غادر أمس إلى المملكة العربية السعودية رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في زيارة رسمية تستمر لعدة أيام، ليشهد توقيع أكبر اتفاقيات بين البلدين لتمويل مشروعات السدود والكهرباء والاستثمار الزراعي بالسودان، وكان مجلس الوزراء السعودي في جلسته أمس الأول برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وافق على تفويض وزيري المالية والزراعة بالمملكة لتنفيذ مشروعات اتفاقات إطارية بين السودان والسعودية. ٭ توقيع إتفاقيات وقع السودان، والمملكة العربية السعودية بالرياض أمس على أربع اتفاقيات تمويل من بينها تمويل مشروعات سدود كجبار والشريك ودال بالولاية الشمالية، وأخرى لزراعة مليون فدان، شهدها رئيس الجمهورية المشير عمر البشير، والعاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز. ووصل البشير إلى الرياض في زيارة للمملكة العربية السعودية، وكان في مقدمة مستقبليه بمطار قاعدة الملك سلمان الجوية، ولي العهد، الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، ورافق البشير كل من وزير الخارجية إبراهيم غندور، ووزير المالية، بدر الدين محمود، ووزير الموارد المائية والكهرباء، معتز موسى، ووزير الدولة برئاسة الجمهورية، فضل عبد الله، ومدير مكتب الرئيس الفريق طه عثمان وأجرى الملك سلمان بن عبدالعزيز في قصره بالرياض، جلسة مباحثات رسمية مع البشير، جرى خلالها استعراض العلاقات الثنائية وأوجه التعاون بين البلدين الشقيقين في المجالات كافة، وسبل تطويرها وتعزيزها، إضافة إلى بحث مستجدات الأوضاع في المنطقة، وجرى توقيع الاتفاقيات الأربع عقب جلسة المباحثات، وتتعلق الأولى بمشروع اتفاق إطاري لمعالجة العجز الكهربائي، وإنشاء محطة كهرباء البحر الأحمر لإنتاج 1000 ميقاواط مع الخط الناقل، وتتعلق الثانية بمشروع اتفاق إطاري بشأن الإسهام في خطة إزالة العطش في الريف السوداني وسقيا الماء، للفترة من 2015 إلى 2020، والثالثة مشروع اتفاق إطاري بشأن تمويل مشروعات سدود، «كجبار، والشريك، ودال، كما تم توقيع اتفاقية رابعة تتعلق بالشراكة في الاستثمار الزراعي بين وزارة الزراعة السعودية ووزارة الموارد المائية والكهرباء ، في مشروع أعالي عطبرة الزراعي، وقعها من جانب السودان وزير الموارد المائية والكهرباء معتز موسى ومن الجانب السعودي وزير الزراعة، عبدالرحمن بن عبد المحسن الفضلي،ووقع الاتفاقيات الثلاث التي أُبرمت بين وزارة المالية ونظيرتها السعودية، ممثلة في الصندوق السعودي للتنمية، كل من وزير المالية بدر الدين محمود عباس، ووزير المالية السعودي إبراهيم بن عبدالعزيز العساف. ٭ مشروعات تنموية زيارة البشير إلى الرياض يبدوا أنها ذات طابع اقتصادي بحت، لكنها فى الوقت ذاته ستتطرق إلى الأوضاع الإقليمية والعمليات التي يقودها تحالف دعم الشرعية العربي فى اليمن بقيادة السعودية ضد الحوثيين، فيما تعرف بعاصفة الحزم، لكن الجانب الاقتصادي سيغلب على مجمل زيارة البشير الذي اصطحب معه طاقم الحكومة الاقتصادي، خصوصاً بعد موافقة مجلس الوزراء السعودي على تمويل مشروعات تنموية كبيرة بالبلاد تتمثل فى سدود (كجبار والشريك دال) والإسهام في خطة إزالة العطش في الريف السوداني، بجانب تمويل المشروع الطارئ لمعالجة العجز الكهربائي (مشروع كهرباء البحر الأحمر) بالإضافة للاستثمار الزراعي في مشروع أعالي عطبرة الزراعي . بالمقابل وصف القيادي بالمؤتمر الوطني ربيع عبدالعاطي العلاقة بين السودان والسعودية بأنها في مرحلة متميزة على كافة الأصعدة، وقال إن الزيارة لم تكن مفاجاة بل كانت معلنة ومرتب لها، ولكن كانت تنتظر موافقة مجلس الوزراء السعودي على تمويل مشروعات بالبلاد، وتوقع عبدالعاطي فى تصريح ل (آخر لحظة) أن تشهد الزيارة توقيع عدد واسع من الاتفاقيات ستكون لها ما بعدها، وفاتحة خير على الشعب السوداني، وأضاف «إن السعودية تريد أن تستثمر استثماراً حقيقياً في السودان في كافة المجالات.. وخاصة المجال الزراعي، لما يتمتع به السودان من امكانيات كبيرة يمكن أن تساعد الدول العربية في تحقيق الأمن الغذائي العربي الذي تنشده القيادة السعودية» . ٭ تطور العلاقات البعد الاقتصادي يعد الملمح الأهم للزيارة، ويرى الخبير الاقتصادي د. عبد الله الرمادي أن مغادرة البشير للرياض هدفها تنفيذ عدد من المشروعات المتعلقة بالبني التحتية، مشيراً إلى أن الزيارة ستسهم في استقرار العمله المحلية، ومضى للتأكيد على أن حل المشكلة الاقتصادية أصبح يمر عبر بوابة إصلاح العلاقات الخارجية، مؤكدا أن توقيع هذه الاتفاقيات جاء تتويجاً لسلسة من الزيارات السابقة. الجانب السياسي سيكون حاضراً فى طاولة مباحثات الرئيس البشير بالقيادة السعودية، حيث يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة أم درمان الاسلامية هاشم قريب الله إن العلاقات السودانية السعودية شهدت خلال الأشهر القليلة الماضية تقدماً سياسياً ملحوظاً من خلال الزيارات المتبادلة بين الجانبين، مشيراً إلى أن الأمر ظهر في حميمية العلاقة بين البلدين، وتابع «جاءت هذه العلاقة نتاج تفاهمات تمت في الفترة الماضية أبرزها الاتفاق حول معالجة الأزمة اليمنية، وانضمام السودان للتحالف العربي وخروجه من الحلف الإيراني الذي كانت تنظر إليه دول الخليج بعين الريبة والشك»، ومضى للقول بأن التفاهمات توجت بمشاركة السوان في عاصفة الحزم بجنود سودانيين على المستوى الميداني، واتجه قريب في حديثه ل (آخر لحظة) للقول بأن السعودية تعتبر انضمام السودان دبلوماسياً وعسكرياً لحلفها يعني قفل الباب أمام أي تحرك إيراني في البحر الأحمر. وتوقع قريب الله أن تكون العلاقة بين المملكة والسودان في منحنى تصاعدي، مشيراً إلى أن الرياض وجهت رجال الأعمال السعوديين باستثمار أموالهم في السودان، وأشار إلى أن كل ذلك سيكون له تاثير إيجابي على المواطن سواء من خلال توفير فرص عمل في المملكة أو تسهيل التحويلات النقدية .. السفير السعودي بالخرطوم قطع في وقت سابق بعدم وجود أي مشكلة في التحويلات المالية بين البلدين .