تتناقل الأوساط المختلفة هذه الأيام خبراً يقول إن قناة النيل الأزرق الفضائية بصدد الاستغناء عن خدمات عدد من المذيعات، ويجد هذا الخبر حظاً كبيراً واهتماماً متعاظماً في معظم الوسائط والمنتديات، حتى فاق في انتشاره «خبر الشوم»، وأشار الخبر إلى أن قائمة المستغنى عنهن تضم أسماء كبيرة ولامعة. ما أريد قوله إن خبر استغناء «النيل الأزق» أو غيرها من الفضائيات عن مذيعة أو قائمة مذيعات، هو خبر أكثر من عادٍ، ولا يستحق كل هذه الضجة وأن «يتناقلو الحروم» وغير «الحروم»، ولا توجد في معظم قنواتنا أسماء كبيرة أو لامعة تستحق أن تجد كل هذا الاهتمام، فتألق المذيعة أو بالأصح «لمعان نجمها» لا يكون عبر «البدرة والبودكير والمانكير» وغيرها من أدوات التجميل، وهذا بالطبع حال الكثير من المذيعات اللائي يعطين الاهتمام لمظهرهن أكثر ما يعطين للمعرفة وتطوير مقدراتهن، لذلك ليس بغريب أن يظهرن كطيور الزينة التي تلفت الأنظار ولكنها لا تغرد، أو كزهور البلاستيك التي تسر الناظرين ولكنها بلا عبير. هذا الوصف للأسف الشديد ينطبق على كثير من المذيعات بقناة النيل الأزرق وغيرها من قنوات فضائية سودانية، مذيعات يستغرب المشاهد وهو يرى أمامه لوحة عشوائية الألوان، فللوجه لونه ولليدين لونهما، والمذيعة الواحدة كل يوم بعدسات عيون جديدة، والاستثناء قلة استطاعت أن تلفت الأنظار بحسن مظهرها ووعيها وثقافتها العالية وحضورها التلفزيوني. لذلك نرى أن قرار استغناء قناة السودانيين الأولى عن بعض مذيعاتها هو قرار صائب وإن جاء متأخراً جداً، لأن أخطاءهن في الفترة الأخيرة أصبحت بالجملة وأصبحت مهدداً لعرش القناة الذي تتربع عليه منذ سنوات طويلة، ولأن من المفترض في أي مذيع أو مذيعة ينتمي لهذه المؤسسة الإعلامية العملاقة أو غيرها من مؤسسات إعلامية أن يكون بمواصفات محددة يأتي الشكل في آخرها وليس أولها، وأقولها صراحة إن كثيراً من مذيعات «النيل الأزرق» لا يمتلكن من مقومات المذيعة غير الوجه الجميل وموهبة الغباء، هذا إذا كان الغباء موهبة كما قال الشاعر المرحوم أبو آمنة حامد. خلاصة الشوف: قناة النيل الأزرق تحتاج إلى غربلة حقيقية وإلي عملية إسناد سريعة بمذيعين ومذيعات لهم القدرة على تغيير الصورة التي رسمتها مذيعات «رمضان فات»، وأظن أن إدارة القناة بقيادة الجنرال قادرة على تقديم وجوه «جوهر ومخبر».