الخزطوم : م/عمر البكري ابو حراز : هذا المقال يوضح أن هناك أيدٍ خفية تسعى لتحقيق هدف واحد هو تكوين حكومة واحدة تدير العالم. مرجعية المقال تعود إلى كتاب أحجار على رقعة الشطرنج للكاتب الأمريكي وليام قاي كار الذي انضم إلى البحرية الأمريكية مع بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914م وتوفي في ظروف غامضة عام 1959م في كندا، وولد عام 1895م، يقول الكاتب إن الأيدي الخفية بدأت العام 1776م بتنظيم النورانيين الذي أسسه المفكر الألماني آدم وايزهاوبت، ويقول إن كلمة النورانيين تعبير شيطاني يعني حملة النور، وايزهاوبت كان هدفه تكوين حكومة عالمية تدير العالم تتكون من ذوي القدرات الفكرية الكبرى ممن يتم البرهان على تفوقهم العقلي ، ولما كانت فرنساوإنجلترا أعظم قوتين في العالم في تلك الفترة، أصدر وايزهاوبت أوامره إلى جماعة النورانيين لكي يثيروا الحروب الاستعمارية لأجل إنهاك بريطانيا وإمبراطوريتها، وينظموا ثورة كبرى لإنهاك فرنسا، لم يسمح بدخول المذهب النوراني إلا للماسونيين الذين برهنوا على ميلهم للأممية وأظهروا بسلوكهم بعداً عن الله والأديان. والماسونية تنظيم بدأ قبل النورانية في حوالي عام 1400، والماسونيون كانوا عمالاً حرفيين خاصة في المباني، وعامل البناء في الإنجليزية يسمى Mason، بدأت فكرة الماسونية بتنظيم هؤلاء الحرفيين لعلاقاتهم بالحكومات والمواطنين فيما يتعلق بأجورهم وأتعابهم وضرائبهم للحكومات، تطورت الماسونية إلى جمعية عالمية سرية تعمل نحو الأممية وأول محفل ماسوني كبير تم إنشاؤه في لندن عام 1717م وشعار الماسونية الزاوية و«البرجل»، وأصبحت الماسونية جزءاً مهماً في تنظيم النورانيين، بل أصبحت القوة الدافعة. قامت الماسونية بوضع مخطط لتنظيم ثلاث حركات عالمية هي الشيوعية والنازية والصهيونية حتى يمكن استخدامها لإثارة ثلاث حروب عالمية. تم تأسيس الشيوعية الحديثة عام 1773م من قبل سادة المال «بارونات المال» العالميين، واستعملوها منذئذ لإقامة دولة إلحادية العقيدة تقوم على الدكتاتورية الشاملة، وكان كارل ماركس (1883-1818) ألمانياً من أصل يهودي، وفي عام 1848م نشر ماركس البيان الشيوعي من لندن، أما كارل ريتر (1879-1859)م وهو ألماني أيضاً جاء بنظرية معاكسة للبيان الشيوعي ووضع مخططاً أعلن فيه أن باستطاعة العرق الآري أن يسيطر على أوربا ثم العالم أجمع، وقد تبنى عدد من الزعماء الآريين الملحدين مخطط ريتر فأسسوا النازية لتحقيق هدف السيطرة على العالم وتحويله إلى دولة إلحادية تخضع لدكتاتوريتهم الشاملة، واكتملت القناعة لدى كارل ريتر بعد دراساته التاريخية بأن حفنة من كبار الماليين العالميين الذين لا يدينون بالولاء لأي بلد ولكنهم يتدخلون في قضايا جميع البلدان، أسسوا عام 1773م ماسونية الشرق الأكبر الحرة بغرض استخدام حركة الثورة العالمية لتحقيق مطامحهم السرية، وقد أعلن ريتر أن معظم هؤلاء الماليين العالميين إن لم يكونوا كلهم من اليهود أو من أصل يهودي، وكانت مخططات ريتر متمثلة في: إخضاع جميع الأقطار الأوربية لسيطرة ألمانيا على أساس أن الجنس الآري الألماني هو سيد الشعوب ضد دعايات الماليين العالميين بأن الجنس السامي هو شعب الله المختار وهو الذي اختارته العناية الإلهية ليرث الأرض، وهكذا انقسم الملايين من البشر إلى معسكرين متجابهين، ثم أوصى ريتر بتحجيم الماليين العالميين وإزالة أثرهم من اقتصاديات ألمانيا مثلما سيطروا على اقتصاد إنجلتراوفرنساوأمريكا، ثم أوصى أخيراً بتدمير الشيوعية تدميراً كاملاً واستئصال كامل للعرق اليهودي عن بكرة أبيه لكي يتمكن الزعماء الآريون من السيطرة على العالم. الحركة الصهيونية قامت في أواخر القرن التاسع عشر في وسط وشرق أوروبا ومؤسسها ثيودور هيرتزل وكانت تدعو إلى إعادة اليهود إلى أرض الميعاد، وكان مخطط النورانيين ومعهم الماسونيين من ستة أضلاع: إلغاء كل الحكومات الوطنية، إلغاء مبدأ الإرث، إلغاء الملكية