مرض المايستوما أو مايعرف بال «المادورا» يعد من الأمراض القاتلة حسب تصنيف وزارة الصحة الاتحادية، ووصفته بالمرض الصامت، وإلى الآن لم يحسم الجدل بشأن مسببات المرض الذي تفشى بصورة لافتة ومقلقة بجميع ولايات البلاد، خاصة الجزيرة، سنار، النيل الأبيض وعلاجه في الغالب يكون ببتر الأطراف ...المايستوما تحتاج لجهود مكثفة للتصدي له، والوقاية منه، ويصيب الفئات العمرية المنتجة.. مما يساهم في تعطيل عجلة الاقتصاد بالبلاد.. كما أنه يصيب الأطفال، وأقعد المرض العديد من الطلاب والمزارعين عن أشغالهم، فضلاً عن التكلفة الباهظة للعلاج التي تصل إلى (14) مليون جنيه للمريض الواحد خلال العام، غير تكلفة الفحوصات المعملية والاشعة . ٭ الأعراض والمسببات وحول أعراض ومسببات المرض أكد مدير مركز أبحاث المايستوما بمستشفي سوبا الجامعي بروفيسير أحمد حسن الفحل بأنها غير واضحة حتى الآن مشدداً على ضرورة إجراء مسوحات ميدانية كبيرة في المناطق التي ينتشر فيها المرض، وذلك لتحديد أسبابه وطرق انتقاله، لافتاً إلى أن ذلك يتطلب ميزانيات كبيرة، إلا أنه توقع أن تكون أبرز مسبباته (طعنة الشوك) الموجود في أماكن الزراعة والحيوانات وتدني الاهتمام بالنظافة، وعدم توفر الوقاية لدى المزراعين «الجوارب والأحذية المتينة» أثناء عمليات الزراعة لتفادي الإصابة، وقال الفحل لم تعرف حتى الآن أعراض ومسببات المرض الذي وصفه بالقاتل الصامت، لجهة أنه غير مؤلم في بداياته، غير أن بعض الدلائل تشير إلى أن من مسبباته البكتريا والفطريات الموجودة في مناطق الزراعة في حالة حدوث جرح بسبب الاشواك.. ولفت الفحل إلى أن عدد المصابين إرتفع إلى (720) ألف حالة بالبلاد.. مع تردد (180) حالة أسبوعياً بالمركز، وقال إن المشكلة الكبرى التي تواجه مكافحته عدم وجود طريقة محددة، وأن العلاج يستمر لمدة عامين وأن العلاج في حد ذاته مأساة بالنسبة للمصابين.. وانتقد الفحل تجاهل المنظمات العالمية للمرض، وأرجع ذلك لعدم وجود احصائيات وأرقام وبحوث حول المرض، وقال هذا هو حال السودان لانعدام الميزانيات ٭ اكثر الولايات إصابة وكشف الفحل خلال المنتدي الدوري لإدارة تعزيز الصحة بالوزارة بأن أكثر الولايات إصابة بالمرض سنار والنيل الأبيض والجزيرة، مع وجود حالات متفرقة في جميع باقي الولايات، مشيراً إلى ارتفارع حالات بتر الأطراف وسط المصابين، مستشهداً باحدى القرى حيث سجلت (12)ّ حالة بتر من جملة (70) نسمة وقال إن السودان أكثر مناطق العالم إصابة بالمرض، مؤكداً امكانية العلاج في حالة الاكتشاف المبكر، وأضاف أن المرض يؤدي إلى تعطيل الأسر وتشريدها.. وقد وقعت حالات طلاق، بجانب الإفرازات النفسية التي تتمثل في الإحباط . ٭ اكتشاف الأدوية: مدير التدخلات المجتمعية لمكافحة الأمراض السارية وغير السارية بوزارة الصحة الإتحادية د. مصعب صديق قال إن مشكلة المايستوما أنها تقع ضمن الأمراض المنسية التي وجدت تجاهلاً من قبل الجهات الداعمة وشركات الأدوية التي لم تتجه إلى اكتشاف أدوية لها، مشيراً إلى أن معظم المصابين من الطبقة الفقيرة، وتابع أن الشركات لم تعمل في الاستثمار في مجال الدواء لهذا المرض، لافتاً إلى أن أبحاث المايستوما في العام 2015 اعتمدت المرض ضمن الأمراض المنسية، موضحاً أن التقرير سيرفع في مايو القادم حتى يدرج ضمن قائمة الأمراض المدعومة، مما يقلل الأعباء على المرضى، وقال مصعب إن الوزارة اعتمدت خطة لرصد مبلغ لتوفير العلاج لمدة ثلاثة أشهر في مركزي الجزيرة والخرطوم، مبيناً وجود نوع أو نوعين من الأدوية فعاليتها متفاوتة، مما يتطلب حراكاً سريعاً نحو المرض، وكشف عن سعي الوزارة لجعل المايستوما رقم (18) في قائمة الأمراض المدارية المنسية من الصحة العالمية، وذلك بمبادرة من مركز أبحاث المايستوما ومنظمة اقتراح الأدوية للأمراض المنسية، وكشف عن قبول المقترح في اجتماعات الصحة العالمية مما يقلل العبء على الفقراء، والمساهمة في التوعية وسط المجتمعات لمكافحته، مؤكداً سعي الوازرة لنقل الخدمات إلى أماكن المرض، بتدريب الأطباء والجراحين على الاكتشاف المبكر وتشخيصه وإجراء العمليات الجراحية، وأعلن مصعب اعتماد مركز السودان للمايستوما كأول مركز في العالم من جانب الصحة العالمية، من خلال تقديم (120) ورقة بحثية . ٭ رحلة العلاج وعلاج المرض يتطلب إخضاع المريض لإجراء التحاليل الطبية من أخذ عينة من أنسجة لزراعتها وأشعة مقطعية بعد ظهور الأعراض، مع العلم بأن جميع المرضى لا يستطيعون مواصلة العلاج الذي تصل تكلفته إلى (40) جنيه في اليوم الواحد، مما يجبر المرضى على عدم مواصلة العلاج، ممايؤدي إلى المضاعفات الخطيرة والتي تؤدي إلى بتر العضوالمصاب.