احتشدت جموع غفيرة ضاقت بها جنبات صالة مارينا بالخرطوم، تقاطرت من داخل وخارج البلاد للمشاركة في ختام فعاليات المؤتمر الخامس لجماعة أنصار السنة المحمدية بالسودان، والذي شرفه بالحضور نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن، ووالي الخرطوم عبد الرحيم محمد حسين، وسفير دولة قطر بالسودان الشيخ راشد النعيمي، المؤتمر الذي امتزجت فيه مشاعر الحزن والفرح، اعتمد ترشيح دكتور عبد الكريم محمد عبدالكريم رئيساً عاماً للجماعة خلفاً للأب الروحي لجماعة أنصار السنة الشيخ ابوزيد محمد عبدالله. ٭ نوبة بكاء دخل عدد من قيادات وأعضاء جماعة أنصار السنة في نوبة بكاء بسبب فيديو تم عرضه خلال الاحتفالية، يجسد ملامح من حياة رئيس الجماعة السابق الراحل ابوزيد محمد عبد الله رحمه الله. ٭ الرئيس الجديد د.عبد الكريم محمد عبد الكريم بدأ حديثه في الاحتفال بالترحم على روح الشيخ ابوزيد الذي اعتبره رقماً يصعب تجاوزه في مجتمع الجماعة والسودان والعالم أجمع، وقال إن شيخ ابوزيد أتعب من بعده.. وتعهد عبد الكريم بالمضي على العهد والميثاق ومنابذة الشرك والخرافة وتقرير التوحيد في المجتمع والعالم أجمع». ٭ الغزو الفكري بدوره قال نائب الرئيس حسبو محمد عبد الرحمن إن السودان بلد سني، و«نحن نؤمن بالوسطية ولا نؤمن بالتكفير والتشيع»، وعلى الجماعات أن تترجم ذلك عملاً على أرض الواقع، وأوصى حسبو المجلس العلمي للجماعة - باجراء مزيد من البحوث لمواجهة الغزو الفكري والقبلية والجهالات والجهويات والمخدرات، وغيرها من المهددات؛ داعياً الجماعة لتنزيل التوحيد وسماحة الدين بأسلوب مبسط والانتشار في القرى والأرياف جهود الجماعة ودورها الكبير في تصحيح العقيدة ونبذ الشرك، وأكد أن المجتمع يحتاج من الجماعة إلى الكثير، داعياً إلى توحيد الجماعة وتوحيد الصف. ٭ حرمة الدماء وبالمقابل أكد والي الخرطوم الفريق أول ركن عبد الرحيم محمد حسين عن حاجة المجتمع إلى انعقاد مثل هذه المؤتمرات في زمن التطرف والاستهانة بحرمة الدماء، منوهاً إلى أهمية الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وقال:«أبوابنا مشرعة للدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة، وذكر حسين أن المجتمع المسلم محاصر بكل أنواع الغزو بوسائل متعددة؛ مما يتطلب الوقوف صفاً واحداً ضد هذا الغزو. ٭ أمانة في الاعناق من جهته بعث الأمين العام لجماعة أنصار السنة المحمدية بدولة الجنوب الشيخ محمد دينق برسائل لجماعة أنصار السنة.وقال مخاطباً الجماعة «اطمئنوا فقد ترك لكم سماحة الشيخ الوالد أبوزيد محمد حمزة، أسد الدعوة رحمه الله الرئيس السابق للجماعة ميراثاً هو المنهج الصحيح، فهنيئاً لكم أن يكون بين أيديكم المنهج والرجال، وهذا يتطلب منكم أن تسلموا الدعوة نقية بيضاء كما استلمتموها من المشايخ» داعياً إلى التمسك بالتوحيد والترابط والتعاضد. وختم حديثه بقوله «الدعوة في جنوب السودان أمانة في أعناق شيوخ الشمال» ٭ طوق النجاة ويرى رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية بتشاد يحيى محمد خليل أن دعوة جماعة أنصار السنة المحمدية تمثل طوقاً للنجاة من أمراض التطرف والانحراف والإرهاب، التي أصابت المجتمعات.. داعياً العالم للوقوف مع هذه الدعوة مؤكداً أن منهج أهل السنة والجماعة منهج قرآني نبوي معصوم، ومن سماته الوسطية والاعتدال في كل الأمور وطاعة ولي الأمر ما لم يأمر. ٭ توصيات وخرج المؤتمر بحزمة توصيات أبرزها ضرورة التصدي لكل ما يهدد المجتمع السوداني فكرياً، كالتطرف والتشيع والإلحاد والتنصير، وأخلاقياً كالمخدرات والانحرافات السلوكية المختلفة. بجانب الاهتمام بشرائح المجتمع كافة، لا سيما المرأة والشباب والطلاب وتعظيم حرمة الدماء والدعوة للائتلاف، ونبذ القبلية والجهوية، والسعي لوحدة السودان، وتماسكه فضلاً عن الارتقاء بالخطاب الدعوي وضرورة استيعابه للمستجدات ومتطلبات المجتمع. والتأكيد على أن التوحيد أساس الدين وقضية الأمة، وأنه أعلى أولويات الدعوة.