طوت ولاية جنوب دارفور صفحة النزاع بين الفلاتة والسلامات بتوقيع اتفاق الصلح النهائي بين الطرفين، لينهي الصراع الذي أرق الولاية كثيراً وأهلك الحرث والنسل، حيث حل عيد الفداء برداً وسلاماً على مجتمع الولاية بالجهود التي قامت بها الإدارات الأهلية ولجان أمن المحليات بالقطاع الجنوبي وقد أفلحت في احتواء الأزمة وتكللت جهودهم بنجاح مؤتمر الصلح الذي امتد لأربعة أيام في محلية برام التي تبعد 155 كيلو متراً جنوبنيالا وصدق رسول الله «صلى الله عليه وسلم» حين قال «الخير فيّ وفي أمتي إلى أن تقوم الساعة»، ومصداقاً لقوله تعالى «... والصلح خير»، ومن هذا المنطلق والمباديء الدينية قاد هؤلاء الحكماء مبادرة الصلح متوكلين على الله واحتكام أطراف النزاع إلى صوت العقل والحكمة ولعن الشيطان في معالجة الأزمة بتجاوز مرارات الماضي والتسامي فوق الجراحات والصغائر حتى تمكنوا من الوصول إلى اتفاق سيسهم في تحقيق استقرار وسلام اجتماعي وتعايش سلمي بين مكونات المجتمع بالمحليات الجنوبية للولاية. ٭ العهود والمواثيق وأشار أحمد الغالي أحمد ممثل الإدارة الأهلية لقبيلة الهبانية راعية الصلح، إلى أن المنطقة قد ودعت النزاعات بتوقيع الصلح خاصة مناطق التومات، النضيف ودمسو، ودعا الطرفين إلى الالتزام بالعهد والميثاق الذي وقعوه كما سبق ذلك في وقف العدائيات، ولفت إلى ضرورة التراضي بما تم الاتفاق عليه، وتابع «ما كل من يصالح يجد ما يريد» من أجل استقرار المنطقة والمواطنين حتى يعم السلام الاجتماعي، وقال الغالي إن التنمية تأخرت في المحليات الجنوبية بسبب المشاكل، مشيراً إلى أن مسؤولاً كبيراً في المركز وعدهم بتنمية المنطقة خاصة طريق نيالابرام والكهرباء ومستشفى برام بيد أنها لم ترَ النور، مطالباً بتعميم تجربة محلية السنطة الأمنية في قبض المجرمين والمتفلتين. ً٭ نقص الخدمات وقال معتمد محلية برام حماد الحسين إن لجان أمن المحليات بالقطاع الجنوبي والإدارات الأهلية تحركت وتواثقت على تحقيق التعايش السلمي والاستقرار في المنطقة، لافتاً إلى أن القطاع الجنوبي لم يشهد تنمية منذ فترة طويلة بسبب الحروبات وهو الآن في أشد الحاجة إلى خدمات التعليم والصحة والمياه، مبيناً أن القطاع الجنوبي يعاني من مشكلة أساسية وهي عدم وجود مصادر المياه ولم تحظَ المنطقة بمشاريع حصاد المياه فضلاً عن عدم وجود طرق سالكة تربطها بنيالا فتنقطع في فصل الخريف، خاصة وأنها تشكل أكبر مناطق إنتاج في الولاية. ٭ ضعف التنمية ومشاكل الطرق ودعا الحسين لإعطاء طريق نيالا، بلبل، السلام، قريضة، السنطة وبرام أهمية خاصة وأن الطرق أجريت لها دراسات في السابق بجانب أن الثروة الحيوانية بحاجة إلى مراكز تطعيم متجولة لجهة أن معظمها يهاجر إلى دولة جنوب السودان في فصل الصيف وعرضة لكثير من الأمراض، وطالب الحسين بقيام مشروعات الكهرباء ومياه المدن في رئاسة المحليات، وتابع «المحلية فيها مولد واحد وفي بيت المعتمد فقط»، وأشار إلى وجود مشكلة في سجن برام فهو بحاجة إلى توسعة، وأضاف أن الحراسات ضيقة ولا تسع المجرمين وغير صحية، ودعا المواطنين إلى نبذ القبلية والجهوية والعمل على تحقيق التعايش السلمي، ممتدحاًًًًًًًًًًًًً دور الأجاويد ولجان أمن المحليات واللواء (64) مشاة التي قضت أربعة أيام حتى أفلحت في الوصول إلى اتفاق الصلح واحتواء الأزمة في وقت وجيز. ٭ قرارت وثيقة الصلح وأبان رئيس لجنة الأجاويد الهادي علي مرسيل الهادي في البيان الختامي وقرارات وثيقة الصلح، أن تفاصيل الديات والتعويضات والخسائر تم وفقاً للآتي: دية الرجل (10) آلاف جنيه، المرأة (5) آلاف جنيه، الجريح (2) ألف. الخسارات: