مبادرة الإتحاد العام للمهن الموسيقية بعقد إجتماعه الدوري أمس بمنطقة (أبو قرون) وفي منزل الفنان الكبيرصلاح بن البادية الذي يقضي فترة نقاهة بعد العملية الجراحية التي أجراها مؤخراً .. هي مبادرة تستحق الثناء والتقدير لما تضمنته من معان سامية راقية .. تؤكد أنها مبادرة (فنانة) من فنانين بحق.. وأولي تلك المعاني السامية أنها تعتبر تكريم لزميل لهم قدم الكثير للفن والإتحاد ولم يستبق شيئاً وتعتبر تقديراً لظروفه الصحية والإهتمام بها ..ورسالة تؤكد أنهم معه من خلفه يشدون من أزره .. وغير كل ذلك هي رد إعتبار لفنان كبير تجاهله المسؤولين وتجاهلته الجهات المعنية بالثقافة والفنون في محنته الصحية .. لأن أقسي ما يعانيه الفنان هو إحساس التجاهل والظلم ممن يفترض أن من واجبهم الوقوف معه ..وعلي أسوأ الفروض السؤال عنه.. وخاصة لفنان قدم زهرة شبابه وعصارة فكره وإبداعه وصحته للفن وإسعاد الناس ..نثر عليهم الفرح وغسل أحزانهم بصوت طروب ولحن شجي وقبل ذلك بكلمات شفيفة .. أنيقة .. رقيقة . وما أكثر ما فعله إبن البادية وما أكثر ما قدمه (لو كانوا يعلمون ).. فمثله كان يستحق أن الزيارة صباحاً ومساءً وأن تتكفل الدولة بكل تكاليف علاجه وكان ينبغي من وزارتي الثقافة والشباب والرياضة ..والثقافة والإعلام ومن وزيري الوزارتين أن يسجلا له زيارة في المستوصف الكائن بقلب الخرطوم وهوعلي مرمي حجر من مكتبيهما أو في منزله بالخرطوم بحري وهو غير بعيد أو حتي يكلفا من ينوب عنهما ليقول له (أجر وعافية) و(سلامتك والألم بيزول) أو حتي (كفارة) وغيرها من العبارات الخفية علي اللسان الثقيلة بالمعنويات علي الإنسان .. ولكنهما لم يكلفا نفسيهما حتي بالإتصال به عبر الهاتف.. وهو تجاهل غير مستغرب وإبن البادية ليس الأول ولن يكون الأخير ما لم يغير بعض المسؤولين سياستهم ونظرتهم للفن والفنانين التي تحكمها الجغرافيا وليس التاريخ والعطاء .. فكم من مرة تجاهلوا فيها مبدع كان يحتاج لجرعة معنويات قبل جرعة الدواء ..وكم من مرة إستجدي فيها إتحاد الفنانين المسؤولين لعلاج زيد من المبدعين .. فيتكرمون عليهم بعطية المزين أحيانا ويتجاهلون سؤالهم في أحايين أخري هي الغالبة.. وما يحدث غريب ويحسب علي الدولة لأن من واجب الدولة التي يمثلها هؤلاء المسؤولون هو تفقد رعاياها .. والوقوف الي جانب من يستحق .. كل في حدود رعيته . . وصلاح بن البادية من أولئك الذين يستحقون .. يستحق بما قدم للوطن وبما نثر من أزهار في حديقة الأغنية السودانية .. أزهار تنسمنا وما زلنا نتنسم عبيرها الفواح . صلاح بن البادية يستحق وليس بكثير عليه أن ينتقل اليه إتحاد الفنانين بكامل عضويته .. في مبادرة أكدت أن الدكتور الفنان عبد القادر سالم وأركان حربه يعرفون أكثر من الواجب وأن مجتمع الفنانين بخير وأن رسالتهم ماضية رغم كل شئ .. لا يهمهم أن وقفت معهم الوزارات أو لم تقف .. وأن جسد الفن متعافي ومتماسك ..ما زال فيه للكبير مكانه وإحترامه .. شكراً الإتحاد العام للمهن الموسيقية .. شكراً الدكتور عبد القادر سالم صاحب المبادرات الإنسانية الرائعة .. والدعوات للفنان الإسم الذي لا يمكن تخطيه في كتاب الفن السوداني صلاح بن البادية بموفور الصحة والعافية ليعود بلبلاً صداحاً كما عهدناه .. وإن شاء الله أجر وعافية .