بعد أن تم الإعلان عن حضور رئيس حركة تحرير السودان قيادة الوحدة عبدالله يحيى مع الرئيس التشادي إدريس ديبي للمشاركة في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر الحوار الوطني، تخلف يحيى عن الحضور بينما حضر أبوالقاسم إمام رئيس حركة تحرير السودان الثورة الثانية، والطاهر حجر رئيس حركة جيش التحرير للعدالة، الأمر الذي دفع الكثيرين للتساؤل عن الأسباب التي قادت إلى ذلك خاصة وأن رئيس حركة الوحدة اجتمع مع ديبي في هذا الخصوص.. آخر لحظة وفي إطار متابعتها لملف الحوار الوطني، أجرت اتصالاً هاتفياً مع عبدالله يحيى واستفسرته عن دواعي عدم الحضور وتصوره للحوار الوطني، بالإضافة إلى موقفه مما يجري من عملية سلمية فأجاب بكل أريحية على الاستفسارات. ٭ أشيع قبل انطلاقة الحوار أنك ستأتي للخرطوم برفقة الرئيس التشادي وأبوالقاسم إمام والطاهر حجر، ما الذي دفعك لعدم المجيء؟ - نحن وصلنا العاصمة التشادية إنجمينا بدعوة كريمة من الرئيس ديبي، قابلناه وتحاورنا معه حول الأوضاع خاصة لسلام في دارفور وكيفية جلب السلام للإقليم، وتطرقنا لمسائل كثيرة جداً بشأن الحل السلمي، ثم نحن تكلمنا عن الدعوة المقدمة من الرئيس عمر البشير للذهاب إلى الخرطوم والمشاركة في الحوار المنعقد هناك، نحن صحيح اجتمعنا ثلاثة فصائل، حركة تحرير السودان الثورة الثانية بقيادة أبوالقاسم إمام، وجيش التحرير للعدالة بقيادة الطاهر حجر، بجانب حركتنا، وتسلمنا الدعوة للحوار، نحن في حركة الوحدة اعتذرنا عن ذلك، وسبب اعتذارنا أننا لا نصدق جدية النظام في ذلك وما يجري لا يدل على وجود قدر من الجدية. ٭ ما هي اشتراطاتكم للمشاركة في الحوار الوطني؟ - أي حوار قبل أن يبدأ هنالك شروط لا بد من توفرها، وقف إطلاق النار الشامل، إطلاق سراح السجناء السياسيين وإلغاء المواد القانونية المقيدة للحريات الصحفية وفتح الطريق أمام المساعدات الإنسانية للمحتاجين، هذه كلها إذا لم توفر من الصعب أن يكون هنالك حوار. ٭ الرئيس البشير في خطابه أوقف إطلاق النار وأطلق الحريات أليس هذا ما تطالبون به؟ - نرى أن الحكومة غير جاد في الحل السلمي للقضايا في السودان، وفي الحوار هذا لم نشرك في الآليات أو اللجان، فماذا يريدون منا، هل الحضور والمشاركة بالتصفيق ثم الانصراف، أم ماذا. ٭ إذا أوفى النظام بما تطالبون به وأثبت الجدية، هل ستشاركون؟ - نحن نراقب نتائج الجولة الأولى من الحوار الجاري في الخرطوم من بعيد للتأكد من جدية النظام، إذا النظام جاد سنشارك في الجولات القادمة إذا كانت هنالك جولات، والحوار إذا كان جاداً فلن ينتهي في جولة واحدة. سمعت أن البشير أعلن وقف إطلاق النار وأطلق الحريات السياسية والإعلامية ويقال لا يوجد سجين سياسي. ٭ ما تقييمك لما أعلنه الرئيس من تعهدات وضمانات للذين يريدون المشاركة؟ - هناك حديث من النظام لكن ليست هناك جدية. ٭ ما هو موقفكم من السلام؟ - إذا كان النظام جاداً نحن ليست لدينا مشكلة لكنه إذا لم يجد فإننا سنتمسك بموقفنا في الحركة، نؤكد رغبتنا الأكيدة في السلام وفي أي وقت حتى بعيداً عن الحوار الجاري فلسفتنا السلام الشامل لكل الناس، وفي دارفور خاصة قيادة الوحدة لم تكن جزءاً من الجبهة الثورية. ٭ ما السبب؟ - الجبهة الثورية حاولنا أن نكون جزءاً منها لكن أصبحت المسألة طويلة، وكلنا مناضلون، والجبهة الثورية في اعتقادنا مؤسسة خاصة ليست مثل كل المؤسسات لذلك لم نبحث معهم كثيراً، مستمرون في نضالنا مع بقية الرفاق المناضلين لتحقيق هدفنا ولسنا متمسكين بالجبهة الثورية كثيراً. ٭ هل لديكم تنسيق معهم؟ - علاقتنا مستمرة مع كل المعارضين للنظام في الخرطوم ونحن كثوار ليس هناك خلاف بيننا. ٭ ما المطلوب؟ - نريد جدية التزام، وفي رأينا أن أهم شيء وقف إطلاق النار وإلغاء القوانين المقيدة للحريات. ٭ الحركات ستذهب إلى أديس بدعوة من الوسيط الأفريقي، أين موقعكم من هذه الدعوات؟ - أي منبر يفضي لحل المشكلة في السودان نحن مستعدون نشارك فيه ونمشي لنقول رأينا ولا نرفضه ولم يحدث أن قاطعنا مؤتمراً. ٭ يعني ذلك أنكم ستكونون جزءاً من اللقاء؟ - نعم إذا قدمت لنا الدعوة سنكون جزءاً من اللقاء الآن. ٭ هل دور الحكومة التشادية انتهى بعد رفضكم المجيء مع ديبي أم سيتواصل؟ - قناعتنا أننا لفينا العالم كثيراً ومررنا بمنابر كثيرة ووجدنا المنبر الوحيد الذي نثبت فيه هو التشادي، لأن دولة تشاد ملمة بما يجري في السودان وخاصة دارفور بضمانة إدريس ديبي ممكن يساعدنا في هذه القضية. ٭ رسالتك للشعب السوداني؟ - رسالتي للشعب أن الجري وراء حزب واحد والجبهة الإسلامية كفاية مع احترامي لكل الناس، على الأقل مطلوب نلتف حول قضية السودان القومية وليس قضية أحزاب أو أشخاص، كلنا نلغي الخلافات وأبونا وأمنا وقبيلتنا تكون هي السودان، لكي نفوت الفرصة على الخلافات التي أوجدها النظام الإسلامي ونمضي لمستقبل بلدنا وأبنائنا. ٭ أنتم كحركة تعملون وحدكم أم لكم تنسيق ووحدة مع حركات أخرى؟ - نحن كونا تجمع قوى تحرير السودان وعلى اتصال مع بقية الحركات ونرى ضرورة وحدة كل الفصائل مهما كان الثمن ومؤمنون بالوحدة. ٭ من الذين يضمهم تجمع قوى تحرير السودان؟ - نحن وحركة تحرير السودان الثورة الثانية وجيش التحرير للعدالة. ٭ هل لديكم تفاوض مع الحكومة بشأن دارفور أم أنكم أكتفيتم بالحوار الوطني الشامل؟ - مسألة المشاركة في الحوار مختلفة وهذه قضايا قومية، نحن كفصائل عندنا لقاءات مع النظام مستمرون في التفاوض بعيداً عن الحوار العام لمناقشة كل قضايا السودان لكن كحركات نتحاور لمناقشة قضايا خاصة بمناطقنا. ٭ الحكومة أعلنت وقف إطلاق النار، هل أنتم ستلتزمون به؟ - سنلتزم بوقف إطلاق النار إذا التزمت به الحكومة.