يهل علينا يوم الأحد القادم عيد الفداء أعاده الله على الجميع بالخير والبركات. والعيد لمة أهل وحبان وجيران.. وقد بدأت التجهيزات.. وبدأت علامات العيد في الطرقات والخرفان في الطرقات والأسعار في السماء ولذلك ينزف القلب أكتب وأتهجى (خ ر و ف) وقد كنت صغيراً أقوم بكش البهائم وكشها بمعني ايصال الخروف لصاحبه المشتري في عربته أو بيته ويعطيك تعريفة أو قرش أو فريني قرشين أو خمسة قروش، وذلك حسب بعد المسافة من سوق السبت في الدامر وكانت الحالة باسطة والدنيا رخية والبهائم مدوعلة وسمينة ولم تكن السواطير والسكاكين صينية الصن? وكان الناس يطرقون السكاكين والسواطير عند الحداد وقد قص الصينيون لأننا أصبحنا مستهلكين ولذلك امتلأت تقاطعات المدينةأم درمان بالباعة في الاستوبات. والحديث هذه الأيام في الصحف في البيت في الشارع في النادي في المسرح في الحافلة عن غلاء أسعار الخراف أو الخرفان ولا يسألون عن جودة الخروف إنما يدهشهم السعر وينسيهم المواصفات لذلك اتهجى خروف وقد سمعت طفلا صغيرا يشير لوالدته من نافذة البص يمه خرفان عايني أي شايفه ويجيبها الطفل بسرعة أبوي ما حيشتري خروف.. وترد حايشتري.. وهذا الطفل عندي يتداعي مع الخراف ببساطة وأقول انه من الذين ينتظرون بشوق وفرح خروف الضحية وهو مربوط داخل المنزل وهو يذبح.. أسأل الله أن يضحي كل أفراد الشعب السوداني هذا العام والبرعي اليمني يذكرن? بالحجاج ضحوا ضحاياهم وسال دماؤها أنا المتيم قد نحرت فؤادي وهو يتشوق للحجيج وزيارة المصطفى صلى الله عليه وسلم والعيد مناسبة دينية عظيمة ومعانيها كبيرة ولكن كل النقاشات أصبحت منصبة عن الخروف والتصريحات تتضارب عن الأسعار واتحاد الرعاة يقول الأضاحي في متناول الجميع، وناس السعية أي أصحاب الخراف وهم أصحاب بلاغة وحضور ذهني متقد وكرم ورجولة ونخوة اكتسبوها من البيئة. واتساءل هل هم من يبيعون الخراف للجمهور؟ أشك في ذلك لأن الجمهور يقول الأسعار نار إنهم فقط الوسطاء أو السماسرة الذين يستغلون المواسم الدينية ليغنوا من هذه المناسبات حتى إن البعض يقول انه سيشتري كيلو لحمة وإن كا? العيد هو مواسم للفرح فإن السماسرة جعلوه لونا من الحزن يتشكل في وجدان البعض متناسين ان الألوان تشكل الحياة وان المضاربات بين السماسرة تدعو للدهشة في الأسعار.. هل جدبت المراعي وصار الناس يتحدثون عن غياب المطر والخضرة وإن تكلفة العلف والرسوم عالية فقلبي مع الأسر السودانية وأقول إن رسولنا الكريم قد ضحى عن الأمة الإسلامية.. والناس في بلدي تتحدث عن هل تجوز أو لا تجوز الأضحية بالأقساط، كما أنه من بدع آخر الزمان أن يوزن الخروف وهو حي ويقدر سعره حسب وزنه بالكيلو جرام يمكن أن يكون الخروف ماكل دقيق وبه ماء كثير وهل ?يخصم وزن الجلد والرأس والضلوف إنها بدع تبعدنا عن جودة لحم الخروف بعد الكشف البيطري والجودة تتحقق في صغر سن الخروف وليس في كبر حجمه والخروف تني ورباع وسديس وجدع والجدع هو أجود أنواع اللحم لأن سعر الخروف صغير ويتحدد ذلك بعدد أسنان الخروف؛ لأن الخروف السديس يكون لحمه قوي ما بتقطع بسهولة ما بنجض بسهولة ويمكن أن يكون الخروف تني وعمره صغير ولكن يزن لحما كثيرا لأن الخروف معلوف ومدوعل والخروف يجس من ظهره وذنبه والذنب يحدد كمية الدهن بالخروف، والدهن في العتاقى والخراف تنسب للمناطق ومن أجود أنواعها الحمري والكباشي و?لبلدي وطعم اللحم يعتمد على نوع المرعى والغطاء النباتي أو القش الذي يأكله الخروف، لذلك نجد أن السودان يصدر ملايين الخراف حية أو مذبوحة وذلك لجودة اللحوم السودانية وبعض الخراف البلدية تعتمد في غذائها على البرسيم وأبو سبعين قصب والبعض منها يتم تسمينه عن طريق الأمباز والفتريتة وأخيراً دخل المولاص في التغذية.. ما أجمل أن يكون الخروف داخل المنزل والأطفال يفرحون ويمرحون ويقتربون ويبتعدون عنه، وقد يبتعد عنهم ولا يحضر للمنزل حسب جيب أو ميزانية رب الأسرة فأرحموا البسطاء يرحمكم الله واجعلوا البهجة تدخل للناس في بيوته? في العيد تقرباً إلى الله بأن لاتكون هنالك مبالغة في الأسعار والناس كلها إن شاء الله تشتري خروف أدعج أقرن ورغم ارتفاع أسعار الخراف إلا أن الخير باسط في الأمة السودانية والعيد فرصة لادخال السرور في النفوس وهنالك مؤسسات وخيرون ييسرون الأضحية لبعض الفقراء. نأمل أن يمتد عطاؤهم ليشمل شرائح كثيرة لأن العيد فرصة عظيمة للتلاقي والمحبة بين الناس وتداخل بين الأهل والجيران.. وشفى الله المرضى الذين هم بعيدون في هذا العيد من بيوتهم في المستشفيات وأعاد الله المسافرين وقد يقبل العيد وقد رحل عزيز من أسرة قبل فترة من العيد?إلى الدار الآخرة يرحمه الله والرحيل مر والذكرى في العيد صعبة لكننا نحن الشعب السوداني جبلنا على الترحم والذكرى لراحلينا في الأعياد.. والحزن والفرح تتحرك بينهما. اللهم أدم الفرح والتعافي والتواصل بين الناس، ولنجعل هذا العام وهذا العيد مساحة للحب والسلام وليتني كنت طفلاً حتى أسهر يوم الوقفة حتى الصباح فرحاً بمقدم العيد، وأذهب مع أبي واختار لون الخروف خروف العيد لأن من الألوان تتشكل لديّ الحياة.. ليتني كنت طفلاً حتى لا أعرف الأسعار واتهجى خروف. أخي معتز الذي اتحفني بتهجي معرفة وعمق في الحياة حتى نتعلم معنى الاشياء ومعنى الفرح في العيد، وهو لمة حبان ومرارة وشية وكمونية وشربوت ورحمة من رب العالمين تتنزل على عباده، وهو سنة وهو فداء لروح سيدنا اسماعيل بكبش من السماء تهاني للجميع بعيد الأضحى المبارك، وأعاده الله على الأمة السودانية والعربية والاسلامية بالخير والبركات، وعلى السودان وأهله بالحب والوئام وكل عام وأنتم طيبين. [email protected]