الخاصة، إلغاء الشعور الوطني، إلغاء فكرة الحياة العائلية هي الخلية التي تبنى حولها الحضارات ثم إلغاء كل الأديان الموجودة لمحاولة إحلال العقيدة الشيطانية ذات الطابع المطلق في الحكم وفرضها على البشرية. بعد تكوين هذه التنظيمات الثلاثة المتعارضة: الشيوعية والنازية والصهيونية تم استخدامها لإثارة الحربين العالميتين الأولى والثانية وسوف يتم استخدامها في الحرب العالمية الثالثة. كان الهدف من الحرب العالمية الأولى «1918 -1914»م هو إتاحة المجال للنورانيين للإطاحة بحكم القياصرة في روسيا وجعل تلك المنطقة معقلاً للحركة الشيوعية الإلحادية وتم التمهيد لهذه الحرب باستغلال الخلافات بين الإمبراطوريتين البريطانية والألمانية التي ولدها في الأصل عملاء النورانيين في هاتين الدولتين، وجاء بعد انتهاء الحرب بناء الشيوعية كمذهب واستخدامها لتدمير الحكومات الأخرى وإضعاف الأديان. أما الحرب العالمية الثانية «1945- 1939»، فقد مهدت لها الخلافات بين الحركة الفاشستية «الاشتراكية الوطنية»، والحركة الصهيونية السياسية، وكان المخطط المرسوم لهذه الحرب أن تنتهي بتدمير النازية وازدياد سلطان الصهيونية السياسية حتى تتمكن أخيراً من إقامة دولة إسرائيل في فلسطين، وقد تم ذلك عام 1948م، كما كان من الأهداف تدعيم الشيوعية حتى تصل بقوتها إلى مرحلة تعادل فيها مجموع قوى العالم المسيحي ثم إيقافها عند هذا الحد ليبدأ العمل في تنفيذ المرحلة التالية وهي التمهيد للكارثة الإنسانية النهائية. أما الحرب العالمية الثالثة فقد قضى مخططها أن تنشب نتيجة للنزاع الذي يثيره النورانيون بين الصهيونية السياسية وبين قادة العالم الإسلامي وبأن توجه هذه الحرب وتدار بحيث يقوم الإسلام والصهيونية بتدمير بعضهما البعض وفي ذات الوقت تقوم الشعوب الأخرى بقتال بعضها البعض كما يحدث الآن على سبيل المثال في الشرق الأوسط وأفريقيا الغربية، تتقاتل هذه الشعوب حتى تصل إلى حالة من الإعياء المطلق الجسماني والعقلي والروحي والاقتصادي. ستكون هذه الحرب العالمية الثالثة في منطقة الشرق الأوسط وبدأت مؤشراتها في تدمير العراق بافتعال سبب غير موجود وهو احتفاظ صدام حسين بأسلحة دمار شامل، ثم واصلت الأيدي الخفية بتدمير ليبيا بعد أن تركت القذافي يقتل أكثر من مائتي ألف ليبي، ثم توجهت إلى سوريا ودمرتها في حرب جهنمية حتى اليوم وكذلك اليمن، إذ نجحت الأيدي الخفية في جر السعودية المحافظة ومتحفظة تاريخياً في أول حرب لها حقيقية منذ تأسيس المملكة، كل ذلك يتم مقروءاً مع تصريحات رئيس المخابرات الأمريكي الأسبق عام 2006م عندما قال: «سوف ندعهم - يقصد الدول الإسلامية- يقتلون بعضهم البعض لنأتي بعد ذلك لنحدد لهم الإسلام الذي نريد وسوف ننتصر».. ثم حديث كيسنجر الخطير مؤخراً عندما قال: «إن ما يجري الآن في الشرق الأوسط والعالم هو تمهيد للحرب العالمية الثالثة التي يكون طرفاها روسيا والصين من جهة، والولايات المتحدةالأمريكية من جهة أخرى، حرب ستكون شديدة القسوة ويجب أن تنتصر فيها أمريكا». إن الدول الأوربية استشعرت الخطر الروسي الصيني وقامت بتوحيد نفسها، لأن هاتين الدولتين أصبحت لهما هيبة يجب زوالها ومعهما إيران التي يجب تدميرها حماية لإسرائيل، أمريكا لتحقيق هذا الهدف طلبت من عسكرييها وسياسييها احتلال سبع دول شرق أوسطية واستغلال ثرواتها النفطية، لأن السيطرة على البترول هي السيطرة على الدول، والسيطرة على الغذاء هي السيطرة على الشعوب، عليه يجب إزالة روسيا والصين في حرب عالمية ثالثة ومن ركام الحرب سيتم بناء قوى عظمى وحيدة صلبة هي الحكومة العالمية. لا تنسوا أن أمريكا تملك أكبر ترسانة عسكرية لا أحد يعلم حجمها حتى الآن».. انتهى.. وهذا يكشف سر سيطرة أمريكا على الدول النفطية للسيطرة عليها ومغازلة السودان والتوغل في مجتمعاته خاصة الدينية الصوفية لتحقيق الهدف الثاني وهو السيطرة على الغذاء حتى تتمكن من السيطرة على الشعوب. والله الموفق،،،