مدرسة الخرطوم الجديدة مدرسة رائدة في مجال التعليم.. وكان لا يقبل بها إلا كل ذي حظ عظيم، ولكني سأتحدث معكم عن الجوانب الآخرى التي تعلمناها من تلك المدرسة. كانت لدينا حصة فنون بجانب تعلمنا الأكاديميات، بما يشمل اللغات مثل اللغة الفرنسية، وكذلك حصة رياضة توضع مع الجدول الاسبوعي. تعلمنا من الأستاذ أبشر العزف على الكمان، وتعلمنا من الأستاذ كامل اللغة الانجليزية على أصولها. كانت السفارة الفرنسية تعطي تأشيرات لشخصين من السودان كل سنة يختارونهم حسب الدرجات، وكان من يمثلنا دوماً كل سنة لكي يأتي إلينا من رحلته في باريس (ويمغصنا مغص)، لكن سأتكلم لكم عن النشاط الرياضي بإسهاب. كانت لدينا حصة أسبوعية زمنها ساعتان، ولا نكلف نفسنا أي شيء سوى تغيير الزِّي المدرسي بزي رياضي، وننقشط في نادي الأسرة. كنّا نمارس جميع أنواع الرياضة شاملاً رمي الجلة، وكان لنا شرف اللقاء واللعب مع الغزال الأسمر اللاعب عبده الشيخ، إذ كان دائم الحضور لابساً حذاءه الدكتور شول، ولا أعرف حتى الآن من هو دكتور شول هذا. كنّا ننظم رحلات لقاعة الصداقة، إذ يقوم مشرف المدرسة باختيار الفيلم المناسب ونمشي نضرب الكندشة في قاعة الصداقة، ونشاهد أفلاماً مختارة بعناية. إذ أصبحت اذكر أيامي الجميلة بتلك المدرسة لامتد المقال حتى خرطوم عشرة وعشرين. تحياتي لتلك البوتقة المختارة من المدرسين، وتحياتي للمدرس الرصين أستاذ أمين مدرس اللغة العربية المبدع.