ليعذرني الأخ أمجد حمزة إن كتبت نصاً (مسخرته) الغنائية الجديدة خطأ، وليعلم أنه لم يفت عليَ أن اسمها (البنات جنو)، ولكن يبدو أنه لا يفرق بين واو الجماعة (الضكر) و(نون النسوان)، وهذا وحده يؤكد كيف يتلاعب هذا الذي يزعم أنه شاعر باللغة العربية (الدارجة) ومفرداتنا السودانية الجميلة. المهم هذا ليس موضوعنا، ولكن الموضوع هو المعاناة المستمرة لساحتنا الغنائية من الفوضى لدرجة أن يتناول أمجد حمزة قضية مثل (غلاء المهور) عبر أغنية يرددها هذه الأيام المغني الواعد عصمت بكري، وأنا لا أسخر- (لا سمح الله)- من الأخ أمجد أو أستصغر عقله- (كما يحاول أن يفعل معنا كمستمعين)- ولكني صراحة لم أستطع أن استوعب حكاية أن يتناول أمجد الذي كتب من قبل (الشريف مبسوط مني ) و(يا الله مطرة) قصيدة يمكن أن تعالج قضية إجتماعية لأن كلماته في حد ذاتها هي قضية تستوجب المعالجة، حتى وإن كانت مرغوبة عند بعض المغنيين والمغنيات الذين لا هم لهم سوى التغني بكلمات (غريبة) لمجرد لفت الأنظار و(بس).. وفي ظني أن قضية غلاء المهور هي أكبر من أن تعالجها كلمات مثل (يجيب الفي والماف دهب وقروش وتياب...انا عيبي ما عندي .. بس عيبي ما كضاب)، لأن هذا الكلام هو مثل (كلام الطير في الباقير)- كما يقول المثل الشعبي- ولا يمكنه أن يلامس قضية إجتماعية بهذا الحجم، ونقول للأخ أمجد والذين يحاولون أن ينصبونه على الساحة الغنائية (أميراً للشعراء) أن ما يفعله لا علاقة له بالغناء، ولا يعني انتشار أغنياته مقياساً لنجاحها أو تفرد تجربته الفنية (الفطيرة)، أو حتى سنداً يدعم (حكاية) أنه شاعر، وأنا شخصياً ليس في دهشة من إدعائه هذا رغم تهافت بعض المغنيين والمغنيات لما يكتبه من (خزعبلات)، ولكن منبع دهشتي هو صمت مجلس المصنفات الأدبية والفنية وهو يسمع هذه الأغنيات، وهي تملأ الأسافير وهواتف الشباب دون أن تمر كلماتها على لجانه المختصة بإجازة النصوص والألحان.. ومع ذلك يظن المجلس أن الصمت في مثل هذه الأحوال فضيلة، بدلاً من أن يستدعي (فطير الشعراء الشباب)، والمغني عصمت بكري الذي قدم الأغنية ويقدم لهما محاضرة في احترام القانون ومن قبله عقول الناس. خلاصة الشوف : يبدو أن عصمت بكري يحتاج لبوصلة تحدد له مساره الصحيح كفنان، لأنه لا يعقل أن يقدم لنا من كلمات الحلنقي (بتذكرك) ويأتي ليقدم لنا من (وهم) أمجد حمزة (البنات جنو).