شهدت العاصمة الفرنسية باريس الجمعة الماضية حالة من الرعب، عقب استهداف (6) مواقع، ونتج عن ذلك مصرع أكثر من (128) شخصاً وإصابة أكثر من (250) آخرين ، الهجوم تم تصنيفه بأنه الأعنف والأكثر تنظيماً في تاريخ فرنسا في السنوات الأخيرة. ٭ عمليات انتحارية وبحسب المعلومات الأولية التي أعلنتها الحكومة الفرنسيةٍ فإن (8) انتحاريين قد نقذوا الهجوم، وكشفت تقارير وسائل إعلام فرنسية أن أحد منفذي هجمات باريس سوري الجنسية قدم مع اللاجئين عبر اليونان، بعد العثور على جواز سفر سوري على جثة أحد منفذي التفجيرات، بالقرب من ملعب المباراة الرئيسي الذي كان يحتضن مباراة بين المنتخب الفرنسي ونظيره الألماني، بالإضافة للكشف عن رجلين وامرأة من ضمن منفذي الهجوم أحدهم يحمل الجنسية الفرنسية، وتمت التفجيرات في مواقع مختلفة بباريس وضواحيها، ومن بينها مقهى ليلي ومسرح لوباتاكلان الباريسي، لتعلن الحكومة حالة الطواري والحداد العام. تعتبر الهجمات التي استهدفت باريس مساء الجمعة الماضية الأكثر دموية والأعنف في تاريخ أوربا منذ اعتداءات مدريد في مارس من العام 4002م، وسارع رواد شبكات التواصل الاجتماعي إلى إلقاء اللوم على اللاجئين الذين دخلوا فرنسا مؤخرا،ً عبر عدة دول أوروبية هرباً من جحيم الحروب المشتعلة في بلدانهم . ٭ ردود أفعال عقب التفجيرات التي ضربت العاصمة باريس أعلن الرئيس الفرنسي فرانسو هولاند إغلاق الحدود الفرنسية دون تحديد المده الزمنية، منعاً لاستخدام المتهمين المشتبه بتورطهم بالهجمات الأخيرة عبور الحدود إلى دول مجاورة.وفي أول تداعيات للأحداث على دول الجوار شددت بريطانيا من إجراءاتها الأمنية، ورفعت درجة التهديد الأمني عند درجة خطيرة، وفي بروكسل أعلن مكتب المدعي العام البلجيكي في بيان تم نشره عن فتح تحقيق يتعلق بمكافحة الإرهاب بعد هجمات باريس، حادثة التفجيرات لم تستثن الأجانب، حيث أودت بحياة نحو (20) أجنبيا،ً منهم ثلاثة بلجيكيين وثلاثة تشيليين وبرتغاليان ورومانيان وشقيقتان من تونس وجزائريان ومغربي وبريطاني واثنين من إسبانيا ومثلهم من المكسيك، وأكدت موسكو عدم وجود أي مواطنين روس في الضحايا، ورجحت الخارجية السويدية في بيان لها أن يكون من بين القتلى مواطن سويدي. بالمقابل أعلن تنظيم الدولة الإسلامية داعش في بيان رسمي له مسؤوليته عن التفجيرات التي استهدفت العاصمة الفرنسية، وذكر البيان أن (8) أشخاص مسلحين بأحزمة ناسفة وبنادق رشاشة نفذوا الهجمات في عدة مواقع منتقاه بدقة بباريس، وكان داعش قد نشر فيديو بلا تاريخ يقول فيه إن فرنسا لن تنعم بالسلام ما دام القصف مستمراً، في اشارة لمشاركة الطيران الفرنسي المشارك بالقصف الجوي على مواقع داعش. ٭ إدانة وتطمينات وفي حديثه ل (آخر لحظة) قال سفير السودان بفرنسا د. نصر الدين أحمد إن التفجيرات الأخيرة لم يكن من بين ضحاياها أي سوداني، معلناً وقوف السودان إلى جانب فرنسا في محنتها، وقال إن الخارجية السودانية أدانت بشدة التفجيرات الأخيرة بباريس، وأبدت استعدادها للوقوف مع الجانب الفرنسي لاستئصال الإرهاب، لكونه عملاً إرهابياً وضد الانسانية، وبعث نصر الدين بتطمينات لكل السودانيين بأن السودانيين بفرنسا بخير، وأكد بأنه على اتصال بكافة مكاتب الجاليات السودانية بكل مناطق فرنسا للاطمئنان على سلامتهم. وبعث عدد من السودانيين المقيمين بفرنسا برسائل تطمينية لذويهم، بعد القلق الذي ساد وسط الأسر السودانية جراء الأحداث الأخيرة، وكما هو معلوم فإن عدداً كبيراً من السودانيين تحتضنهم فرنسا. في المنحى ذاته يمضي أستاذ العلاقات الدولية البروفسير صلاح الدين الدومة للقول بأن السودانيين غير معنيين بما جرى من أحداث في فرنسا، عكس الدول العربية التي بها تنظيمات أصولية متشددة ، مشيرا ً إلى أن المعارضة السودانية غير متشددة وليس بها أصولين، مضيفاً أن انعكاسات هذه الأحداث على السودان بسيطة وشبه معدومة بالنسبة للمعارضة التي تقيم بفرنسا وبقية الدول الأوربية، ولم يستبعد الدومة أن يجد المتشددين في فرنسا وأوربا عموماً ضالتهم للضغط على الحكومات الاوربية بالسماح للاجئين العرب والمسلمين من دخول بلادهم في المستقبل، ونفى أن تكون هذه الأحداث عاملاً جديداً في تشكيل نظام عالمي جديد على غرار ما حدث بعد أحداث 11سبتمبر التي ضربت الولاياتالمتحدهالأمريكية.