واصل منتدى الساحة الخضراء الأسبوعي منتدياته حيث احتشد الآلاف من مرتادي الساحة الخضراء للمشاركة في الاحتفال بتكريم فنان الجاز الأول شرحبيل أحمد، وذلك بحضور أسرة الفنان شرحبيل أحمد وإدارة الساحة الخضراء ممثلة في المدير العام محمد آدم عربي ورئيس المنتدى الأستاذ نصرالدين شلقامي فضلاً عن عدد من النقاد والشعراء وعدد من أفراد الجالية من الشيك وسلفاكيا، وتخلل التكريم فقرات غنائية للفنان غاندي السيد الذي تغنى بعدد من أغاني الفنان شرحبيل أحمد، وشارك الفنان شرحبيل بعدد من الفواصل الغنائية بمشاركة ابنه شريف، حيث أبدع بالغناء لأول مرة بدون آلات الجاز المعروفة وكانت للحظة تكريمه طعم خاص من خلال مشاركة عدد من الجمهور، شرحبيل لحظة استلام الشهادات تدافعت الأسر لأخذ صور تذكارية معه، وتحدث رئيس منتدى الساحة الخضراء الأستاذ نصرالدين شلقامي عن إنجازات ولمحه من تاريخ الفنان شرحبيل، واعتبر أن تكريم رموز الفن السوداني مهمة تقع على عاتق الشعب السوداني لما بذلوه من أعمال أصبحت خالده في قلوب المواطن البسيط والنخبة المثقفة منهم. الفنان صلاح براون تحدث عن بداية أغاني الجاز في السودان عبر الرعيل الأول أمثال محمد مرجان ومحمد إسماعيل بادي وغيرهما، بيد أنه أشار إلى أن شرحبيل يعتبر الآن خبيراً و«بروفشنال» في أغاني الجاز واستطاع أن يربط بين أغاني الجيل الأول والجيل الثاني لأغاني الجاز، وتحدث براون عن بعض إسهامات الفنان شرحبيل على الصعيد الخارجي متمثلة في أنه السبب في إدخال آلة الجيتار في الأوركسترا المصرية، وذلك عندما زارت الفنانة المصرية المشهورة أم كلثوم السودان وشاهدت شرحبيل وهو يعزف على آلة الجيتار وأعجبت به، وعند رجوعها إلى مصر أمرت باستخدام الجيتار كآلة للعزف في أغانيها، واعتبر براون أن شرحبيل هو أول من أدخل الآلات النحاسية والجيتار وبعض الآلات الكهربائية المستخدمة في أداء أغاني الجاز، ولفت إلى أن شرحبيل يتميز بأداة لأغاني بسيطة وسهلة، وحقيقه استطاعت أن تبقى في قلوب ووجدان المواطن السوداني، واستطاع من خلالها أن يحجز له مكاناً كأفضل الفنانين في العصر الحديث، وانتقد براون الدولة بشدة وذلك لعدم اهتمامها بالفنان شرحبيل وأغاني الجاز عموماً، مؤكداً أن الدولة إذا اهتمت بشرحبيل وسخرت بعض الجهود لأصبح شرحبيل من أشهر فناني أفريقيا على الإطلاق، واعتبر أن فرصة نجاحه ستكون أكبر في الدول العربية، لأن السودان من أوائل الدول العربية التي تغنت بأغاني الجاز، وطالب بروان بإتاحة الفرصة لفرق الجاز وفناني الجاز في أجهزة الإعلام المختلفة أسوة بباقي الأنواع الأخرى للموسيقى الموجودة في السودان، ونوه إلى أن الغناء السوداني لم ولن يصل للعالمية ما لم يستخدم الأنماط العالمية في الأداء.