البقرة (1500) جنيه، الضأن (500)جنيه، الماعز (300) جنيه، الجمل (3) آلاف جنيه، الحصان (2500) جنيه، الحمار السريع (2) ألف، المنزل (3) آلاف والكارو (1000) جنيه، وأشار الهادي إلى أن المؤتمر قرر تكوين لجنة من (5) أفراد من الأجاويد والطرفين حفاظاً على حقوق المواطنين لمتابعة البلاغات في قرية سكرة وإدراجها في المؤتمر، بجانب عودة المكونات الاجتماعية التي تأثرت بالأوضاع الأمنية وعودة وحدة النضيف الإدارية بالإضافة إلى تكوين آلية لتنفيذ مقررات المؤتمر تشمل الأجهزة الأمنية والعدلية لضمان الصلح وفتح الطرق وبسط هيبة الدولة وقبض المتفلتين وإعطاء أولوية للتنمية في المحليات الجنوبية. ٭ بسط هيبة الدولة ونوه عضو المجلس الوطني عن دائرة شركيلا بمحلية تلس خالد علي هارون إلى أن وفدهم جاء من المركز إلى الولاية بخصوص حل الصراع الدائر بين قبيلتي الفلاتة والسلامات ووصلوا إلى مناطق الأحداث، مؤكداً أن جهودهم مع إدارة قبيلة الهبانية أفلحت في توقيع اتفاق الصلح النهائي، مبيناً أن الصلح تم برضا تام من الطرفين، مطالباً بتنفيذ قرارات الصلح والعمل على تنمية القطاع الجنوبي خاصة مشاريع المياه، مشدداً على ضرورة بسط هيبة الدولة وملاحقة المتفلتين. ٭ متفلتون وتجار سلاح وأكد والي جنوب دار فور المهندس آدم الفكي محمد في ختام مؤتمر الصلح أن التنمية لا تتحقق إلا بالاستقرار والأمن، منوهاً إلى كثرة أعداء السلام ووجود متفلتين وتجار سلاح لا يرغبون في تحقيق الصلح بين الطرفين واستقرار المنطقة، ووعد الفكي بتشكيل قوة ضاربة من القوات النظامية عقب فصل الخريف لتجوب كل محليات القطاع الجنوبي للقبض على المتفلتين وترحيلهم إلى بورتسودان، وتابع «أخذ الحقوق بالأيدي يجلب الفوضى ولا بد من الاحتكام للقانون»، لافتاً إلى أن أمن المواطنين وبسط هيبة الدولة من اهتمامات حكومته ولن يفرط فيها. ووصف الفكي تجربة الصلح بالفريدة في تحقيق السلام الاجتماعي بالقطاع الجنوبي، مطالباً معتمدي المحليات بتشكيل لجان لتحديد احتياجات المحليات الست من الخدمات الأساسية وخصص (6) مليارات جنيه لمحليات القطاع الجنوبي بواقع مليار جنيه لكل محلية للبدء في التنمية. ٭ موت الولد ولا خراب البلد ودعا الفكي المواطنين في تلك المناطق بالحفاظ على الوحدة والسلام وتابع «إذا حصل استقرار كل الأموال التي تنفق للأمن ستذهب للتنمية»، وتابع «موت الولد ولا خراب البلد اتحدوا السودان محاصر ويمكن يجي تمرد عشان كده تعالوا واعملوا للسلام وابقوا موحدين من أجل تقدم البلد ونعالج مشاكل الصحة والتعليم والتنمية»، بالإضافة إلى مشاكل الطرق في القطاع الجنوبي التي شكا منها المواطنون ووعد بتوفير (500) جرار للزراعة في العام المقبل، داعياً المواطنين إلى تنظيم أنفسهم في جمعيات زراعية ومواكبة التقانة الزراعية، وقال الفكي إن مؤتمر الصلح نعمة كبيرة حلّ برداً وسلاماً على مجتمع جنوب دارفور في أيام التشريق وعيد الفداء، وأضاف «جئنا برام وناس كتار بتصلوا عليّ ما تذهب الصلح ما بتم لكنه تم»، مؤكداً أن الولاية وصلت مرحلة السلام بهذا الصلح إلا أنها بحاجة إلى الوحدة والسلام بعد أن انتهى التمرد في الولاية بنسبة «95%» ولا يوجد معسكر الآن داخل الولاية آخرها في قوز دنقو حيث ذهب التمرد إلى دولة جنوب السودان وليبيا، ولفت إلى أن الولاية شهدت استقراراً كبيراً بفضل جهود لجنة الأمن والقوات النظامية، وتابع «قطعنا شوط كبير في المسألة الأمنية»، ووعد الوالي بمناقشة أمر طريق نيالابرام مع الرئاسة في المركز، مشيراً إلى أن طرق المحليات فيها ظلم أقلها تكون ردمية، متعهداً برد السلام بالتنمية لأهالي المنطقة.