قبل يومين زرت مدينة ودمدني ورجعت.. وبما أنني جئت إلى الخرطوم ووجدتها تحفها وتتوزع فيها أكوام النفايات وبات شارع المرور السريع المحازي للسكة حديد مكباً لها حتى نهايته قرب سوبا.. فإنني أدعو والي الخرطوم ومعتمدي محليات العاصمة لزيارة حاضرة ولاية الجزيرة والوقوف على تجربة النظافة فيها، دعونا من السفر إلى ماليزيا وأندونيسيا وأوربا الذي ابتدعه الولاة بغرض التوأمة ونقل التجارب ولم يفعلوا شيئاً سوى الصرف عديم الفائدة على نزهة لم يستفد منها المواطن. في زيارتي تلك تجولت من أول مدني إلى آخرها فلم أرَ في حياتي قرية أو مدينة داخل السودان بمثل نظافتها، الأمر الذي يطرح تساؤلاً لماذا يتجه إيلا دائماً إلى نظافة عاصمته بينما يفشل الولاة الآخرون بدليل حجم الأوساخ المنتشرة داخل عواصمهم، وأنا لا أتحدث إنابة عن والي الجزيرة في الأسباب أو الإجابة.. ولكن أدعو المسؤولين بالولايات الأخرى للذهاب إليه وأخذ النصح منه بدلاً من قضاء الوقت في أنشطة سياسية عقيمة على حساب عملهم التنفيذي. إن تجربة ودمدني لو طبقتها محلية واحدة من محليات الخرطوم لأحدثت أثراً كبيراً وواضحاً للعيان، دعك من الولاية كلها، ونقل التجربة في اعتقادي ليس مكلفاً ولا يحتاج إلى سفر للخارج وإقامة فنادق واستجلاب خبراء.. فقط يتطلب العزيمة والإرادة.. حينها ذات الخبرات السودانية التي زانت بورتسودان من قبل وجملت مدينة مدني بأن جعلتها خالية من النفايات.. تستطيع أن تحدث الفرق وتؤدي العمل المطلوب. أخيراً أي زائر إلى مدنى لا يسعه إلا أن يشكر والي الولاية محمد طاهر إيلا على ما قام به ولكن هناك تحدٍ يواجهه يتمثل في سؤال مفاده هل يستطيع فعل ما فعله في المدن الأخرى مثل المناقل والحصاحيصا والكاملين، لأن الكثيرين يتخوفون أن يتركز نشاط إيلا في عاصمة الولاية ويهمل المناطق الأخرى، نحن لا نستبق الأحداث ولكننا ننتظر لنرى ثم نحكم، وبناء على ما شاهدناه نستبشر خيراً ونتفاءل.