أن يدعو الفنان الكبير محمد الأمين للقاء تفاكري بدار الفنانين يتناول الأغنية الوطنية فهذا ليس بمستغرب، لأن الكبار دائماً لا يشغلون أنفسهم إلا بالقضايا الكبيرة، ولكن المستغرب له هو أن يتم يتجاهل فنان بقامة محمد الأمين في مناسبة مثل مؤتمر الحوار الوطني، في وقت اعترف فيه بعض المسؤولين بأهمية مشاركة ندى القلعة، وأنها كانت تستحق أن تشارك لما لها من جماهيرية. بالطبع هذا ليس الموضوع الذي أنا بصدده ولا أريد أن أقارن بين السماء والأرض، أو أجادل أيهما كان أحق بالدعوة أو أيهما أكثر جماهيرية، فهذا من (العبط)، ولا يفيد في شيء، ولكني أريد أن أتوجه بسؤال صغير لكبار أهل الفن في هذا البلد؟ أين الأغنية الوطنية من تجاربكم الغنائية؟ نعم هو سؤال صغير ولكن إجابته تكشف مآسي فنية بوزن (الحجم العائلي) وتكشف أن الغناء للوطن هو آخر أولويات الكثير من المطربين وآخر اهتمامات المعنيين بالفنون، لأن التحرك الوحيد في هذا الإتجاه كان قبل عدة سنوات عبر مهرجان الأغنية الوطنية الذي تبنته ورعته مؤسسة أروقة للثقافة والعلوم، واشترك فيه مئات المطربين والمطربات من مراكز الشباب وحتى اتحاد الفنانين، واستبشرنا خيراً وقتها بذلك السباق الفني (الوطني) المحموم وتابعنا بعده الأغنيات الفائزة التي كُرم أصحابها بجوائز مالية (مليونية) قيمة في كرنفال بهيج بقاعة الصداقة، ولكن الذي حدث بعدها أن هذه الأغنيات أصبحت في (خبر كان) لأنها لم تلق حظها من الإهتمام، لا من الإذاعة ولا من الفضائيات ولا حتى من الذين قدموها، فتبخرت في الهواء بفضل جهل بعض الفنانين برسالة الفن نحو الوطن، ولأن إحساس بعضهم بالشهرة والسعي نحو الثراء أعلى من إحساسهم بالبلد، لذلك ليس غريب أن يختلط الحابل بالنابل وتفقد الساحة الفنية الكبير الذي يوجهها نحو جادة الطريق حتى وصل الأمر إلى ما نتابعه هذه الأيام وما نسمعه من غناء لا ندري بماذا نصفه لأننا نظلم صفة (الهابط) إذا وصفناه بهذه الصفة. لا ننكر أو نزايد على حب كل الفنانين لوطنهم ولا نتهم أحداً منهم في إحساسه بالوطن وقضاياه، ولكن ماذا نقول في خلو الساحة الفنية من الأغنيات الوطنية جديدة؟ وهل من المقبول أن يكون كل الغناء الوطني الذي تقدمه أجهزتنا الإعلامية هو غناء تم إنتاجه وتقديمه قبل عشرات السنين حتى أصبح من التاريخ؟ خلاصة الشوف: (جدودنا زمان وصونا علي الوطن)