بسم الله الرّحمن الرّحيم الحمد لله رب العالمين "اللّهم صلّ وسلم وبارك على سيدنا ونبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليماً كثيراً قال الله تعالى ((كل نفس ذائقة الموت ثم إلينا ترجعون *والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنبوئنهم من الجنة غرفا تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها نعم أجر العاملين )) رحم الله والدي عمر ابراهيم بابكر فقد كان عطوفاً رحيماً حنونا، طيّب القلب فكه.. مبتسماً شريفاً لا يهادن في مشاعره ولا يرتزق إلا بطيب الرزق وحلاله، كانت مواقفه إنسانية موشحة دائماً بالإبداع في مسرح الحياة فقد كان ألمعياً وطامحاً للجمال بطرفته الهادفة ذات المغزى الجدّي ، وكان يستكنه الناس بمجرّد بوحهم .. كان مرجعاً في كافة الأمور بصمت وبهدوء وبحكمة و وسطية، ... لا يرضى لنا ولا منّا التباكي والتلاوم، ولا الالتفات إلى الوراء .. فكنّا معه لا يغشانا قلق ولا خوف يبث الطمأنينة و يبث الشعور بالراحة والثقة والمحبة والود.، متفانٍ لإنجاحنا ورفعتنا.. مستشيراً ومستشاراً لنا في أمور دنيانا وجاهزاً لنا بحلول الحكمة لما استشكل من قضايا، تعلّمنا منه الأدب واللباقة واللياقة. معه ما كان يصيبنا البتة شرود المنشغلين .. وكنّا أكثر نهماً وتذوقاً للأدب ومعرفةً بالنحو، فعنده من الأشعار ما رقّ وندر، ومن الفوائد ما حسن وبدر، يبكيه اليوم الجود والبأسُ والشِّعرُ، فكان محبّاً لأهل العلم والمعرفة والأدب متصوفاً يحفظ الأشعار مخبتاً منيباً معيناً لذوي الحاجات ، خبيراً بتفاصيل ما يصنع على طريقة السادة التجانية وعموم خواص السادة المالكية، و كان أيضاً حاضراً في عالم التاريخ .. طريفاً ونسابة. ليتنا نشبهك يا أبي .. لنرتّق جراح الفقد ونكثر من الدعاء لك .. حتى يتسع العيدُ القادم للأفراح .. وحتى لا تموت على ثغر أحفادك الأناشيد. كان أبي فارساً متقدماً يواجه ما عظم من تحديات ويتصدي لما كبر من مهام، بكل جدارة واقتدار كان رجل الواقعية الناجحة ففي زمن سمته التشطير وضع لنا حجرَ الأساسِ لنصبِ العزة والكرامةِ والاتحاد فالسلامِ عليك، ونحن نقرأُ اسمَكَ في دفاترنا ودفاتر أبنائنا وأحفادنا، ستظلّ حاضراً عند كلِّ حديثٍ عن الكرامة والعزة والحرية والحب، وعند كل سؤالٍ تتحاشاه الأجوبة وستظل كبيراً وطيّبا لأنّك صِرتَ فينا وعداً بالحق شريعةً للدفاع عن الأرض وبالحب شريعة للدفاع عن الحق، ونشهد لك وتشهد لك ((شوّالات العيش)) عند الحصاد بأنّ مخزنك كان آخر المستقبلين لها قلً أو كثر عددها، وبأنّك كنت عضداً لمن كاد أن يعضّه الجوع.. ونشهد لك أنّك لم تلن عزيمتك ولم يخب ظنّك لتعلّمنا أننا بالصبر وبالحرية نبقى، وحتى بالحرب إن كان الغزاة على أبوابنا واقفين .. وعلّمتنا "أن العدا والساكتين على العدا سيّان. كان والدي وفياً وفاءً عظيماً وصادقاً ومحبّاً محبّةً خالصة ، حاضراً معنا بكل مشاعره .. لذلك سيبقى حياً في قلوبنا وأثراً باقٍ وبصماتٍ متميزة في عمق ذكرياتنا العظيمة وفي الوجدان على الدوام .. فقد كان شجاعاً، صِادقِ القول ملتصقاً بالأرض، نبراساً ومعلّماً لا يتعسّف الواقع ولا يقفز عليه، متجاوز عن معرفة، جاهداً مخلصاً من أجل اختصار الطريق الوعر والوصول إلى نزاهة المسئولية وشموخ الثقة بالنفس، من أبسط الناس في حياتهم وأكثرهم فهما للحياة وأقرب بروحه إليهم فكان عظيماً ببساطته وفي عطائه وإنسانيته بعيداً عن المظاهر لم يقف عن بذل الوسع كل الوسع لمتابعة العيش الشريف والنخوة في الطريق إليه ، متميزاً بتوازنه في المواقف والتصرفات أباً حامياً محباً لأبنائه يشرف على شؤونهم ويتحسس همومهم. عاش وفيّاً تجاه كل الالتزامات دون تقصير أو تنصّل من مسؤوليات صغرت أو كبرت. كان عارفاً وسياسياً ومحنّكاً بجانب كونه الإنسان البسيط الهادئ .. صاحب رسالة ترتكز على المحبة والخير والتقدم حياته متكاملة بين الأمس واليوم وروحه الوثابة بين الحاضر والمستقبل.. منتمٍ لأهله الطيبين ولشمس السودان الدافئة ولأرضه الطاهرة بالصالحين ولسليل الفراديس نيله العظيم. يتحفنا بجميل الكلام ولذيذ الخطاب تأنس بوجوده وتستوحش من غيابه .. فقدٌ جليل .. نعم .. لم يبخس الناس اشياءهم ولم يفقد نقاءه قط، و لم تكن في بيته ضيافة للترخيص والتسفيه رخيّ البال شامخ الكبرياء خصب الجناب يكسب البعيد ومن هو أبعد يقرّبه .. حزنٌ يطول .. نعم .. وكان ذو زهاء فضفاض العطاء لديه قدرات خلاقه وعطاء مميز وفكر ثاقب وطويّته مأمونة، ما أعجزه أن يتماهى و الزمان قط .. وما استعضل عليه أمر إلا وأعاد الأمور إلى نصابها. كان يسعدنا بأخبار كبارنا وأشياخنا النصحاء من الرعيل الأوّل الذين لم تهزمهم شرور ولم تعصهم جسارة في مجابهة الأخطاء بالجرأة اللازمة ومثلهم لم يكن حادّاً في إبداء الرأي متقصّياً للخير في الآخرين ويتحاشى الصغائر واللمم، وليس رامحا إلى النهايات في غضبه، حافظاً لودّ من يخالف.. مفكّر، مثقّف، محلّل ذكي وهو أول من تحدث باسمنا خطيباً مفوهاً ليولجنا المدارس ((كان يحلو له كما يحلو لي أن يناديني بالشريف)) تقّياً نقّياً، مجوّداً محقّقاً وعصامي.. كان صوتاً للعقل و من أهل الاستبصار، يلاقي الخطوب بقليل من غضبٍ كظيم وقلقٍ خفيت، فلا يسمح للغاضب فيه أن يهزم الحكيم صاحب الأفكار الرصينة الناضجة.. قريباً من الحكمة والمعرفة بظواهر الأمور ومظانّها فكان يُخرّج القضايا العامة والخاصة تخريجاً محكماً هو العدل عينه والمنطق ذاته. دمعٌ يسيل؟ .. نعم .. لكن .. كلنا على الدرب وصدق الذي لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم : "لولا انه وعد حق وطريق مئتاء لحزنا عليك يا إبراهيم " نسأل الله سبحانه وتعالى أن يتقبّله في جنات النعيم وأن يغفر لنا ذنوبنا ويلحقنا بالصالحين ... وصلى الله على سيدنا ونبيّنا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم... عبد المنعم عمر إبراهيم (الشريف) شكر وعرفان }وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ } الحمد لله الذي أعطانا فشكرنا ثم أخذ فصبرنا. بعد التسليم بقضاء الله وقدره، باسمنا آل عمر إبراهيم