لزمت وزارة الصحة الإتحادية الصمت حتى الآن في أعقاب تصاعد وتيرة الوفيات جراء الإصابة بالحميات المجهولة التي اختلطت حولها التسميات.. ما بين حمي الضنك والحمي النزفية، فسارع وزيرها بحر إدريس أبو قردة بتصريح مفاده أن الحميات التي ضربت أجزاء واسعة من ولايات غرب ووسط دارفور التي تعاني أوضاعا أمنية متردية، ليست بالحمى النزفية وإنما هي حمى الضنك .... والمشهد يقول إن ولاية جنوب كردفان سبق وأن حدث فيها نفس الوباء قبل سنوات ليست بالبعيدة، وأرجعت الأسباب لوجود الباعوض الناقل للمرض، والذي يفضل العيش أو التوالد في الأماكن الرطبة، وكذالك لم تسلم منه ولاية البحر الأحمر والتي تم احتواؤه والقضاء عليه نهائياً . خلال اليومين الماضيين شهدت ولاية غرب دارفور تخوفات وسط المواطنين بعد أن صرح وزيرها د. هشام نورين عن وفاة (83) شخصاً يشتبه في إصابتهم بحمى الضنك، وارتفاع عدد حالات الاشتباه إلى (127) حالة. ٭ الاوضاع تحت السيطرة وأكد أبو قردة استقرار الوضع الصحي بجميع ولايات دارفور، وقال إن الحميات التي انتشرت في عدد من محليات ولاية غرب دارفور هي حمى الضنك وليست نزفية، ولا تأثير لها على الاقتصاد بالبلاد، ولفت إلى أن المرض تمت محاصرته بالولايات الثلاث، وأن الأوضاع تحت السيطرة التامة، وأن مساحة انتشار الحمى في تناقص مستمر بعد التحوطات التي تم اتباعها، وكشف أبوقردة عن ايفاد فريق صحي متخصص برئاسة وزيرة الدولة بالصحة سمية إدريس أكد للوقوف علي مجمل الأوضاع بهذه الولايات . ٭ تعريف بالمرض حمى الضنك هي عدوى فيروسية تنتقل عن طريق باعوضة تسمى الزاعجة المصرية، شبيهة بالإنفلونزا ويتفاقم أحيانا ويطلق عليه حمى الضنك الوخيمة، وهذا المرض يواجه نصف سكان العالم، ويظهر المرض في المناطق المدارية وشبه المدارية، مع تغيرات في مناطق الخطرالتي تتأثر بمعدلات هطول الأمطار ودرجة الحرارة والعمران السريع العشوائي، ويعرف بحمي الضنك النزفية وليس هناك علاج موضعي إلا أن الكشف المبكر والحصول على الرعاية الطبية المناسبة يقلل من معدلات الوفيات إلى ما دون الواحد في المائة وأن فترة حضانة المرض ما بين يوم إلى ثلاثة أيام وأقصى حد تسعة أيام، وتحدث الوفاة في الأسبوع الثاني، بينما الحمى النزفية هي أيضا مرض فيروسي وخيم، مصحوب بنزيف تسببه فيروسات، وعادة يطلق عليه المرض الناجم عن الفيروسات الرملية وهي (حمى لاسا) و(حمى جونين) و(حمى ما تشوبو) و(حمى القرم) و(حمى الوادي المتصدع النزفية) ٭ الأعراض ٭ أكد مدير عام وزارة الصحة بولاية البحر الأحمر د. الفاتح ربيع إن ولايته خالية تماماً هذا العام من حمى الضنك، مقارنة بالعام المنصرم الذي شهد قليلاً من الحالات، خاصة وأن الولاية من الولايات التي يمكن أن يوجد فيها الناقل الذي يعيش في المناطق الرطبة، ولفت إلى أن الوضع تحت السيطرة تماماً، بفضل الجهود المبذولة من قبل إدارة تعزيز الصحة بالوزارة، حيث قدمت التوعية الكافية للمواطنين من خلال الاهتمام بالنوم داخل الناموسيات، ودفن البرك وعدم وجود مياه راكدة، وقال إن حمى الضنك تعرف أيضا بحمى تكسر العظام، مشيراً إلى أنه مرض مداري ينتقل عن طريق أنثى باعوضة تسمى بالزاعجة المصرية التي قال إنها تدخل دم الانسان.. وبعد فترة تظهر أعراض المرض التي تبدأ بآلام في المفاصل والعضلات والطفح الجلدي المتميز، ذات اللون الأحمر الذي يتطور ويصل لحالات حمى الضنك النزفية التي ينتج عنها نزيفاً، مع تقليل في عدد الصفائح الدموية التي تعتبر الأكثر إصابة، إضافة إلى فقدان في بلازما الدم، وقال ربيع إن الخطورة في المضاعفات.. وأشار إلى أنه حتى الآن لايوجد لقاح، فنحن في الولاية نتبع سياسة: (الوقاية خير من العلاج) من خلال الإصحاح البيئي وتوزيع نشرات بالمنازل للتوعية بخطورة المرض وتعريفه، وقال ربيع إنه في بداية المرض وبعد الفحوصات والتأكد من ثبوت المرض نقوم بإعطائه راحة تامة، وحفظ السوائل في الجسم، وشرب كمية كافية من المياه والدربات إضافة إلى عدم وجود الحركة مع التحذيرات من إعطاء المريض إسبرين ويفضل إعطاؤه البندول فقط.