هناك أمثلة وحكم متشابهة حد التوأمة منها المثل الذي يقول «الجفلن خلهن.. اقرع الواقفات» مع المثل الذى يقول «تفتش للغريق... تلقى المطفح فات»، كلاهما يدعوك للتمسك بما هو بين يديك، ويؤكد لك أن جرادة في الكف ولا ألف طائرة، فما الضمان أن تفوز بجرادة واحدة من الألف جرادة مع أن الأماني والآمال تبشرك بمئات من سرب الجراد وهو أمل كذوب، لأن كل طائر مرتحل عبر البحر يصعب الأمساك به اللهم الإ إذا كنت (مدير مكتب)، السيد مدير مكافحة الآفات. لنعد لتلك الأمثلة التي هي نتاج وجدان ذكي وتراكم خبرات طويلة بطبائع النفس البشرية، وفي مراعاة الحكم والأمثال منجاة من هاويات (وحاويات كثيرة)، وطرق مختصرة لفنون التعامل مع الناس والأشياء، توفيراً للوقت والمال والجهد ويمكن اختصار تلك الأمثلة (في الصعيد الحياتي) بالقناعة التي تريح النفس والأعصاب وتريحك من عناء المجابدة. الناس في بلادي عقلاء الإ الساسة فديدنهم أنهم يركضون دوماً وراء الجافلات ويغوصون خلف الغاطسين لجلب رضاهم باي ثمن حتى، ولو كان التساهل في حقوق العامة وحقوق الدولة، التي أغرى هذا النهج العقيم ذوي النفوس الضعيفة بأن يصنعوا القضايا صنعاً، يكفي أن تشتري بضع بنادق وتسرق بضع سيارات لتمتلك حركة مسلحة ثم تقوم بترويع الآمنين فتجبر سكان قرية لا يتعدون نصف المئة على النزوح لتصرخ منظمات حقوق الإنسان وتملأ الدنيا ضجيجاً، فيسهر جداد السلطة ويطلب راحة البال باي ثمن، طالما أن الدفع من الخزينة العامة ويمكن أن تنالهم بعض بركاته، فالسمسرة أصبحت كالسياسة مهنة من لا مهنة له، واعتقد أن هذا النهج يدعو للتفكير في أن نقوم نحن قبيلة الصحافيين بإنشاء حركة مصلحة (بالصاد يامصححين ما تودونا في داهية) حتى ننال حريتنا لنحارب الفساد.