بابكر خاصة ونيابة عن آل بابكر ود النور عامة نتقدم بأسمى آيات العرفان لكل من واسانا وقدّم العزاء في وفاة واهب الابتسامة الوالد المغفور له بإذن الله/ عمر إبراهيم بابكر، كما نتقدم بوافر الشكر وعظيم الامتنان لكل من إتصل عبر الهاتف، وبالرسائل التليفونية أوالإلكترونية أو بالنشر في الصحف أو المواقع ولكل من سطر حرفاً بوسائل الإنترنت المختلفة أو جميع وسائل التواصل و الإعلام معزياً، ولكل من تقطعت به السُبل ودعا للوالد بالغيب. ولقد كان لهذا وغيره من مشاعر المواساة والحب والوفاء، عظيم الأثر في تخفيفِ المصاب، حيث اختلطت مشاعر الحزن وجلال الموقف مع مشاعر الحب والوفاء من الحاضرين و المعزّين ، سائلين المولى عزّ وجل ألا يريهم مكروها في عزيزٍ وغالٍ لديهم. ونخصّ بالشكر الأهل والعشيرة في أم سنط حيث دفن والتي أقيم فيها المأتم كما نتقدم بالشكر الجزيل للذين شاركو في مراسم الدفن والشكر الجميل للمساجد الخمسة التي انتظم مرتادوها في أداء صلاة الجنازة عقب صلاة فجر الاثنين التاسع من ربيع الأوّل 1434ه الموافق 21 يناير 2013م، والشكر للشيخ أحمد الشيخ عبد الباقي الصايم وشيخ الطاهر أبو زيد ولمشايخ القادرية والعركيين والتيجانية والسمانية وجميع مشايخ الطرق الصوفية، والشكر للذين الذين حضروا من كل مكان ولم يعيقهم بعد المسافات للصلاة على الفقيد أو لتقديم واجب العزاء ونسأل الله أن يثيبهم على ما قدموه لنا من خالص العزاء والمواساة خيراً كثيرا. والشكر للذين حضروا معزين من أم سنط و دار أم بلال والدناقلة ومارنجان وود محمود وود الهندي وود النور ومدني وطيبة الشيخ عبد الباقي وفداسي والكاملين والخرطوم وبحري وأمدرمان وأم بدة و القضارف وبارا والأبيض وأم قرفة وبقية أنحاء السودان ولكل الذين هاتفوا معزين والشكر موصول للذين عزوا عبر جميع وسائل الاتصال والتواصل من السودان واستراليا وأوربا والولايات المتحدةالأمريكية وجنوب أفريقيا والكاميرون. ومن دبي والشارقة و أبو ظبي وعموم الإمارات العربية وجدة والرياض والمنطقة الشرقية وعموم المملكة العربية السعودية والشكر موصول لكل الذين تقاطروا زرافات ووحدانا، وتحملو مشاق السفر من كل فج عميق، في مؤازرة ومواساة عظيمة خففت عنا الكثير والذين تحملوا عناء السفر لمواساتنا وتقديم واجبات العزاء في منزل الأسرة بأم سنط ، وللذين قدموها في مواطن كثيرة داخل السودان وخارجه، في منازل ومقار إقامة أبناء الفقيد وبناته وأقاربه وذويه. كما نخص بالشكر الذين قرأوا المصحف الشريف علي روحه مراراً ، رجالاً ونساءً داعين ومتمنين أن يجزي الله الجميع عنا وعن والدنا خيرًا وفيرا ، وأن يجمعنا على خيرٍ وعافية في الدنيا إخوانًا عاملين لبناءِ نهضة أمتنا وفي الآخرة إخوانًا على سررٍ متقابلين. والعزاء لنا جميعاً فقد فقدنا والداً رحيماً وشفوقاً ، وأخاً عزيزاً ، وصديقاً مخلصاً ومعلماً ملهماً، وإنساناً ذكياً فطناً، لمّاحاً وفكه. ""اللهم تقبله قبولاً حسناً واعف عنه واغفر له وارحمه وادخله الجنة مع الأبرار"" آل عمر إبراهيم بابكر