قبل شهور قليلة مضت كتبنا في هذه المساحة عن الحالة الصحية المتردية للفنان (الكبير أوي) أبو عبيدة حسن، وناشدنا السادة وزارة الثقافة وصندوق رعاية المبدعين، ولكن للأسف الشديد لم يعر من عنينا كلماتنا أدنى اهتمام حتى ساءت حالته ونقله لمستشفى النو بأم درمان.. غريبة في وطن قدم لأهله الكثير. ابوعبيدة حسن واحد من مبدعين قلة وحالة إبداعية استثنائية، وصاحب تجربة فريدة، دخل إلى قلوب الناس من أول إطلالة إذاعية له عبر أغنية (القلب البريدو) التي أصبحت من أول بث لها من أكثر الأغنيات التي يطلبها جمهور برنامج (ما يطلبه المستمعون).. الشيء الذي فرض على الإذاعة أن تستضيفه بعد ذلك في برنامج(7X7) الذي كان يقدمه الراحل عمر عثمان، وقدم فيه فناننا الكبير سبع أغنيات وكان حينها صبياً صغيراً، ومعروف عن أبو عبيدة أيضاً أنه تعامل مع آلة الطمبور بشيء من العبقرية، وهو يضيف لها وتراً جديداً ومفتاحاً كهربائياً جعل منها آلة. كتب أبو عبيدة معظم أغنياته وصاغ لها الألحان، وتغنى بكلمات كبار الشعراء فقدم لنا جمالاً يمشي بيننا، ودرراً من الأغنيات الشجية التي عبرت عن حال قطاع كبير من عشاق الغناء، ولسان حال الكثيرين الذين كانوا يجدون فيها السلوى والنجوى، وينبوعاً يغتسلون فيه من همومهم وأحزانهم. الحديث عن فنان بقامة أبو عبيدة كثير، وفي نفس الوقت هو من الصعوبة بمكان، لأنه إنسان قبل أن يكون فناناً وهي من الصفات النادرة أن تجد الفن والإنسانية معاً يتجسدان في شخص واحد، أبو عبيدة هو البساطة والتواضع بعينيهما، لم يعرف مرض التعالي والغرور الذي أصاب كثيراً من أهل الفن عندنا، ونحن اليوم عندما نكتب عنه فإنما قصدنا أن نلفت الأنظار إلى فنان يعيش قمة المعاناة مع المرض والظروف المعيشية الصعبة، وهو يستحق منا جميعاً أن نقف على حالته وأن نبذل له كل غالٍ حتى يتعافى ويعود بلبلاً مغرداً في حديقة الفن ليشجينا بأجمل الكلمات وأعذب الألحان. والرسالة نبعثها مرة أخرى للإخوة في وزارة الثقافة ومجلس المهن الموسيقية وصندوق رعاية المبدعين ولكل من له صلة بالإبداع أن يتكرموا أولاً بزيارة الفنان الكبير، ومن بعد الوقوف على ما يحتاجه، لأن ذلك من حقه على الجميع وليس تكرماً أو منة من أحد، ونقولها صراحة إذا لم يتم ذلك فنرجو ألا يحدثنا أحد عن رعاية مبدعين أو غيرها. خلاصة الشوف : الشكر أجزله نبعث به إلى الإخوة والأخوات في مستشفي النو بأم درمان، والذين لم يقصروا مع الفنان الكبير حتى مغادرته مستشفى.