٭ أصدر اللواء الراحل الخواض قراراً أدان به نفسه على تأخيره مدة خمس دقائق عن اجتماع مع عدد من ضباطه وأمر أن تشكل له لجنة لمحاسبته وحذرهم من التعامل معه بشيء من المجاملة باعتبار أنه قائدهم، أخذ الضباط ينظرون لبعضهم البعض آملين أن يجدوا لهم مخرجاً من هذا الموقف الصعب خاصة وأن له علاقة بقائدهم الأعلى، أكملت اللجنة مساءلته ثم أصدرت قرارها بالتجاوز عن مدة التأخير حيث روعي في ذلك أنه لم يتأخر عن اجتماع منذ أن كان ملازماً في القوات المسلحة. ٭ بعد عودته متأخراً من أمسية سياسية ساخنة تفاجأ محمد أحمد المحجوب رئيس وزراء السودان الأسبق بضجة عالية قادمة نحو منزله من أحد المنازل المجاورة وكانت الساعة قد تجاوزت الواحدة بقليل، حاول المحجوب أن يغمض عينيه لينام إلا أنه كان يصحو مذعوراً على صوت فنان كاد يسبب له صمماً، فأرسل أحد أبنائه ليستأذن عريس الحفل بالعمل على تخفيض مكبرات الصوت أو ينبه المغني أن يتكرم بتخفيض صوته قليلاً. ٭ طبع مصارع أسباني قبلة على رأس الشاعرة الفلسطينية المناضلة فدوى طوقان ثم غادر مسرعاً عربة لقطار كان يجمع بينهما متجهاً إلى مدريد، اشتعلت الشاعرة غضباً وأخذت تقول إنها لن تدع هذا المشهد ألا أخلاقي يمر بسلام حتى وإن وصل ذلك إلى ساحة القضاء، فقال لها رجل أسباني عجوز كان يشاركهما في نفس العربة إن هذا المصارع سيكون خلال أيام داخل حلبة للمصارعة قد لا يخرج منها حياً وإنه تفاءل بابتسامتك الجميلة مما جعله يطبع تلك القبلة على رأسك فتراجعت عن غضبها وهي تبتسم. ٭ أخذت تتأمل ملامحها في المرآة وهي تتحسر في صمت على ضفائر كان لونها أسوداً يقتل الشعراء كمداً، وإلى عينين كانت إذا نظرت بهما إلى صخرة حولتها إلى بستان، وفجأة دخل عليها زوجها فأحس أنها كانت في حالة عناق مع المرآة وكلنا يعلم أن المرآة لها لسان لا يكذب، فتذكر أنه ظل يتمنى دائماً أن يكبرا سوياً وأن يجلسا سوياً يحتسيان فنجان قهوتهما الصباحية وهما يستدفئان بذكريات مضت عليها السنون ولكنها لم تزل خضراء. ٭ رفضت لجنة النصوص بالإذاعة السودانية أغنيتي «بدري من عمرك» وأشارت إلى أن المقطع الذي يقول «والله أنت سعيد يا البريدك أنا» فيه دلالة واضحة على كثير من النرجسية، وبما أن الشاعر الكبير إبراهيم العبادي كان على رأس هذه اللجنة حاولت أن أقنعه أن في هذا القرار ظلماً كبيراً يقع عليَّ وأكدت له أن هناك أكثر من أغنية تمت إجازتها من لجان سابقة حملت ما هو أكبر من اتهام لأغنيتي بالنرجسية، فقال لي أعطني مثالاً لذلك، فقلت له «القبلة السكرى»، فضحك قائلاً: أغنيتك تمت إجازتها، وقد كان.