا التحالف الجديد، بالإضافة إلى شخصية غازي صلاح الدين التي تبحث عن دور يلي الترابي مباشرة، وصراع غازي لاحتلال الدرجة الثانية للترابي كانت سببا في مذكرة العشرة الشهيرة، وحاول أن يبقى الشخص الأول في المؤتمر الوطني بعد المفاصلة إلا أنه فشل أيضاً، الأمر الذي دفعه إلى قيام حزبه الجديد؛ ليصبح الرجل الأول في حزبه الجديد، وفي تحالفه الجديد، غير أنني لا أتصور أن يستمر هذا الخلاف طويلاً لأنه لا بد من أن تجرى تسويات سياسية لتجميع الإسلاميين أو (أهل القبلة) هذه العبارة الجديدة التي رأى المؤتمر الوطني إطلاقها بعد انفصال الجنوب؛ تمهيداً للحديث مستقبلاً عن هوية السودان العربي الإسلامي. تتحدث عن تسويات لتجميع (أهل القبلة) أو الإسلاميين والتحالف الجديد يضم قوى يسار؛ فهذا ينفي حديثك عن أن الإسلاميين يتحاورون من أجل التجميع، وفكرة أن حواراً داخل الحركة الإسلامية لتجميع الإخوان، ما هي توقعات كمراقب لنتائج الحوار في ظل ما تفضلت بذكره؟. الحوار الذي يدور بعد إجراء التسويات سيكون حواراً بين متفقين، وهذا لا يسمى حوارا؛ لأن الاتفاق متفق عليه، وكل ما سيدور في الحوار هو اتفاق على بعض التفاصيل، واقتسام السلطة؛ ولهذا أتوقع أن لا يتجاوز عمر هذا الحوار أكثر من شهرين، وستكون نهايته ما يراه المؤتمر الوطني، وهو الاتفاق على قيام الانتخابات في مواعيدها، والاتفاق حول نتائجه، وبالتالي هذا الحوار ليس حواراً وطنياً وإنما إخوانياً. الآن وقد انشطرت آلية السبعة المعارضة إلى مجموعتين على رأس كل واحدة قوى تمثل الإسلام السياسي فلم تعد آلية السبعة المعارضة موجودة على أرض الواقع بعد الانشقاق الأخير؟. مقاطعاً: آلية المعارضة التي انشطرت الآن بتحالف غازي هي ليست آلية للمعارضة المعروفة بأحزابها فهي تمثلها أحزاب مصطنعة وورقية أعدها المؤتمر الوطني هكذا لاستعمالها في الوقت الحالي. المؤتمر الشعبي أعلن مراراً أنه في اتصال مع مكونات الجبهة الثورية لا سيما الحركات المسلحة في دارفور لإقناعها بالجلوس للحوار ألا تتوقع من الشعبي أن ينجح في إقناع الحركات وبالتالي يكسب حلفاء جدد إلى صفه تدعم فكرته وتنصره على التيارات الرافضة؟. المؤتمر الشعبي يحاول إقناع الوطني بأنه ليس وحده وله علاقات مباشرة بالحركات المسلحة خاصة حركة العدل والمساواة والتي قالت صراحة: "ألا علاقة لها بحزب المؤتمر الشعبي" ولكنه ما زال متمسكا بأن له علاقات بالحركات؛ لمحاولة تدعيم مركزه في الحوار ليمثل مركز قوة خاصة بعد خروج حزب الأمة وبل وأحيانا يدعي أن له علاقات مع القوى الرافضة للحوار، ويسعى جاهداً لإقناعها، غير أنني أتساءل الآن عن (حاله) بعد انشطار ما يسمى بتحالف القوى الوطنية الذي كان يتزعمه ويوجهه حيث أراد داخل الحوار لا سيما أن ظهور هذا التحالف سيحدث خللا كبيرا في آلية السبعة المعارضة والحكومية وبالتالي فإن الأمر يحتاج إلى معالجة جديدة و(كذبة) جديدة؛ لأن الذي يكذب سيضطر أن يكذب كثيراً حتى يكتب عند الله كذابا. هل يدعم علي السيد فكرة قوى الإجماع الوطني الرافضة للحوار إلا بشروط أم أنه يقف إلى جانب الموافقين من حزبه على الحوار دون شروط أم يدعم فكرة رفض الحوار مبدئياً؟ قوى الإجماع الوطني هذه خبرت المؤتمر الوطني زمناً ومحقة في عدم الاستجابة في دخول الحوار غير المشروط، ويبدو أنه اتضح الآن أن موقفها كان صحيحا، وأصبح مقنعا للآخرين صحيح نحن في الاتحادي الأصل وافقنا مبدئياً على الحوار بل إن الوفاق الوطني هو أهم المبادئ الأساسية لحزبنا، ونادينا به أكثر من 10 سنوات؛ لأن الوفاق هو الطريق الوحيد للخروج من أزمة الحكم الحالية، ولذلك قبلنا الحوار منذ زمن طويل بل وبشرنا به، وعندما قال المؤتمر الوطني مؤخراً بالحوار اعتقدنا أنه أتى إلى خطنا ورحبنا به للمرة الثانية وأعددنا له كل المحاور التي كانت ستكون محل الحوار صحيح أيضاً أن هناك بعض القيادات ومعظم القواعد ترفض أي تلاقي مع المؤتمر الوطني خاصة بعد تجربة المشاركة الهزيلة معه.