(العيد الجاب الناس لينا ما جابك)، (جانا العيد وإنت بعيد وجونا الناس يباركوا العيد).. عذراً إذا استعرنا هذين البيتين من الفنانين الكبيرين الأستاذ ود الأمين والنور الجيلاني، لأن هذين البيتين هما لسان حال كثير من أهلنا الغلابة وهم عاجزون عن شراء (خروف العيد) وحالهم يغني عن سؤالهم... والحسرة تغطي وجوهم وهم عاجزون عن إجابة أطفالهم حين يسألونهم ( أين خروف العيد).. و(ناس صاحبي فلان جابو خروفهم ).. فلا يجدون من الآباء غير الصمت والتفكير والسرحان والله يفرج الكرب.. والله غالب. وأنت في كل شارع أو سوق أو حي تجد الخرفان بكثرة تطمئن لها القلوب ... ولكن !! لن نقول إن العيد جاء (بعد صرف المرتبات).. والحالة الصعبة.. لكن نقول إن أسعار الخراف أصبحت فوق طاقة البشرية السودانية جمعاء.. والأسباب في هذا الارتفاع كثيرة لا نريد أن نخوض فيها. يا ترى ما هو حال الخراف وماذا تقول عن هذا الارتفاع العالي.. هل يا ترى في صمت الخراف كلام.. وهل هي تحس بمعاناة البشرية.. وهل لها رأي في هذا الارتفاع الحاصل في أسعارها.. إن الحيوانات فيها الأليفة وغير الأليفة.. ومعروف أن الخراف من الحيوانات الأليفة.. وبالطبع إن كان لها صوت في هذه الدنيا.. كانت ستقف مع المواطن الغلبان.. وكانت ستحتج على هذا الغلاء الفاحش في أسعارها والذي جعل الناس يحلمون بها وهم (صاحين).. أي يعني (أحلام اليقظة).. العيد فرحة فلا تقتلوا الفرحة في نفوس الناس.. لم يتبقَ لنا في هذه الدنيا سوى اصطناع الفرحة فدعوها لنا.. وكما قال الفنان محمود عبد العزيز : وجهك البلور زي بنات الحور أنا ما عيان جيبو لي(خروف).. وعذراً لتحويل الأغنية.