يوافق اليوم 25/10 يوم مولدي.. ليس مهماً متى ولدت.. وليس مهماً كم مضى من عمري.. المهم أن القادم من عمري أقل مما مضى. والأهم من المهم أنني سعيد بأنني أسير سيراً حثيثاً للقاء ربي وأنه بقي القليل لكي يكتمل هذا اللقاء الرائع.. عرفت ربي في صغري من أحاديث الناس.. وكنت أخافه وأخشاه.. وكبرت.. ووجدت ربي عطوفاً شفوقاً.. ودوداً.. حبيباً.. رحيماً.. لطيفاً جميلاً بديعاً.. يهتم لأمري ويدبر شأني.. ويحفظني ليل نهار.. يوضح دربي وينير طريقي ويسخر لي كل شيء.. يتلطف بي أكثر من أمي.. ويرحمني أكثر من أبي.. ويتولى شؤوني كلها.. كلها.. كلها كأن ليس في الوجود سواي.. يذلل لي كل صعب في حياتي.. ويهون لي كل قاسٍ في دنياي.. ويبشرني بأخرى فيها ما لا عين رأت.. ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. أحببت ربي وهو أهل لذاك.. وأهل لما فوق ذاك.. وأهل لما بعد ذاك.. اليوم أنظر لما مضى من عمري وأشعر بالامتنان الشديد.. أشعر بالامتنان لكل النعم التي هيأها لي ربي بأن جعلني إنساناً.. وجعلني مسلماً.. وجعلني من أتباع حبيبي ومعلمي محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم.. وأنعم عليّ بالإيمان والصحة والعافية والمال والعلم والبنين والزوجة.. ووفقني لأداء الطاعات.. ولن أستطيع أن أحصي نعم ربي عداً.. لم أندم على يوم مضى.. ولم أشتهي العودة للطفولة.. أو الرجوع بالزمن إلى الوراء.. بل صرت أتطلع للمسير قدماً للأمام.. لأن القادم أفضل.. ولأن اللقاء أروع.. ولأننا نشتهي لقاء رب يشتهي لقاءنا كما نشتهي لقاءه.. ويحبنا كما نحبه.. ويهرول إلينا إذا مشينا إليه.. أحبك ربي كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.. أحبك وأتطلع إلى لقائك.. وأوقن يقيناً حازماً جازماً لا يأتيه الشك من بين يديه ولا من خلفه.. بأن القادم أجمل. . مدرب استشاري