٭٭ بالرغم من وجود حزب البعث ضمن تحالف أحزاب المعارضة بقيادة فاروق أبو عيسى إلا أن الحزب اختلف مع مكوناته كثيراً.. كما اختلف مع مكونات الجبهة الثورية.. وبات له مواقف صلبة خاصة تجاه الحوار الخارجي والاستعانة بالأجنبي.. وفوق ذلك كله عرف الحزب بأنه مصادم للحزب الحاكم وربما متشدد فى مواقفه تجاه الحوار معه.. آخر لحظة جلست إلى المتحدث باسم حزب البعث الاستاذ محمد ضياء الدين وأجرت معه حواراً تناول عدداً من المحاور أبرزها الموقف من الحوار الوطني، ورؤيته لوساطة أمبيكي وقراءته للراهن السياسي بشكل عام سقناها لكم في المساحة التالية: موضوع الحوار تطاول ففي تقديرك كيف ستكون مآلاته؟ وهل سيرضخ الوطني لمطلوبات المعارضة؟ - صحيح أن قضية الحوار أخذت وقتا طويلاً بعد إعلان البشيرالحوار الشامل فيما عرف بخطاب الوثبة.. ووضعت كثير من الأحزاب السياسية في المعارضة جملة من الاشتراطات التي بموجبها تتهيأ الأجواء السياسية لعقد الحوارات.. لكن من المؤكد أن النظام ليس لديه استعداد لتقديم أي تنازلات من شأنها أن تدفع القوى السياسية لحوار جاد يفضي لحل الأزمة الوطنية .. لذلك أكدت التجربة وجملة الأحداث التي صاحبت مرحله ما بعد الحوار عدم مصداقيه النظام من خلال استمرار الحرب والتضييق على الحريات الإعلاميه والسياسية ومزيد من المعتقلين والمحاكمات ومزيد من التصريحات العدائيه التي لاتخدم قضية الحوار، لذلك فإن أي حوار يكون فيه النظام طرفاً سوف يقود إلى تسوية سياسية تقود للابقاء على النظام.. وهذا الأمر مرفوض تماماً من قبل كثير من الأحزاب السياسية المعارضة.. وتعسر عملية الحوار يتحمل مسوؤليتها النظام وحده . ٭ لماذا لاتقدم المعارضه تنازلات وتشارك في الحوار وتطرح قضاياها من داخله ؟ - المعارضه ليس لديها ماتتنازل عنه.. فإيقاف الحرب والحريات وإطلاق سراح المعتقلين السياسين.. المعارضة ليست طرفاً في هذا، وإنما الذي يمتلك مفاتيح الأمر هو النظام، لذلك على النظام أن يتقدم بالتنازلات المطلوبة .. مع علمنا أنه لم يعد لديه شرف يتنازل عنه وعليه ليس للمعارضة سوى أن تتمسك بهذه الاشتراطات وأن تضغط على النظام.. ليس من أجل القبول بالحوار وإنما من أجل أن تحقق أهدافها بشكل كامل.. مع العلم أن أكبر عقبة تواجه المعارضة هي إيجاد حل للأزمة الوطنية مع بقاء النظام الحاكم في السودان، لذلك الإتجاه المعلن والمطلوب من قوى المعارضة الحقيقية ليس الاهتمام بالحوار، وإنما الاهتمام بالحوار مع الشعب بغرض تهيئة المناخ لإسقاط النظام.. وإقامة البديل الوطني الديمقراطي الذي يعبر عن تطلعات الشعب.. ٭ تحدثت في عدد من الحوارات بأن التغيير بات قريباً كيف ذلك؟ - عندما نقول إن التغيير قريباً لانربط ذلك بزمن محدد.. فالتغيير يمكن أن يحدث بين لحظة وأخرى.. عندما تكتمل الظروف الموضوعية للمعارضة والشعب السوداني الذي حتماً سوف يقول كلمته الحاسمة من أجل ذلك نعمل بكل ما أوتينا من جهد لكشف النظام وتعريته وتعبئة الشارع ضد سياسات النظام من أجل الوصول إلى الحل المطلوب وهو إسقاط النظام . ٭ كيف سيكون اسقاط النظام ؟ - بكل وسائل العمل السياسي السلمي الذي يستنهض الطاقات الشعبيه من أجل الاضطراب السياسي والعصيان المدني ٭ ما هو موقف الحزب من التحالف مع قوى المعارضة؟ نحن جزء أصيل من قوى الإجماع الوطني نناضل من أجل الأهداف التي توافقنا عليها في وثيقة البديل الديمقراطي والإعلان الدستوري .. ونناضل مع زملائنا من أجل الأهداف التي توافقنا عليها .. ٭ المعارضة دائماً تلجأ للمنابر الخارجية وتستعين بالأجنبي في حل القضايا الداخليه لماذا لاتكون لها منابر داخلية ؟ - نحن لدينا رأي واضح حول الاستعانه بالأجنبي ونعتقد أن الصراع السوداني يجب أن يتم حسمه في الداخل بالاستعانة بالمجتمع الدولي .. ينبغي أن نكون مع الأسرة الدولية في طرح القضايا السودانية بالقدر الذي يجعل القضية السودانية أمام الأسره الدوليه.. وهذا لايعني أننا نسمح بالتدخل الأجنبي في الشأن السياسي.. لأننا نعرف بأن مايسمى بالمجتمع الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة لديه مصالح تتقاطع مع مصالح المجتمع والمعارضة، لذلك يجب أن نفرق بين الإستعانة بقوى أجنبية في حل القضايا الداخلية وبين التعاون مع الأسرة الدولية ومنظمات التحرر الوطني العربية والأفريقية والدولية من أجل دعم قضايا الشعوب في الإستقلال والحرية . ٭ لماذا لم يوقع حزبكم مع بقية الأحزاب التي وقعت على نداء السودان ؟ - لدينا جملة من التحفظات الإجرائيه وتحفظات في محتوى ومضمون نداء السودان خاصه القرار 456 الصادر من مجلس الأمن والسلم الأفريقي.. وفي اعتقادنا إنه يمثل الوجه الحقيقي للمجتمع الدولي وتدخله في الشأن السوداني من خلال الضغط على أطراف الصراع السوداني بغرض ايجاد تسوية تبقي على النظام وتحافظ عليه وعلى سياسته، لذلك رفضنا نداء السودان لأنه يدفع بكل أطرافه نحو التسوية، ونحن متفقون مع قوى الإجماع الوطني بأن هدفنا هو إسقاط النظام، وهذا القرار يتعارض مع ما ندعو إليه ٭ ماهو تعليقك على موقف الحكومة من الصادق المهدي ؟ - الصادق كان جزءً من الحوار وعمل علي الضغط على الأحزاب بغرض دفعها للجلوس للحوار، وكان على قناعة بأن النظام صادق هذه المره حسب ما صرح به الكثير من قيادات حزب الأمة، لكن بعد الجلوس مع النظام واعتقال الصادق المهدي توصل إلى قناعة مفادها أن النظام غير جاد في قضية الحوار.. لذلك خرج من آلية الحوار وشارك بعد خروجه مع أطراف قوى المعارضة السودانية المدنية والمسلحة من أجل التوقيع على نداء السودان .. ولدى الصادق المهدي تحفظات على نداء السودان خاصه فيما يتعلق بعدم هيكله نداء السودان.. لذلك طرح من جديد رؤيه لحزب الأمه حول قوى المستقبل، وهو برنامج لجبهة معارضة جديدة وهيكله تتجاوز نداء السودان وقوى الإجماع الوطني.. ونعتقد أن هذه الرؤية من شأنها أن تعيد ترتيب أوراق التحالفات الموجودة في الساحة السياسيه وخاصة أن حزب الأمة رفض تسمية جبهة نداء السودان بقوى المعارضة.. وذكر بأنها قوى المستقبل ٭ هل توجد حوارات بين حزب الأمة والحكومة و هل ستفضي إلى حل ؟ - نعم توجد حوارات تدار مع الصادق المهدي قد تدفع حزب الأمه من جديد للدخول في الحوار بعد إيجاد الضمانات.. وهذا متروك للأيام القادمة التي تفصح عن حقيقة الحوارات التي تجري . ٭ ما علاقة حزبكم مع حزب الأمة؟ - علاقاتنا ايجابيه مع كافة الأحزاب السياسية المعارضة، نتفق ونختلف وعلى المستوى العام نلتقي جميعاً تحت سقف الوطن من أجل تحقيق التحول الديمقراطي والتداول السلمي للسلطة وتفكيك سلطة الفساد والاستبداد ٭ هناك حديث عن وجود خلاف داخل تحالف المعارضه ؟ - الخلافات موجودة وهذا أمر طبيعي يحدث بين وقت وآخر نسبة للتطورات السياسية في البلد.. وقد تكون هنالك خلافات في وجهات النظر ونستطيع تنظيمها وجعلها عامل صحة وليس عامل يخلق إشكاليه تقعد بالعمل السياسي في مواجهة النظام ٭ يوصف تحالف المعارضه بأنه غير مبادر.. وينصب عمله في الرد على المؤتمر الوطني.. وتبني المبادرات الخارجية؟ - هذا ليس عيباً في أن ينصب عملنا في الرد على المؤتمر الوطني وكشف سياسته وتعريته.. والمبادرة ليست يومية.. وإنما تأتي عبر أحداث في بعض المواقف.. ويقود قادة المعارضة العديد من المواجهات في الشارع ضد النظام.. وترتب نفسها للمواجهة الحاسمة من أجل تحقيق أهدافها من خلال انتفاضة شعبية ٭ لم نسمع منذ فتره بأي نشاط للمعارضة؟ - هناك الكثير من الأفعال الحقيقيه التي تجري في الشارع.. صحيح أنها تحتاج إلى تطوير.. لكن مايجري الآن من مواجهات شعبية تقودها المعارضة أو بعض التنظيمات المهنية أو القطاعات الشعبية ومنظمات المجتمع المدني من مخاطبات وبيانات وعصيانات وندوات.. كلها فعاليات سياسية رغم ضعفها.. لكن هي في الإتجاه الصحيح الذي يعمل على تعبئة الشارع ٭ برأيك ماهو دور المعارضه تجاه الشعب ؟ - نحن لسنا وكلاء للشعب السوداني ولانناضل بالإنابه عنه.. بل نحن جزء منه ولدينا إيمان بقضية محددة نطرح هذه القضية عليه، وبالتالي الشعب هو المعني بإحداث التغيير.. والمعارضة ليست مسؤولة بإحداث التغيير وحدها أو بالإنابه عنه.. ونقوم بدور كجزء من هذا الشعب مناط بنا القيام بمهام محددة.. باعتبار أن التنظيمات السياسية ومنظمات المجتمع المدني مهمتها كمنظمات طليعية أن تقوم بالمبادرات التي من شأنها أن تدفع بالشارع للمطالبة بحقهم . ٭ هل تعترف بأحزاب البعث الأخرى الموجودة ؟ - هي أحزاب موجوده حزب البعث العربي الاشتراكي الذي يترأسه التجاني مصطفى هو حزب لم تكن نشأته من ضمن حزب البعث في السودان.. وجاء منذ تكوينه كحزب لاعلاقه له بحزبنا .. وهناك بعض الأطراف التي انشقت من الحزب وكونت حزب بعث آخر ونأمل أن تعاد لحمة البعثيين الذين تركوا البعث بالعودة لحزبهم ٭ ماهي الأسباب لتركهم الحزب؟ - أسباب كثيرة سياسية وتنظيمية وذاتية.. ولكن نلتقي في الخلفية الفكرية والعقائدية والتنظيمية.. ونحن الآن أقرب إلى بعضنا أكثر من أي وقت مضى ٭ أين حزبكم في الساحة السياسية؟ - موجودون ونناضل مع كافة شعبنا في الأحياء والجامعات والقطاعات الخدمية، وفي كل المفاصل الحيوية التي يتواجد فيها شعبنا.. وصحيح أننا نأمل بأن نزيد من وتائر العمل السياسي لحزبنا.. وفي الأيام القليلة القادمة سنعيد الإعتبار للفعاليات التي بادر بها الحزب في الفترة السابقة، والتي خلقت تواصلاً ايجابياً كبيراً.. وندير حملة مواصلة الحوار مع الشعب بدلاً من الحوار مع النظام ٭ تعليقك على الدعوة التي تقدم بها ثامبو أمبيكي لقوى نداء السودان؟ - ما أود أن أقوله أن أمبيكي سمسار فاشل لايمثل إلا الموقف الأمبيكي الداعي إلى التسوية مع النظام.. وبعد زيارته الفاشلة للسودان أراد من جديد أن يديرالحوار بين المكونات السودانية وفق القرار( 456) وأمبيكي فشل في العديد من الملفات السودانية التي تولاها في القضية السودانية وعلى رأسها ملف الحوار.. ويسترزق من وراء هذه المهمات.. وقد طرد من حزبه حزب المؤتمر الأفريقي نتيجة الفساد الذي مارسه وكشفته قيادة حزبه ما الذي يدفعنا أن نلبي طلبات أمبيكي لاستدعاء المعارضه من وقت لآخر للحوار مرة في باريس وأخرى بلندن فملف المعارضة أصبح يتداول بين كثير من الدول.. آن الأوان لأن يصبح الملف السوداني هو ملف السودان وحده .