وظلت أمريكا تضغط على السودان من خلال ربط علاقاتها بالملفات الداخلية، الخطوة التي ترفضها الحكومة السودانية بشدة .. وهذا القرار ليس هو الأول خلال هذا العام ففي يوليو الماضي أعادت الخارجية الأمريكية اسم السودان ضمن قائمة الدول الراعية للإرهاب. . كما أن هناك مجموعات ضغط أمريكية قادت تحركات لإرجاع السودان للبند الرابع في مجلس حقوق الإنسان، لماذا هذا العداء المستحكم من الجانب الأمريكي؟ وماالذي تريد أن تصل إليه في سياستها مع الخرطوم؟؟ . ٭ أجندة لوبيات الخبير في الشأن الأمريكي د. الرشيد أبوشامة لم يستغرب قرار أوباما وأكد أنه الموقف الحقيقي لأمريكا تجاه السودان، وقال لا البيت الأبيض ولا الخارجية الأمريكية تستطيع أن تفعل شيئاً تجاه العلاقة مع الخرطوم، وذلك لأن السلطة تتحكم فيها اللوبيات الأمريكية والصهيونية التي تسيطر علي الكونغرس الأمريكي، بجانب الرأي العام الامريكي الذي تشكل تجاه السودان بسبب الإعلام، وتابع في إفادته ل (آخر لحظة) أن الجو العام في أمريكا أصبح مشحوناً بالمعلومات المغلوطة حول السودان، والحل ليس في يد أوباما، بل يخضع لتلك اللوبيات التي تصرف على أعضاء في الكونغرس في الانتخابات، لماذا كل هذا العداء إذن من قبل تلك المجموعة وتلك القرارات تجاه السودان؟ يرى أبو شامة أن أمريكا تربط علاقتها بالسودان من خلال قضايا داخلية تتمثل في الوضع في دارفور وقضايا المنطقتين وموقف السودان من محكمة الجنايات الدولية، وبالرغم من الخطوات التي تقوم بها الحكومة تجاه حلحلة تلك القضايا وعقدها للحوار الوطني الذي دعمته أمريكا وأعلنت على لسان القائم بالأعمال الأمريكي عن خطوات تقوم بها لإقناع بعض الحركات المسلحة لإلحاقها بالحوار.. باعتبار أن الحل لمشاكل البلاد، فضلاً عن موافقتها لمواصلة جولة المفاوضات حول المنطقتين في أديس أبابا، وعقد اللقاء التحضيري الذي طالبت به المعارضة، إلا أن أبوشامة يرى أن كل تلك الخطوات لم تظهر نتائجها إلى الآن وتعتبر غير مقنعة للإدارة الأمريكية، وقال القضية الأساسية هي إقناع الشعب الأمريكي . في الأسبوع الماضي قررت مجموعة العمل المالي الدولية، رفع اسم السودان من قائمة الدول التي تعاني من قصور فى نظم مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، الأمر الذي وجد استحسانا كبيراً من الحكومة السودانية، وبشرت بأنه سيفتح الباب أمام التحويلات البنكية التي ظل يعاني منها زمناً طويلاً، وبعض المراقبين اعتبروا هذا القرار خطوة في اتجاه رفع السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، الذي ظل مدرجاً بها منذ العام 1997م، إلا أن أبو شامة قلل من هذه الخطوة في ظل الموقف الامريكي المعادي للسودان . وصل التوتر بين الخرطوموواشنطن ذروته عقب تولي حكومة الإنقاذ الحكم في البلاد، التي بدورها ترى أن الإدارة الأمريكية تتدخل في الشؤون الداخلية للبلاد، مما ينتقص من سيادتها، ولكن المحاولات للتطبيع لم تتوقف من الجانبين، فهناك كثير من المساعي والمواقف التي جرت طوال تلك الفترة آخرها زيارة وزير الخارجية السوداني بروفيسر إبراهيم غندور إلي واشنطن ولقائه بنظيره الأمريكي، وكشفت مصادر للزميلة (السوداني) عن زيارة مرتقبة لنواب من الكونغرس الأمريكي للبلاد في الأيام القادمة ولقاء مسؤولين. ٭ كلام غريب المؤتمر الوطني رفض الخطوة وقال على لسان مسؤول الأمانة العدلية بالحزب د. الفاضل حاج سليمان المبررات السياسية التي تصوغها أمريكا غير مقبولة بالنسبة لنا، واستمرار العقوبات هذا شأن يخص إدارة أوباما وأبدى استغرابه للأسباب التي ذكرت في البيان حول أن الإجراءات التي تتخذها الحكومة السودانية لا زالت تمثل سياسة معادية لأمريكا، وتهدد أمنها القومي، وتساءل الفاضل كيف يكون ذلك وهم يعدون السودان من الدول الفقيرة والصغيرة، وتابع لايمكن أن يشكل السودان خطراً على المحيط الإقليمي من حوله ولاحتى لدول الجوار .. هل يمكن أن يكون ذلك العداء بسبب إتجاه السودان نحو الصين والهند، وربما تعتقد أمريكا أن ذلك يهدد مصالحها؟ يقول الفاضل على أمريكا أن تكون واضحة في مواقفها تجاه السودان، وأن لاتلتف حول الأمور مشدداً على أن السودان يعمل وفق سياساته هو، وقال: (أمريكا دايرانا نسير وراء ماتراه مناسباً، ونحدد علاقاتنا وفق مصالحها) وتابع: (هذا ما لا نقبله ويهدد سيادتنا واستقلالنا). ٭ إرث تاريخى وفى العام 2006م أصدرت الإدراة الأمريكية نفس القرار.. أستاذ العلوم السياسية د. راشد التجاني إعتبر أن القرار امتداد للقرار الموجود مسبقاً، وقال أصبح إرثا للإدرة الأمريكية، إلا أنه بدا متفائلاً بتحسن العلاقات بين البلدين، مشيراً للمعطيات الايجابية التي شهدتها الفترة الماضية المتمثلة في الخطوات التي اتخذتها إدارة أوباما في الفترة الماضية، مثل رفع الحظر في مجال الاتصالات والاقتصاد وفتح باب الهجرة من الخرطوم.. وأرجع راشد صدور القرار في ظل هذه المعطيات الايجابية الى ما سماه حالة التردد والتناقضات الداخلية التي تعيشها هذه الأيام.