تداعيات تطور الاحداث تجاه السودانيين في مصر الذين تعرضوا لعمليات قتل وتعذيب وإعتداءات وعمليات نهب من السلطات المصرية خلال الفترة الماضية، جعلت نواب البرلمان والصحفيين في حالة ترقب منذ الأسبوع الماضي لتوضيح الحقائق من قبل الحكومة ممثلة في وزير الخارجية بروفسور إبراهيم غندور من خلال تقديم بيان حول أوضاع السودانيين في مصر، وتم تأجيل البيان الذي كان مزمع تقديمه الأسبوع الماضي لمزيد من تقصي الحقائق بشأن القضية، بالإضافة إلى تضمين التقرير أيضاً لأوضاع السودانيين في دولتي الجنوبوالجزائر . ٭ 13 دقيقة فقط البيان الذي تلاه وزير الخارجية بروفيسور إبراهيم غندور أمام البرلمان حول أوضاع السودانيين في كل من مصر، جنوب السودان، الجزائر، جاء في «8» صفحات، واستغرقت تلاوة التقرير الذي ركز بنسبة «95% على أوضاع السودانيين بمصر « 13 « دقيقة، وكشف الوزير تفاصيل جديدة حول أوضاع السودانيين بمصر، وأشار إلى أن هنالك بعض الزيادات في حالات احتجاز السودانيين وتفتيشهم وسلب ممتلكاتهم، بجانب استهداف البعض بعضهم في المقاهي والشوارع، ونقلهم عبر سيارات الشرطة إلى أقسامها، وخاصة في وسط البلد، ومحاولة الحصول على أموالهم تحت ذرائع التأكد من وجود إقامات لديهم، بالإضافة للقبض على بعض السودانيين أمام صرافات تغيير العملة قبل وبعد أداء المعاملات المصرفية، بزريعة عدم وجود ايصالات أو إقرار جمركي للمبالغ التي تقل عن «10» آلاف دولار. ٭ معاملة فظة وقال غندور إن المحتجزين تعرضوا لمعاملة فظة في بعض الأحيان، حيث انتقلت الحملات علي السودانيين للمقاهي التي بجوار أماكن السكن التي يتم تفتيشها، وأضاف غندور أن الاعتداءات علي السودانيين و الحملات لم تقتصر على أجهزة الشرطة والأمن فحسب، فالمجموعات المتفلتة والعصابات التي تنتحل صفة رجال الشرطة والأمن شاركت في هذه الاعتداءات، وكشف غندور عن تجاوزات في تطبيق القانون وانفلات في التعامل مع بعض الأجهزة المعنية مع المواطنين السودانيين، وقال لكن سنظل نتابع الأمر مع سفارتنا بالقاهرة ومواصلة الجهود بلا كلل للحفاظ على أمن وسلامة السودانيين في مصر. ٭ الحذر من الجنوب وبشأن أوضاع السودانيين في دولة جنوب السودان، كشف غندور عن مصرع سوداني في «17» من الشهر الجاري على يد مسلحين يرتدون زياً عسكرياً، بغرض السرقة.. وتم فتح بلاغ لدي الشرطة قُيد ضد مجهول. بجانب مواطن آخر لقي حتفه في الخامس من الشهر الحالي إعتدى عليه مجهولون بغرض سرقة الدراجة البخارية التي كان يقودها، وقال غندور عندما قام بمقاومتهم أطلقوا عليه النار من مسدس ولاذوا بالفرار، وأضاف: تم فتح بلاغ في شرطة الملكية جوبا وحتى الآن لم تعلن السلطات الرسمية بالجنوب القبض على أي مشتبه بهم، وفي أكتوبر الماضي تعرض محل للمجوهرات يملكه سوداني بجوبا لعملية سطو مسلح، حيث نهب مسلحون المصوغات الذهبية الموجودة.. وقاموا بإطلاق النار على صاحب المحل، مما استدعى إسعافه لمستشفي جوبا ومنها إلى الخرطوم لإكمال علاجه، ووصف غندور في بيانه الأحداث التي تعرض لها المواطنون بجوبا بالمؤسفة إلا أنها محدودة، وتاتي نتيجة للظروف الحالية التي تمر بها دولة الجنوب، ولاتمثل استهدافا ممنهجاً للسودانيين بسبب جنسيتهم ، وطالب غندور جميع الرعايا السودانيين في الجنوب بالتنبه وأخذ الحيطة والحذر، مشيراً الى أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في معدل الجريمة بغرض السرقة خاصة في جوبا، وقال غالباً مايتم استخدام السلاح الناري ضد كل من يقاوم. ٭ الجزائر.. اعتقال المعدنين وحول أوضاع السودانيين في الجزائر، كشف وزير الخارجية أن المواطنين المعتقلين بالجزائر بلغ عددهم «225» شخصاً من المعدنين الاهليين الذين دخلوا الأراضي الجزائرية بصورة غير شرعية عبرحدود الجزائر مع ليبيا والنيجر ومالي، وكشف غندور أن رئيس الجمهورية المشير البشير وجه باستئجار طائرة خاصة لإعادتهم إلى أرض الوطن، بعد أن صدر توجيه من الرئيس الجزائري عبدالعزير بوتفليقة بالإفراج عنهم استجابة لطلب البشير أثناء زيارة الأخير إلى الجزائر، وأشار غندور إلى بدء الإجراءات الخاصة بالترحيل، حيث تم الاتفاق مع احدى شركات الطيران من أجل أن تكتمل العملية خلال الأسابيع القليلة القادمة. ٭ البرلمان غاضب وأعلن البرلمان بالإجماع رفضه القاطع لعمليات القتل واعتداءات ونهب السودانيين بمصر من قبل الشرطة والأمن، ووصفوا ماتعرض له السودانيون (بالحقارة) وعدم الانسانية والاحترام من مصر، التي تتعامل بانتقائية واستعلائية مع السودانيين، لاسيما أنها حتى الأن لم تعتذر للشعب السوداني، مما يؤكد أن الأمر ممنهج ومدبر، وأعلن رئيس البرلمان إبراهيم أحمد عمر رفض البرلمان للتعامل السيء الذي تعرض له «39» مواطناً من بعض الأجهزة الرسمية المصرية، وطالب الخارجية بمواصلة عملها الدبلوماسي من أجل الحفاظ على العلاقات خاصة مع مصر، الجنوب، والجزائر.