بدأ رئيس حزب الامة الوطني عبد الله مسار (شفقاناً) – الشفقة تطير- أمس وهو يطالب بفرصته ، في الجلسة الاولي لإنطلاقة الحوار الوطني ، وكان رئيس الجلسة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير قد وزع عشرات الفرص لقيادات الاحزاب وأخرج كثير منهم هواءً ساخناً. وقال لمسار هناك فرص في الجلسة الثانية لكن مسار تحدث مرة أخري وتعامل معه البشير هذة المرة بحزم وقوة شديدتين ، وهو يرفع ورقة كان يتلو من خلالها أسماء أصحاب الفرصة في الحديث وقال بوضوح " ياعبد الله أنا إستلمت الورقة دي من سكرتارية المؤتمر ومابغير فيها عشانك أو عشان أي زول ". كثيرون علقوا علي الحادثة عندما خرجوا لتأدية صلاة الظهر وفي تقديري أن إعلان الرئيس إلتزامه بموجهات سكرتارية المؤتمر دليل علي ماسبق ان أعلنه البشير بإلتزامه بكل مخرجات مؤتمر الحوار حتى وإن نادى بإنتخابات مبكرة – كما قالت قيادات بالوطني. حدد المؤتمر خطة العامة وتعهد البشير بالمضي فيه وبرز ذلك في حادثة – مسار – وهي اولي البشريات الخفية للمؤتمر الذي شهد حضوراً مقدراً أضفي علي المؤتمر طابعاً المقبولية – ولنقف عند هذا الوصف – ولا نقول النجاح فمازال المشوار طويلاً لثلاث أشهر قادمات. كان لافتاً في جلسات أمس ان كثيرين قالوا حديثاً لم يكن متوقعاً أن تسمعه الحكومة والحزب الحاكم –بل ان بعض المتحدثين كادوا أن يوصموا أسماءً بعينها بالفساد. من علامات الشفافية في الحوار والذي لم يعد (سراباً) أنه كان علي الهواء مباشرة ونقل علي ثلاث قنوات وسمع الجميع مادار ومطالبات البعض بحسم المفسدين وضربهم بيد من حديد ، وإتاحة الحريات وحديث ممتع عن حالة الغلاء التي ضربت الاسواق وتحسر البعض علي الاوضاع بدارفور. إستمع الرئيس لكل الاحاديث المغاضبة والساخنة والناقدة وهي دلالة علي أن الامر لم يكن (مطبوخاً) ، ولم يجر ترتيباً مسبقاً خلف الكواليس بدليل ان الامين السياسي للمؤتمر الوطني حامد ممتاز كان يدون كثير من حديث قيادات الاحزاب . تحدثت قيادات حزبية عن خلايا نائمة في الشرق وتهميش في بعض المناطق وتردي في الخدمة المدنية وغيرها من القضايا التي تتحدث عنها المجالس وكان الرئيس يستمع بكل هدوء ، بل ويشكر كل متحدث. لو مضي الحوار بذات ماشهدناه أمس من الممكن جداً ان يحدث تحول في السياسة السودانية ، رغم ضيق المدة الممنوحة لكل متحدث ، لكن بكل حال وصلت الفكرة وعبر كل منهم عن رأيه. لفت إنتباهي أن شخصيات غير سياسية مثل الممثل علي مهدي والاديب عمر قدور والتشكيلي راشد دياب قالوا حديثاً مهما ولفتوا الإنتباه أن المشكل ليس سياسياً فحسب وان الحوار ليس لأهل السياسة فحسب وإنما هو حوار للناس كل الناس كما دعا البشير في يناير من العام الماضي. ذات الصبر والهدوء الذي سيطر علي الرئيس أمس من المهم جداً أن يتجسد في (جهات) وشخصيات بالحزب الحاكم لها رأي (خفي) في الحوار من خلال كثير من قرائن الاحوال ولكن سيخيب فألهم.