٭ لو سألنا عضو مجلس إدارة النادي الأهلي بدر الدين عبد المجيد.. لماذا لم تتصل برئيس وسكرتير وأعضاء مجلسك.. لمجرد التشاور والتفاكر مسبقاً حول قرار مهم وخطير كالانسحاب من الممتاز.. وهو قرار كما تعلم يتطلب الدراسة بروية والتمحيص بدقة.. كما يتطلب أيضاً التشاور مع رموز وأقطاب النادي وقواعده.. للخروج برأي موحد يجمع عليه الجميع. ٭ ولو وجهنا هذا السؤال لعضو المجلس الذي سار في زفة الكاردينال وبصم على القرار باسم الأهلي.. فإننا بلا شك لن نجد إجابة واحدة مقنعة.. غير أن بدر الدين قد أذل بفعلته تلك مجلس الإدارة بأكمله.. وأظهر ناديه العريق بمظهر التابع الذي ينقاد بسهولة ويسر لكل من يملك الجاه والمال.. فيمتطي ظهره ويمسك بلجامه ثم يوجهه كيفما شاء. ٭ وليت بدر الدين كان حاضراً في ود مدني عشية توقيعه على وثيقة الانسحاب ليشهد كيف هاج النادي الأهلي وماج رواده وعشاقه استنكاراً للخطوة.. وكيف اشتعل الشارع الرياضي بالمدينة غضباً وسخطاً على هذه التبعية الإنكسارية التي طعنت كبرياء سيد الأتيام بنصل حاد.. وجرحت خاطر أم المدائن التي كانت قبيل زمن بدر الدين تقود ولا تنقاد. ٭ ولأن الرجال مواقف.. فقد أسعدتنا حقيقة البيانات والتوضحيات المهمة التي أصدرها رئيس النادي بدر الدين عوض الله وسكرتيره جعفر كباشي بنفيهما القاطع لتبعية الأهلي لأي كان.. وتأكيدهما الجازم بأن الأهلي لم ينسحب من الممتاز ولا يود الدخول في أي نزاع أو تحاور تأكيداً على استقلاليته.. وقد نزلت تلك التصريحات برداً وسلاماً على القاعدة الأهلاوية وساهمت في إطفاء لهيب الغضب الذي اشتعل في الوسط الرياضي بود مدني. أين الوفاء.. يا إذاعة أم درمان؟!! ٭ «سيداتي سادتي.. توفي حمدنا الله عبد القادر والد كل من سيف الدين وفلان وعلان» تصوروا سادتي هكذا أعلنت إذاعة أم درمان في ختام نشرتها الصباحية الأسبوع الماضي نبأ وفاة احد رواد الدراما الإذاعية في بلادنا.. والذي أسهم بجهد وافر في جذب أذان المستمعين للإذاعة في حقبة الستينيات والسبعينيات عبر مسلسلاته الشهيرة.. وعلى رأسها «خطوبة سهير» التي أحدثت ضجة وشغلت الناس الذين تابعوها بلهفة.. حلقة حلقة ومشهداً مشهداً. ٭ رحل الفقيد الأستاذ حمدنا الله عبد القادر.. وخلف وراءه إرثاً مترعاً بالإبداع تشهد عليه مكتبة الإذاعة وخشبة المسرح وذاكرة المستمعين والمشاهدين.. وتم تكريمه في مهرجان المسرح العربي بالشارقة باعتباره أحد أبرز الكتاب المسرحيين العرب.. ونال في السبعينيات جائزة الأدب الجاد ببريطانيا وأطلق عليه الإنجليز لقب «شارلس دكنز أفريقيا». ٭ لقد ظللنا نشكي ونبكي على انقراض العديد من الخصال السودانية الحميدة في زماننا البائس هذا.. ولم يتبقَ لنا منها ما نعتز به سوى خصلة «الوفاء» وحتى هذه وأدتها إذاعة أم درمان عبر الهواء مباشرة وهي تذيع خبر وفاة حمدنا الله «حاف كده» دون الإشارة لتاريخه المطرز بإبداعات العمل الأدبي والمسرحي.. رحم الله الأستاذ المبدع حمدنا الله عبد القادر.. ورحم الله الوفاء الذي توسد الثرى هو الآخر بجوار «قبره» «إنّا للّه وإنّا إليه راجعون». ٭ تعازينا الحارة للزميل الإعلامي والمسرحي المبدع عز الدين كوجاك في وفاة والده الخليفة علي سليمان أحد رموز مدينة ودمدني.. الذي شيعته أم المدائن في موكب مهيب حزين إلى مقابر المدينة.. سائلين المولى عز وجل أن يسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً.